شاركت طبيبة الأطفال السورية أماني بلور، بناء على دعوة من وزارة الخارجية الأمريكية، في جلسة مجلس الأمن التي عُقدت في 29 من آذار الحالي.
وعبّرت أماني، في تغريدة نشرتها عبر “تويتر”، عن أملها في العمل من أجل تخفيف معاناة الشعب السوري.
Thank you @USAmbUN @SecBlinken
for your kind invitation to brief the Security Council today. It was a great honor, and I hope we can work together to alleviate the suffering of the Syrian people.— Amani Ballour (@AmaniBallour) March 29, 2021
وفي حديث إلى عنب بلدي قالت أماني، إن الجلسة خُصصت للحديث عن الوضع الإنساني في سوريا، الذي يشمل الصحة والتغذية والحديث عن المعابر والمساعدات الإنسانية، بعد جلستين سابقتين ناقش المجلس خلالهما الوضع السياسي في سوريا، وملف الأسلحة الكيماوية.
وركّزت أماني خلال المداخلة التي قدمتها على موضوع صحة الأطفال، والآثار النفسية والجسدية التي سببها لهم الحصار والخوف والقصف، مقابل غياب أدنى الحقوق الأساسية للطفل الذي يعيش في المخيمات دون تعليم.
كما تناولت استهداف النظام المنشآت الطبية، مشيرة إلى تجربتها الشخصية خلال حصار الغوطة الشرقية بين عامي 2012 و2018، حيث أدارت أماني فريقًا مكوّنًا من 130 من العاملين في مستشفى “الكهف” تحت الأرض.
وشددت أماني على أهمية المعابر والمساعدات الإنسانية، التي يحاول النظام إقناع المجتمع الدولي بأنه مؤهل لإدارتها، مشيرة في الوقت نفسه إلى استخدام النظام الأدوية وحليب الأطفال والغذاء وسيلة حارب بها سكان المناطق المحاصرة، ومنها الغوطة الشرقية.
ودعت أماني المجتمع الدولي إلى زيادة مساعداته الإنسانية للسوريين وتمديد فتح المعابر، بالإضافة إلى حق السوريين في الحصول على اللقاحات في ظل تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
واعتبرت أماني دعوة الخارجية الأمريكية لها، فرصة لإيصال صوت السوريين وتسليط الضوء على قضايا ملحّة، ومن أبرزها قضية المعتقلين في سجون النظام، والكارثة الإنسانية التي تشهدها سوريا.
وحصلت أماني، في 15 من كانون الثاني 2020، على جائزة مجلس أوروبا “راؤول والنبرغ” لشجاعتها والتزامها بإنقاذ العديد من الأرواح في مستشفى “الكهف”، الذي كان يخدم نحو 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية.
وفي بيان نُشر على الموقع الرسمي لمجلس أوروبا، قالت الأمينة العامة للمجلس، ماريا بيجينوفيتش بوريتش، إن الدكتورة أماني “مثال ساطع على التعاطف والفضيلة والشرف، الذي يمكن أن يزدهر حتى في أسوأ الظروف، في خضم الحرب والمعاناة”.
ولفتت بيجينوفيتش بوريتش إلى أن مستشفى الكهف “أصبح منارة للأمل والسلامة للمدنيين المحاصرين”، مشيدة بشجاعة أماني ومخاطرتها بحياتها لمساعدة المدنيين والأطفال الذين يعانون من آثار الأسلحة الكيماوية، وبقدرتها على إدارة فريق مكوّن من حوالي مئة من العاملين في مستشفى تحت الأرض.
وصُوّرت قصة أماني في فيلم حمل اسم المستشفى (الكهف)، من إعداد وإنتاج “الشركة الدنماركية للإنتاج الوثائقي”، وتناول الفيلم الحياة اليومية للطبيبة أماني مع أربع من زميلاتها، في أثناء عملهن تحت الأرض.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة للإحاطة بالوضع الإنساني في سوريا، ترأسها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، وطالب فيها كلًا من روسيا وحكومة النظام بالتوقف عن المشاركة في الهجمات على المستشفيات ونقاط العبور المصرح الدخول إليها، وتقديم الاعتذار عنها.
كما حث بلينكن مجلس الأمن الدولي على وقف تحويل المساعدات الإنسانية لسوريا إلى قضية سياسية، مطالبًا بفتح المزيد من المعابر الحدودية لتوفير الغذاء والمساعدات الأخرى لـ13.4 مليون شخص محتاج.
ودعا وزير الخارجية البريطاني، دومنيك راب، خلال الجلسة، إلى إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، بما يضمن وصولها إلى نحو 2.4 مليون شخص يحتاجون إليها شمال غربي سوريا.
وكانت روسيا والصين استخدمتا حق “النقض” (الفيتو) في مجلس الأمن، لمنع مشروع قرار بلجيكي- ألماني، يقضي بتمديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية- التركية إلى الشمال السوري لمدة عام كامل، عبر معبري “باب الهوى” و”باب السلامة”، دون موافقة النظام .
ومنذ هذا “الفيتو” في تموز 2020، اقتصر إدخال المساعدات على معبر “باب الهوى” الحدودي، وانتهت فاعلية قرار تمديد مرور المساعدات إلى سوريا، في 10 من تموز 2020، الذي استمر ست سنوات بعد تمديده أكثر من مرة.
ومن المقرر أن يتصدى مجلس الأمن في تموز المقبل لمسألة المساعدات عبر الحدود، عندما ينتهي ترخيص معبر “باب الهوى”.
–