إلى ما يقارب الثلث.. لماذا خفضت بريطانيا مساعداتها لسوريا
خفضت بريطانيا تمويلها لبرنامج اللاجئين السوريين بمقدار الثلث في مؤتمر “بروكسل” الخامس، على الرغم من مناشدات الأمم المتحدة، وحديثها عن تفاقم محنة اللاجئين أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات العشر الماضية.
وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، قدم، الثلاثاء 30 من آذار، تعهد بريطانيا لسوريا الذي لا يقل عن 205 ملايين جنيه إسترليني، لينخفض عن تعهدها في مؤتمر “بروكسل” عام 2020 بمبلغ 300 مليون جنيه إسترليني.
وقدمت بريطانيا تمويلًا إضافيًا عام 2020 لتصل تعهداتها إلى 400 مليون جنيه إسترليني، لذلك إذا لم يكن هناك تمويل إضافي منها في وقت لاحق من العام الحالي، فسيصل انخفاض المساعدات البريطانية إلى 50%، بحسب ما أفادت به صحيفة “The Guardian” البريطانية.
ويعتبر تخفيض التعهد البريطاني هو الأحدث في سلسلة طويلة من التخفيضات التي أجرتها بريطانيا لبرنامج المساعدة الخاص بها، بسبب قرارها تقليص حجم ميزانية المساعدة البريطانية بالنسبة لحجم اقتصاد البلاد.
وزير الخارجية البريطاني شدد على أن بريطانيا قدمت 3.5 مليار جنيه إسترليني لمساعدة اللاجئين السوريين داخل سوريا وفي البلدان المجاورة منذ عام 2012، لكنه أقرّ أيضًا أن الدول المجاورة لسوريا تتعرض أيضًا لضغوط استثنائية بسبب جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وعقب المؤتمر، تعهد المانحون الدوليون بتقديم 4.4 مليار دولار أمريكي لعام 2021، وحوالي ملياري دولار لعام 2022 وما بعده، كمساعدات إنسانية للمقيمين داخل سوريا، وللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في المناطق المجاورة، وتصدرت ألمانيا المانحين بتقديم نحو ملياري دولار.
تنديد أممي ودولي
وجه رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، مارك لوكوك، في مؤتمر “بروكسل” نداء مباشرًا إلى بريطانيا بعدم قطع مساعداتها لسوريا، محذرًا من أن مثل هذه التخفيضات في مساعدة اللاجئين قد تعود لتؤثر على المملكة المتحدة في المستقبل .
وأضاف أن تدهور الظروف المعيشية والتدهور الاقتصادي وجائحة “كورونا”، أدت إلى مزيد من الجوع وسوء التغذية والمرض.
ووصف المدير التنفيذي لمنظمة “العمل الخيري ضد الجوع”، جان ميشيل غراند، قطع بريطانيا مساعداتها بأنه “غير مقبول” مع الحرب والدمار الاقتصادي في سوريا.
كما حذر العديد من المتحدثين في المؤتمر من التهديد الذي يواجه ثلاثة ملايين سوري في شمال غربي سوريا، إذا مضت روسيا قدمًا بخططها في الأمم المتحدة في تموز 2020، لإغلاق نقطة العبور النهائية للمساعدات.
وبحسب صحيفة “The Guardian” البريطانية، فإن عدم قدرة الغرب على إيجاد أي نفوذ على روسيا لجلب الأسد إلى طاولة مفاوضات الأمم المتحدة، يجعل سوريا على موعد مع عام آخر من المعاناة.
مطالبات سابقة بوقف التخفيض.. ما التبرير البريطاني
وكانت الأمم المتحدة حثت بريطانيا، في 26 من آذار الحالي، على عدم تخفيض المساعدات لسوريا في مؤتمر “بروكسل”، محذرة من تبعات ذلك في زعزعة الاستقرار بالمنطقة، التي ستؤدي إلى نتائج عكسية على البريطانيين، بحسب ما نقلته صحيفة ”The Guardian”.
وحذر منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مارك لوكوك، الدول المانحة من خفض المساعدات لسوريا، قبل مؤتمر “بروكسل”، في حين طالب منظمو المؤتمر بعشرة مليارات دولار أمريكي، وهو أكبر نداء لسوريا على الإطلاق.
ولفت لوكوك إلى لجوء ملايين السوريين إلى اتخاذ تدابير يائسة من أجل البقاء، محذرًا من أن قطع المساعدات الآن من شأنه أن يسهم في زعزعة الاستقرار، بل سيكون “خطوة خطيرة في الاتجاه الخاطئ”.
ومن جهته، رد متحدث باسم الحكومة البريطانية، في 6 من آذار الحالي، على الانتقادات الأممية بالقول، “لقد أجبرنا زلزال جائحة (كورونا) الذي ضرب الاقتصاد على اتخاذ قرارات صعبة ولكنها ضرورية، بما في ذلك التخفيض المؤقت لإجمالي النفقات على المساعدات”.
وأضاف، “ما زلنا نعمل من خلال بعض البرامج الفردية، ولم نتخذ القرارات بعد”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :