تعهد المانحون الدوليون في مؤتمر “بروكسل” الخامس الذي حمل شعار “دعم سوريا والمنطقة”، بتقديم 4.4 مليار دولار أمريكي لعام 2021، وحوالي ملياري دولار لعام 2022 وما بعده، كمساعدات إنسانية للمقيمين داخل سوريا، و للاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في المناطق المجاورة.
وفي بيان صادر عن الرئيسين المشاركين للمؤتمر من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بعد انتهاء المؤتمر مساء الثلاثاء 30 من آذار، قالا فيه إن مؤسسات مالية ومانحين دوليين أعلنوا تقديم قرابة سبعة مليارات دولار على شكل قروض ميسّرة.
ولم يصل المؤتمر إلى الهدف الذي أقرته الأمم المتحدة بتوفير أكثر من عشرة مليارات دولار للدعم الكامل للسوريين في 2021.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن إنهاء الحرب في سوريا هو مسؤولية جماعية للأمم المتحدة.
ألمانيا تتصدر الداعمين
تعهد الاتحاد الأوروبي بمبلغ 560 مليون يورو، وأعاد الممثل الأعلى للاتحاد، جوزيب بوريل، التأكيد على رغبة “بروكسل” بالوصول إلى حل سياسي وفق القرار الأممي “2254”.
وتعهدت ألمانيا بتقديم 1.7 مليار يورو، وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إن الوضع في سوريا “كارثي بعد عشر سنوات من الحرب (…) كل شيء مفقود، ثلثا الناس ليس لديهم ما يكفي من الطعام، وواحد من كل اثنين من السوريين نازح خارج البلاد”.
وبحسب ماس، فإن التعهد في “بروكسل 5” هو أكبر تعهد تقدمه ألمانيا في السنوات الأربع الماضية.
الولايات المتحدة الأمريكية تعهدت بتقديم أكثر من 596 مليون دولار، وقالت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، ليندا جرينفيلد، إن “الشعب السوري واجه فظائع لا حصر لها، بما في ذلك الضربات الجوية لنظام الأسد وروسيا، والإخفاء القسري، ووحشية داعش، والهجمات بالأسلحة الكيماوية”.
كما “أدى الفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية على أيدي نظام الأسد إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الرهيبة، التي تزايدت بفعل التحدي المتمثل في فيروس (كورونا)”، بحسب جرينفيلد.
وخفضت بريطانيا تعهدها إلى 281 مليون دولار، مقارنة بـ300 مليون كانت قد قدمتها في عام 2020، وقال ديفيد ميليباند، رئيس مجموعة المساعدة التابعة لـ”لجنة الإنقاذ الدولية”، “يأتي هذا القرار بعد أسابيع قليلة من الذكرى السنوية العاشرة للصراع، وهو قرار مقلق للغاية، لا سيما بالنظر إلى التأثير الكبير للمساعدات البريطانية على مدى السنوات العشر الماضية”، وحث لندن على تقديم المزيد.
وقال وزير الخارجية والدفاع الأيرلندي، سيمون كوفيني، إن بلاده تعهدت بمبلغ 23 مليون يورو، مؤكدًا التزام بلاده بدعم الشعب السوري.
وتعهدت السويد بمبلغ أولي قدره 97 مليون دولار أمريكي، وأوضحت وزيرة خارجية السويد، آن ليند، أن العالم بحاجة إلى تحويل العقد المقبل للشعب السوري إلى “عقد من السلام والأمل والشفاء”، وأبدت استعداد بلادها لزيادة المساهمة المالية.
وأضافت، “من أجل استدامة السلام وعودة اللاجئين وإعادة الإعمار، يجب أن يكون هناك حل سياسي”.
وتعهدت قطر بتقديم 100 مليون دولار، وأوضح وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن مواجهة التداعيات الإنسانية للأزمة السورية لن تتحقق إلا عبر الحل السياسي.
وقال وزير خارجية دولة الإمارات العربية، خليفة شاهين المرر، إن بلاده تؤمن إيمانًا قويًا بالحل السياسي “كمخرج وحيد الأزمة السورية”، وتعهدت الإمارات بتقديم 30 مليون دولار.
فنلندا تعهدت بتقديم 8.1 مليون يورو، وقالت وزارة الخارجية الفنلندية، إن الاحتياجات الإنسانية في سوريا أعلى من أي وقت مضى، وستواصل بلادها تقديم المساعدة الإنسانية للاجئين السوريين، “لأنهم بأمس الحاجة إليها”.
ووعدت دول أخرى بتقديم الدعم، منها كندا واليابان وهولندا والدنمارك وفرنسا وسويسرا وبلجيكا وإسبانيا.
هذه الأرقام ليست مبالغ دُفعت، وإنما هي التزامات تعهد المانحون بها وليس بالضرورة دفعها كاملة، كما جرى في مؤتمرات “بروكسل” الأربعة السابقة.
وضم مؤتمر “بروكسل” الخامس 79 وفدًا، منها 52 دولة، وثماني منظمات إقليمية ومؤسسات مالية ودولية، و16 وكالة من وكالات الأمم المتحدة، وثلاث منظمات إنسانية.
–