د. أكرم خولاني
يعاني معظم الرجال خلال حياتهم من اضطرابات مختلفة في الأداء الجنسي، كالعنانة (الضعف الجنسي أو البرود الجنسي) والقذف المبكر، وتأخر أو غياب القذف، لكن هذه الاضطرابات قد تكون مؤقتة ولا تحتاج إلى أي علاج، لكنها تصبح مشكلة مرضية في حال أصبحت دائمة، ويجب أن نعرف أن هذه المشكلات شائعة أكثر بكثير مما نعتقد، ولكن ليس من عادة المرضى بشكل عام أن يتحدثوا مع طبيبهم حول اضطرابات الأداء الجنسي، انطلاقًا من خوفهم من المس بصورتهم.
ما المقصود بالضعف الجنسي؟
يُعرف الضعف الجنسي أو ضعف الانتصاب (Erectile dysfunction “ED”) لدى الرجال، بأنه عدم القدرة على انتصاب القضيب، أو المحافظة على انتصابه لفترة تكفي لإتمام عملية الجماع الجنسي.
ويؤثر الضعف الجنسي في ملايين الرجال حول العالم، وتزداد فرصة الإصابة به مع التقدم في العمر، لكنه ليس جزءًا طبيعيًا من التقدم في العمر.
ما الفرق بين البرود الجنسي والضعف الجنسي؟
البرود الجنسي هو انعدام أو نقص رغبة الرجل بالعلاقة الجنسية، أي أن الرجل لا يُقبل بأي شكل على العلاقة الحميمة، أما الضعف الجنسي فهو لا يعتمد على رغبة الرجل، فهو يرغب في العلاقة الجنسية ولكنه لا يستطيع إتمامها.
ما أسباب الضعف الجنسي؟
أسباب ضعف الانتصاب متنوعة، ووفقًا للدراسات فإن نحو 70% من حالات الضعف الجنسي لها أسباب جسدية، ونحو 30% من الحالات تكون لأسباب نفسية.
الأسباب النفسية: يلعب الدماغ دورًا رئيسًا في بدء عملية الانتصاب نظرًا إلى دوره في مشاعر الإثارة الجنسية، ويتداخل عدد من العوامل مع المشاعر الجنسية، ما قد يسبب مشكلة ضعف الانتصاب، ومن هذه العوامل: الضغط النفسي نتيجة المشكلات الشخصية والمشكلات بين الزوجين، والقلق وخاصة من الأداء الجنسي (كالخوف من الفشل)، وشعور الرجل أنه لا يرضي زوجته، والاكتئاب.
الأسباب الجسدية: تشمل الأسباب الجسدية والمشكلات الصحية الشائعة لضعف الانتصاب بعض الأمراض التي تؤثر على تدفق الدم إلى القضيب، ومشكلات التعصيب، والتدخين، والإدمان على الكحول، وتعاطي المخدرات، وبعض الأدوية.
من الأمراض ما يلي:
- السكري.
- أمراض القلب.
- تصلب الشرايين.
- ارتفاع مستوى الدهون في الدم.
- ضغط الدم المرتفع.
- البدانة.
- المتلازمة الاستقلابية (Metabolic syndrome).
- أمراض الكبد، أمراض الكلية.
- قصور الدرق.
- داء باركنسون أو الشلل الرعاشي.
- التصلب المتعدد.
- اضطرابات النوم.
- نقص أو فرط إفراز هرمون التستوستيرون.
- مرض بيروني (Peyronie’s disease)، وهو مرض يتميز بتطور نسيج ندبي ليفي داخل القضيب.
ومن الأدوية:
- مضادات الاكتئاب.
- المهدئات.
- مضادات الهيستامين.
- حاصرات بيتا.
- مدرات البول خافضات الدهون.
- أدوية أمراض البروستات.
- مضادات حموضة المعدة.
- العلاج الكيميائي والهرمونات المختلفة.
مشكلات في التعصيب: نتيجة الإصابات التي تؤثر في منطقة الحوض أو الحبل الشوكي، أو بعد انزلاق غضروفي في العمود الفقري، أو بعد جراحة في الحوض (البروستات أو المثانة أو المستقيم)، أو علاج بالأشعة على منطقة الحوض.
كيف يُشخَّص سبب الضعف الجنسي؟
إذا كان الشخص يعاني من ضعف الانتصاب فيجب إخبار الطبيب بذلك، فقد يكون الضعف الجنسي علامة على مشكلة صحية أخرى، وليستطيع الطبيب تحديد السبب الدقيق للضعف الجنسي، يقوم باستجواب المريض عن عاداته الحياتية والتاريخ المرضي والجراحي والأدوية التي يستخدمها وجرعاتها، وقد يطلب فحص مستويات السكر والتستوستيرون في الدم.
وبشكل عام، عندما يكون سبب الضعف الجنسي نفسيًا فإن المريض يمكن أن يحدث لديه انتصاب عفوي في أثناء النوم أو في الصباح قبل الذهاب إلى الحمام، أما عندما يكون السبب جسديًا فإنه لا يحدث لديه الانتصاب الصباحي أو في أثناء النوم.
كيف يمكن علاج الضعف الجنسي؟
تعتمد معالجة الضعف الجنسي على معرفة السبب، فإذا تم علاج السبب الكامن وراء الضعف الجنسي فغالبًا ما يزول تلقائيًا، فإذا كان السبب هو تناول أدوية معيّنة يتم تبديل هذه الأدوية أو تعديل جرعاتها، وإذا كان السبب هو مرضًا معيّنًا فيجب علاج هذا المرض، وإذا كان السبب هو نقص هرمون التستوستيرون فإن تعويض هذا الهرمون سيفيد المريض، وإذا كان السبب نفسيًا فمن المفيد طلب الاستشارة النفسية.
وفي كل الحالات يجب الإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية والمخدرات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك مجموعة متنوعة من العلاجات التي تساعد على التخلص من هذه المشكلة، وتشمل:
العلاج بالأدوية الفموية:
خط العلاج الأول المتعارف عليه اليوم هو أقراص الفياجرا (Sildenaphil/ Viagra)، ليفيترا (Vardenaphil/ Levitera)، سياليس (Tadalaphil/ Cilas)، أوأفانافيل (Avanafil)، تحفز هذه الأدوية تدفق الدم إلى العضو الذكري، ما يساعده على الانتصاب وتعزيز القدرة الجنسية، وهي تختلف بين بعضها من حيث الجرعة وتوقيت تناولها ومن حيث مدة استمرار مفعولها ومن حيث الآثار الجانبية، لكنها بشكل عام قد تسبب بعض الآثار الجانبية كالصداع، واحتقان الأنف، واحمرار الوجه، وآلام العضلات بالإضافة إلى عسر الهضم.
وننوه إلى أن هذه الأدوية لا تزيد الرغبة الجنسية، كما أنها لا تبدأ عملها دون حدوث إثارة جنسية (جسدية أو ذهنية).
استخدام دواء البروستاديل (Alprostadil):
ويتم استخدامه إما عن طرق حقنه داخل الجسمين الكهفيين للقضيب، وإما بوضعه داخل الإحليل. وتتم الطريقة الأولى بحقن دواء البروستاديل في جانب القضيب من خلال إبرة دقيقة للغاية، أما الطريقة الثانية فتتم بوضع حبيبة دواء صغيرة جدًا في الإحليل باستخدام أداة خاصة، ويحدث الانتصاب بعد خمس دقائق تقريبًا.
ويعتبر الانتصاب المستمر المؤلم (القساح) أكثر الآثار الجانبية شيوعًا لهذه الطريقة بالعلاج.
مضخة القضيب أو المضخة الفراغية (Vacuum pump):
عبارة عن أنبوب بلاستيكي ينزلق فوق القضيب، ويرتبط بمضخة في الطرف الآخر من الأنبوب، تعمل على خفض الضغط حول القضيب من خلال تفريغ الهواء في الأنبوب، ما يؤدي إلى اندفاع الدم إلى القضيب، ويحدث الانتصاب خلال دقيقة إلى دقيقتين، وبعد حدوث الانتصاب تنزلق حلقة مطاطية لتضغط على قاعدة القضيب، ما يساعد على الاحتفاظ بالدم داخل القضيب ومنع خروجه، ثم يتم إخراج القضيب من الأنبوب وإبعاد المضخة، ولا بد من إزالة الحلقة المطاطية في غضون 30 دقيقة أو عند الشعور بألم أو برودة في القضيب أو حدوث ازرقاق شديد فيه، وإن ترك الحلقة لأكثر من 30 دقيقة يمكن أن يؤدي إلى تأذي القضيب.
الجراحات:
في حال فشلت كل الطرق السابقة في علاج ضعف الانتصاب يمكن اللجوء إلى الجراحة، وأكثر الإجراءات الجراحية استخدامًا هو غرس طعم خاص داخل القضيب لتحقيق الانتصاب (قضيب صناعي)، وهناك أشكال متعددة من الطعوم تختلف بطبيعة عملها ومدى شعور الشخص بالانتصاب.
من الجراحات الأخرى التي يمكن اللجوء إليها جراحة إعادة التّوعي للقضيب، وينصح بهذه الجراحة إذا كان ضعف الانتصاب ناجمًا عن مشكلة بالأوعية الدموية داخل القضيب.