خسارة وخطر..
حواجز “قسد” داخل القامشلي تزيد من معاناة سكانها
الحسكة – مجد السالم
اضطر علي للتخلي عن المنزل العربي الذي يملكه في شارع الكورنيش، بمدينة القامشلي، والاستئجار في حي آخر، بعد أن أصبح الدخول والخروج من البيت يتطلبان إجراءات أمنية.
أقامت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) حاجزًا قرب منزل علي، ووضعت الحواجز الأسمنتية بشكل ملاصق للمدخل، ما جعل البيت أشبه بـ”السجن”، بحسب وصف صاحبه، الذي تحفظ على ذكر اسمه الكامل لاعتبارات أمنية.
يعاني أصحاب المنازل القريبة من حواجز “قسد”، داخل مدينة القامشلي، من مضايقات ومخاطر دفعت بعضًا منهم إلى ترك مكان سكنهم أو بيعه بأسعار منخفضة.
خسارة لقيمة العقار
“أصبح وضع المنزل لا يطاق، فعند كل دخول وخروج من المنزل يتم تدقيق الهوية”، قال علي لعنب بلدي، مضيفًا أنه اضطر لتأجير منزله بـ15 ألف ليرة سورية (أربعة دولارات) فقط، في حين لا تقل إيجارات المنازل الشهرية عن مئة ألف ليرة (25 دولارًا )، إذ لا أحد يرغب بالسكن بالقرب من الحواجز العسكرية سوى من هو مضطر لذلك جدًا.
يوسف، أحد سكان المدينة تحفظ على ذكر اسمه الكامل لاعتبارات أمنية، روى لعنب بلدي معاناته بعد أن قررت “قسد” إنشاء حاجز دائم لها ملاصق لمنزله مقابل أحد حواجز النظام داخل المدينة.
البناية التي يقيم فيها يوسف معرضة للمخاطر عند حدوث أي توتر بين قوات النظام و”قسد”، خاصة حين يكون هناك تبادل لإطلاق النار، إذ يستخدم عناصر الحاجز البناية للتحصن، ما يحولها إلى هدف للطرف المقابل، “عندها يبدأ الأطفال بالبكاء من شدة الخوف”.
وعندما قرر يوسف تأجير بيته منعته “قسد” من ذلك، وطلبت منه استئجاره كنقطة حراسة ومبيت لعناصر الحاجز، لكنه رفض ذلك مفضلًا ترك أحد أبنائه الكبار ليسكن في المنزل، “كي لا تستولي عليه قسد”، في حين تستأجر بقية العائلة في مكان آخر.
إخفاء قسري بتهمة التصوير
مخاطر أخرى طالت الذين يسكنون بالقرب من الحواجز العسكرية، منها الإخفاء القسري، إذ علمت عنب بلدي من أقرباء أحد المواطنين الذي اعتقلوا مؤخرًا ويدعى فريح السعيد، وهو يمتلك شقة مُطلة على أحد الحواجز، أن دورية مسلحة من “قسد” داهمت منزله واعتقلته ليلًا وصادرت هاتفه الخاص، وهو مجهول مكان الاعتقال إلى الآن منذ نحو ستة أشهر.
على الرغم من المحاولات “الكثيرة” ومراجعة أكثر من جهة لدى “قسد” لمعرفة مكان اعتقال فريح، لم يعثر عليه أقرباؤه، الذين قال أحدهم لعنب بلدي (تحفظ على ذكر اسمه لاعتبارات أمنية)، إن تهمته هي تصوير الحاجز، وهو ما نفاه أهله “جملة وتفصيلًا”.
ويتوزع في مدينة القامشلي وحدها نحو 25 حاجزًا عسكريًا تتبع لـ”قسد”، يفصل بين بعض منها نحو مئتي متر فقط، وبحسب أحد المحامين العاملين لدى “الإدارة الذاتية” (تحفظ على ذكر اسمه)، فإن كثافة الحواجز هذه “خلقت الكثير من المشكلات لدى السكان المحليين”، خصوصًا الذين يسكنون بالقرب منها.
وبحسب المحامي، فقد وردت إلى “ديوان العدالة الاجتماعية” الكثير من الشكاوى عن مضايقات ومحاولات استيلاء على المنازل بغرض تحويلها إلى نقاط حراسة، وما زال بعض تلك الشكاوى “معلقًا” منذ عدة سنوات.
وتسيطر “قسد” على معظم مدينة القامشلي، وتتحكم بمداخلها الشرقية والغربية وشوارعها الرئيسة، في حين ينحصر وجود “النظام” في مربع أمني فقط وحيي طي وحلكو.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :