أجّلت منظمة الصحة العالمية توزيع اللقاح المضاد لفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) في سوريا، بعد أن كان من المفترض وصوله خلال آذار الحالي.
وأوضحت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا، في مراسلة إلكترونية مع عنب بلدي اليوم، الجمعة 26 من آذار، أن توزيع اللقاح يعتمد على توفره في السوق العالمية والقدرة على تصنيعه وشرائه والاستثمار في تسلميه.
وقالت ماجتيموفا، إن من المحتمل أن يحتاج توزيع اللقاح إلى تعديل في ضوء الظروف التي يصعب توقعها والمتغيرات التي تتطور باستمرار، ومن المتوقع حصول سوريا على الدفعة الأولى من لقاحات “أسترازينيكا” حالما تؤكد الشركة المصنعة توفرها.
وأضافت، “كنا نأمل في تأمين وصول اللقاحات بحلول النصف الثاني من نيسان المقبل، ولكن هناك تأخيرات تؤثر على عدد من البلدان في جميع أنحاء العالم بسبب الإنتاج لخطط شهري آذار ونيسان، كما لم يتم تأكيد وصول اللقاح في أيار”.
دحض المخاوف
وعن المخاوف من تلقّي لقاح “أسترازينيكا” بعد تعليق 15 دولة أوروبية عملية التطعيم به، بسبب ظهور مشكلات دموية خطيرة، مثل تخثر الدم أو الجلطات الدموية لدى بعض الذين تلقوه، قالت ماجتيموفا، إن منظمة الصحة العالمية تدرك أنه كإجراء احترازي، أوقفت بعض الدول في الاتحاد الأوروبي استخدام مجموعة محددة من اللقاح الموزع في الاتحاد.
وبينت أن اللجنة الفرعية التابعة لـ”اللجنة الاستشارية العالمية المعنية بسلامة اللقاحات” التابعة لمنظمة الصحة العالمية (GACVS)، ترجح استمرار حصول لقاح “أسترازينيكا” على “ملف فوائد- مخاطر إيجابي”، أي أن فوائده أكثر من مخاطره، مع إمكانات “هائلة” للوقاية من العدوى وتقليل الوفيات في جميع أنحاء العالم.
وأشارت إلى أنه من المعتاد أن تشير البلدان إلى الأحداث السلبية المحتملة بعد عملية التطعيم، وهذا لا يعني بالضرورة أن الأحداث مرتبطة بالتطعيم نفسه، لكن من الجيد التحقيق فيها.
ولا تشير البيانات المتاحة إلى أي زيادة عامة في حالات التخثر، مثل التخثر الوريدي العميق أو الانسداد الرئوي بعد إعطاء اللقاحات المضادة لفيروس “كورونا”، بحسب المسؤولة الأممية، وتتماشى المعدلات المبلغ عنها لأحداث “الانسداد التجلطي” بعد تلقي اللقاحات مع العدد المتوقع لتشخيص هذه الحالات، إذ تحدث كلتا الحالتين بشكل طبيعي وليستا غير شائعتَيْن.
ولفتت إلى أن التطعيم ضد الجائحة لن يقلل المرض أو الوفيات الناجمة عن أمراض أخرى.
خطة التوزيع
وأوضحت ماجتيموفا أن الخطة الوطنية الحالية لنشر اللقاح تتكون من ثلاث مراحل، إذ ستغطي المرحلة الأولى من عملية التطعيم 3% من السكان (العاملون الصحيون الذين هم على اتصال يومي بمرضى الجائحة والمعرضون لخطر انتقال العدوى)، وأما المرحلة الثانية فستغطي 17% من كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.
وتهدف هاتان المرحلتان إلى تغطية 20% من سكان سوريا بالكامل، وتلتزم منصة “كوفاكس” بتسليم اللقاحات لاحتواء الجائحة بسرعة وإنقاذ الأرواح وحماية أنظمة الرعاية الصحية واستعادة الاقتصادات العالمية، بناء على مبدأ حقوق الإنسان المتعلق بالعدالة والأدلة الوبائية من الجائحة.
وستتلقى جميع البلدان دفعات من الجرعات تدريجيًا تصل إلى 20% من السكان (للسماح بتطعيم معظم الفئات المعرضة للخطر في البلدان) بحلول نهاية العام الحالي، بما في ذلك سوريا، من خلال منظمة “كوفاكس”، بحسب المسؤولة الأممية.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت، في 17 من آذار الحالي، أن شحنة من مليون جرعة من لقاحات معهد “مصل أسترازينيكا الهند” (AZSII)، ستصل إلى سوريا خلال أسابيع، ما يسمح بالبدء ببرنامج التلقيح في وقت مبكر من نيسان المقبل.
واستأنفت دول أوروبية عملية التطعيم بلقاح “أسترازينيكا” المضاد لفيروس “كورونا” بعد تعليق استخدامه بسبب مخاوف من تسببه بآثار جانبية محتملة.
من جانبها، أعلنت “وكالة الأدوية الأوروبية” أن لقاح “أسترازينيكا” آمن وفعال، ولا يرفع مخاطر الإصابة بجلطات الدم.
–