يعتمد الفلاحون في محافظة درعا على شراء المازوت من “البسطات”، التي تستقدمه من تجار يشترونه من المحطات بأسعار مرتفعة، دون وجود آلية واضحة لدى مديرية الزراعة لتوزيع المازوت على الفلاحين.
إذ وزعت الجمعيات الفلاحية في عام 2020 المازوت المدعوم على الفلاحين بمعدل ليتر للدونم الواحد، وقد يمتد التوزيع لفترة زمنية تفوق الشهر والنصف، حسبما رصد مراسل عنب بلدي من عدد من المزارعين.
لكن توزيع الجمعية في عام 2020 لم يكن يكفي سوى لتشغيل ساعتين، بحسب ما قاله المزارع مصعب (40 عامًا) لعنب بلدي.
وأدى وصول سعر المازوت إلى 2000 ليرة، إلى تركيب بعض المزارعين ألواح طاقة شمسية كبديل عن المازوت المستخدم في توليد الكهرباء لاستجرار المياه من الآبار وسقاية الأراضي.
وارتفعت أسعار المشتقات النفطية بشكل متزايد، خاصة بعد تحرير أسعار البنزين والغاز من قبل حكومة النظام منتصف آذار الحالي.
وتؤمّن الحكومة جزءًا من الحاجات النفطية عبر عدة طرق، هي بعض الآبار النفطية الواقعة تحت سيطرتها في ريف دير الزور وشرقي حمص، وطرق التهريب من لبنان والعراق عبر “حزب الله” اللبناني والميليشيات الممولة إيرانيًا، إضافة إلى استقدام النفط من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وبلغ سعر المازوت المدعوم 180 ليرة سورية لليتر الواحد، وغير المدعوم 1500 ليرة لليتر، إلا أن ليتر المازوت في محافظة درعا جنوبي سوريا وصل إلى 2000 ليرة.
حلول بديلة للتوفير
الأمر لا يتوقف عند السقاية فحسب، إذ ارتفعت تكاليف الحراثة وأجور النقل والعزق ورش المبيدات.
المزارع مصعب قال لعنب بلدي، إن استمرار ارتفاع أسعار المازوت قد يدفعه للعزوف عن الزراعة خلال العروة الربيعية المقبلة، لأن تكاليف الإنتاج صارت تفوق الأرباح المتوقعة، كما أن الإنتاج الزراعي في سوريا يخضع لقانون العرض والطلب بأسواق “الهال”.
وأوضح مصعب أن محرك الديزل (المازوت) على البئر يحتاج إلى ستة ليترات في الساعة، أي ما يعادل 12 ألف ليرة تكاليف ثمن المازوت، وتشغيل عشر ساعات يوميًا يكلّف 120 ألف ليرة كحد أدنى.
بينما قرر المزارع أحمد (38 عامًا) تركيب ألواح طاقة شمسية، وعلى الرغم من أن تركيبها حاليًا مكلف بالنسبة له، توفر تشغيل المازوت لمدة ثماني ساعات في اليوم، دون أي تكاليف تشغيلية بعد تأمين معداتها، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
تكاليف أخرى ارتفعت
بلغت أجرة سيارة نقل الخضار من درعا إلى سوق “الهال” في دمشق 115 ألفًا، بعدما كانت 90 ألفًا خلال شباط الماضي.
وارتفعت أجرة حراثة الأرض من ثمانية آلاف ليرة إلى 18 ألفًا، وأجرة عزق الأرض من ثمانية آلاف إلى 15 ألفًا، وأجرة مرش الأدوية من ثمانية آلاف إلى 18 ألفًا، وسعر متر مخلفات الفروج من ثمانية آلاف إلى 13 ألفًا، حسبما رصد مراسل عنب بلدي في درعا من المزارعين.
وبرر “أبو حسين” (مالك مرش زراعي)، في حديث إلى عنب بلدي، رفعه أجرة المرش بسعة ألف ليتر إلى 18 ألفًا، بوصول سعر ليتر المازوت إلى ألفي ليرة، إذ لم يقتصر الارتفاع على المازوت فقط، إنما على سعر زيت المعدن وأجور صيانة الجرار.
اقرأ أيضًا: خلال عقد.. ثمانية آثار للنزاع في سوريا على الواقع الزراعي
وتحدث المزارع أحمد المصطفى لعنب بلدي، أنه على الرغم من عدم الحاجة إلى سقاية المواسم الشتوية فإنها خاسرة هذا العام، ويعود ذلك إلى ارتفاع أجور العمال وأسعار أكياس النايلون التي تعبأ فيها المحاصيل كالخس (وصل سعر الكيس الواحد المستخدم لتعبئة الخس إلى 230 ليرة)، وارتفاع أسعار عبوات الفلين، إذ وصل سعر طرد الفلين (12 عبوة) إلى عشرة آلاف ليرة.
إضافة إلى أجور نقل المحصول إلى دمشق، وهذا كان قبل رفع سعر المازوت إلى 2000 ليرة، متسائلًا كيف سيكون في الصيف المقبل؟
–