“لم تكن أراضي الرقة أو مزارعها تشهد نوعية من الزراعة كهذه، استطعنا اليوم إنتاج كميات جيدة من الخضراوات المبكرة التي تورد للسوق المحلية في وقت كانت تستورد الرقة خضراوات كهذه من المحافظات الأخرى”، يتحدث أحمد عن نقل النازحين إلى الرقة من المدن الأخرى زراعة الخضراوات المبكرة.
عملت عائلة أحمد (30 عامًا)، وهو نازح من مدينة إدلب، مع عائلات أخرى نزحت إلى ريف الرقة للعيش فيها منذ العام 2014، على نقل زراعة الخضراوات المبكرة إلى المناطق التي قدموا إليها.
ويلجأ نازحون من مدينة إدلب يقيمون بريف الرقة الغربي إلى زراعة الخضراوات المبكرة، مثل الخيار والكوسا والبندورة والفليفلة، في بيوت وأنفاق بلاستيكية، بغرض توفيرها في أوقات مبكرة مع إمكانية بيعها بسعر جيد بالمقارنة بأوقات أخرى من السنة.
صعوبات في الحصول على أرض
وتعتبر زراعة الخضراوات المبكرة داخل البيوت البلاستيكية من الزراعات المستحدثة بمحافظة الرقة، حيث اعتادت أغلبية السكان سابقًا على زراعة المحاصيل الموسمية مثل القمح والقطن والشوندر السكري، إضافة إلى زراعة الخضراوات في موسم الصيف الذي يعتبر الطقس المثالي لزراعة الخضراوات.
وقال أحمد لعنب بلدي، إن تحولهم لنازحين داخل بلدهم حال بينهم وبين امتلاكهم أي قطعة أو مساحة زراعية، وهم اليوم أمام خيارين، إما استئجار أرض لزراعتها وإما العمل لدى أصحاب الأراضي في أرياف الرقة، واختارت عائلته الخيار الأول، بحسب قوله.
وتدفع عائلة أحمد 50 ألف ليرة سورية سنويًا أجرة عن كل دونم أرض لمالكها الأصلي، يُضاف إليها قيمة البذور والأسمدة والمعدات الخاصة بالبيوت البلاستيكية من قضبان معدنية ورقائق بلاستيكية لتغطية المزروعات.
ويُعد الصقيع والرياح والآفات الزراعية أبرز المعوقات والمصاعب التي تواجه هذا النوع من الزراعة، بحسب أحمد، يُضاف إليها الغلاء الذي يطال أغلبية لوازم هذه الزراعة.
دعم مُنتظَر
حسن نازح إلى الرقة من أبناء مدينة إدلب قال لعنب بلدي، إن زراعة الخضراوات المبكرة من الأمور التي يجب على المنظمات العاملة في الرقة دعمها.
وأضاف حسن أن المنظمات وممثليها يصورون مشاريعهم الزراعية عدة مرات، ويسجلون أسماء العائلات المستفيدة والتي تعتبر البيوت البلاستيكية مصدر رزق لها.
لكن الدعم المنتظَر من هذه الإجراءات ما زال “حبرًا على ورق”، رغم مضي أكثر من عامين على أول مرحلة إحصاء أجرتها إحدى المنظمات.
زار حسن مكاتب منظمات عاملة في المنطقة لعرض مشروع الزراعة، وطلب الدعم لكن “دون جدوى”، بينما تتجه المنظمات لدعم مشاريع أقل جدوى أو كفاءة، بحسب تعبيره.
عضو في “لجنة الزراعة والري” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا (طلب عدم الكشف عن اسمه لعدم امتلاكه تصريحًا بالحديث إلى الإعلام)، أثنى، في حديث إلى عنب بلدي، على تجربة البيوت البلاستيكية لكنه تحدث عن عدم قدرة اللجنة على تقديم أي دعم لها.
وبحسب عضو “لجنة الزراعة”، فإن الدعم المقدم من اللجنة للمزارعين يقتصر على المازوت المدعوم بسعر 125 ليرة سورية لليتر الواحد، وتقديم بعض المبيدات الزراعية والأسمدة بحسم 25% من قيمتها الأصلية.
وبحسب مزارعين التقت بهم عنب بلدي، فإن عدم استقرار عملهم في أرض واحدة، بسبب استرداد المالك لأرضه بعد موسم زراعي أو اثنين، واحد من المعوقات التي تواجه مشاريعهم، والتي تتسبب ببحثهم عن أرض جديدة بعد أن كانوا قد جهزوا الأرض السابقة.
أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في الرقة حسام العمر
–