سامر عثمان
«برخصة أو بدون رخصة من محلات عادية أو ماركات.. الغلاء هو نفسه، وإذا أردنا أن نعيّد يلزمنا 4 رواتب على الأقل حتى نحس بالحدود الدنيا لهذه الفرحة، التي حرمتنا الحرب منها»، هذا ما قاله الموظف أبو سامر، صاحب الأسرة المكونة من 5 أفراد.
يروي أبو سامر قصة الغلاء القديمة المتجددة في العاصمة دمشق، ويقول «ثمن البنطال بالحدود الدنيا ألفا ليرة والقميص نفس الحال، وأسعار الأحذية وألبسة الأطفال حدث ولا حرج، وحتى البسطة والبالة صارت غالية»، مضيفًا «تعودنا العيد ما عاد زارنا منذ صارت الورقة الخضرا (يقصد الدولار) أحمى من نار جهنم».
كلفة الألبسة
تجاوز سعر الكنزة الرجالي في أحد المحلات متوسطة السعر في دمشق 2900 ليرة سورية، في حين بلغ سعر البنطال 3100 ليرة، أما الكنزة النسائية فوصل ثمنها إلى 2375 ليرة، والحذاء الرجالي بنحو 5 آلاف ليرة والنسائي بنفس الثمن أما الولادي فقارب الـ 4500 ليرة.
ويوصف الغلاء اليوم بأنه الأعلى منذ بداية الأزمة السورية، رغم أن هذه الأسعار تأتي ضمن التخفيضات التي وجهت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حكومة النظام باستمرارها والالتزام بأن تكون حقيقية، لكن الواقع لا يعكس ذلك.
وقال الباحث الاقتصادي ممدوح الغزي لعنب بلدي تعليقًا على ما اتخذته الوزارة من إجراءات قبل العيد «المواطن أصبح مدركًا أن النظام غير قادر على فعل أي شيء، ولا ضبط الأسواق ولا التاجر كذلك»، مضيفًا «الوزارة لا تستطيع فعل أي شيء سوى أن تمدد فترة الرخصة وتعرض البضائع في مؤسساتها التي لا يشتريها أحد كونها رديئة جدًا».
معمول العيد غائب كالعادة
الحلويات دائمًا ترتفع قبيل العيد حتى قبل الأزمة، لكن أن يصل الكيلو في بعض أنواعها إلى 15 ألف ليرة، فهذا «غير معقول»، والسبب دائمًا بحسب ما قال أبو سامر يعود للأزمة والدولار وغلاء المواد الأولية.
بينما تقول أم أيمن، وهي ربة منزل، «آمنا بأن حلو السوق غال، لكن حتى المعمول مكلف وليس باسطتاعتنا حمله، فسعر كيلو الجوز البلدي حوالي 4 آلاف ليرة، والفستق الحلبي قارب 5 آلاف، وكيلو السمنة البلدي بأكثر من ألف ليرة، وإذا أردنا صناعة المعمول فنحن بحاجة إلى نصف راتب زوجي على الأقل».
المحامص «تقمر» الأسعار
محمصة بن المدينة في دمشق، وفي عروضها «المخفضة» بمناسبة العيد، وصل سعر كيلو القهوة فيها إلى 1500 ليرة، وكيلو الشوكولا إلى حوالي 2500 ليرة، وسكاكر الصباح وكراميل مغلف من كل الأصناف: 175 ليرة.
وقال صاحب أحد محلات القهوة في دمشق (فضل عدم الكشف عن اسمه)، إن «الإقبال على شراء القهوة قليل لسعرها المرتفع، بينما هناك طلب على القهوة المرة، والسبب أنه لا يوجد بيت إلا وبه شهيد، والعائلات توزعها في هذه المناسبات»، مضيفًا «الشوكولا والسكاكر لا يشتريها إلا من فتح الله عليه وأموره ميسورة».
وبالنسبة لأسعار المكسرات والموالح فلم تكن أرخص من غيرها، فسعر كيلو «البزر» المشكل يصل إلى 4 آلاف ليرة.
أضحى بلا أضحية
يمكن أن نقول إن معظم أهالي سوريا تخلوا عن «الأضحية» بسبب سعرها المرتفع، والذي وصفه أبو سامر بـ «الكاوي»، إذ يتراوح سعر الخاروف بين 70 و 100 ألف ليرة سورية، بينما يتراوح سعر العجل بين 250 – 300 ألف ليرة.
وفسر الباحث الاقتصادي ممدوح الغزي سبب ارتفاع سعر الأضحية بمقدار الضعف عن العام الماضي، لقلة عدد الخراف الموجودة في الأسواق ولسعر صرف الدولار وأجور النقل من المحافظات الأخرى، والفوضى في تجارة المادة، وخاصة التصدير الذي سمح به النظام.