“الأسد عايد المدينة بالبراميل"
أهالي داريا يستقبلون عيدهم السادس في الخنادق والحفر
عنب بلدي – داريا
وسط قصف عنيف بالبراميل المتفجرة وصواريخ الطيران الحربي وغياب تكبيرات العيد للمرة الأولى عن المدينة، عاش قرابة 10 آلاف مدني في داريا عيدهم السادس تحت الحصار.
«عيدية الأسد لأطفال المدينة»
لا وقت لأطفال المدينة للفرح بالعيد الذي لم يدخل مدينتهم، إذ اقتصرت فرحتهم بسقوط البراميل بعيدًا عنهم ومضي الغارة الجوية بسلام، كحال عمار، ابن الـ 12 عامًا، فهو لا يريد اللعب في حديقة العيد، بل طلب من أبيه بعضًا من الحلوى علّه يعيش بعضًا من «أجواء الأضحى».
ويقول عمار إنه ينام ليحلم بألعاب العيد مع أصدقائه الذين فارقوه منذ ثلاث سنوات، ولكن الحلم لا يكتمل حين يوقظه صوت الوالد عندما يبدأ الطيران بقصفه الليلي.
والد عمار يعبر عن حزنه وألمه بسبب مرور العيد دون أن يقدم لأطفاله الثلاثة سوى بعضًا من حلوى العيد ولعبة فقدت بعضًا من أجزائها، أحضرها من بين ركام المنازل، معتقدًا أنها تسلي أطفاله حين يقضون وقتهم في الحفرة وتبعد عنهم شيئًا من الملل والخوف من القصف.
ويضيف «أيام العيد لم تأت كغيرها بل أكثر سوءًا بسبب التصعيد الذي تقوم به قوات النظام على المدينة، وتكثيف غارات طيرانه»، واصفًا إياها بـ «عيدية بشار الأسد لأطفال المدينة».
عيد «الثأر»
عيد مليء بالدموع يمر على منزل أبو تيسير (24 عامًا)، والذي يقول إنه قضى أول أيام العيد بين الحلم والواقع فهو حتى الآن لم يستطيع تقبل استشهاد أبيه وأخيه خلال شهر واحد قبل العيد بأيام، ويضيف بدموع لا تكاد تفارق عينيه «العيد لن يدخل مدينتنا بعد اليوم؛ عيدي يوم أثأر لدماء أخوتي وأبي وأصدقائي».
«أنا راضٍ بقضاء الله وقدره ولكن ماذا أقول لأمي وكيف أواسيها في أول أيام العيد، بعد أن فضلت العزلة على لقاء الناس وهي غارقة بدموعها».
حال هذه الأم لا يختلف عن كثيرٍ من أمهات الشهداء، فقد ودعت المدينة خلال الأيام القليلة التي سبقت عيد الأضحى أكثر من 50 شهيدًا قضوا في معركة «لهيب داريا».
أضاحي العيد المعلم الوحيد
الشيء الوحيد الذي تبقى من معالم العيد هو الأضحية، إذ قام المكتب الإغاثي في المدينة بذبح الأضاحي وتوزيعها على العائلات، إلى جانب عددٍ من المنظمات الإغاثية التي تبرعت بدورها أيضًا، وخففت الظاهرة قليلًا من وطأة الحصار المفروض على المدينة، خصوصًا وأن اللحمة باتت من المنسيات عند الأهالي لغلاء سعرها وعدم قدرتهم على شرائها.
من جهته، أصدر مركز الأمن العام في المدينة قرار عفوٍ عام يستفيد منه المحكومون لديه بشرط دفع ذممهم المالية، ويخفض عقوبة المطلوبين إلى النصف إذا سلموا أنفسهم خلال أسبوع العيد، مستثنيًا أسرى النظام من القرار.
ويقول أبو القاسم، مسؤول السجل المدني في مركز الأمن، إن «قرار العفو صدر لمشاركة جميع أهالي المدينة فيما أسماها فرحة العيد، ولأن الهدف الرئيسي من المركز هو حفظ الحقوق ونشر الأمن بين الأهالي، وليس معاقبة الجاني لمجرد المعاقبة»، مردفًا «عملية إعادة التأهيل التي يقوم بها المركز للسجناء مصحوبة بالعفو ستساهم إلى حد كبير في إقلاع الجناة عن معاودة الخطأ».
لا فرق كبير بين ما تعيشه داريا وباقي المدن المحاصرة في سوريا، إلا أن قوات الأسد تعهّدت هنا بتعكير أي فرصة يتنفس بها المحاصرون، خصوصًا بعد خسائرها الكبيرة في معارك آب الفائت.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :