عنب بلدي – داريا
غابت صلاة عيد الأضحى عن مدينة داريا للمرة الأولى، تخوفًا من مجزرة بسبب القصف المستمر على المدينة منذ مطلع آب الفائت.
وقال رامي أبو محمد، خطيب مسجد المصطفى الذي كانت تقام فيه صلاة الجماعة، إن «صلاة العيد هي العلامة الوحيدة التي بقيت لتذكير المحاصرين بهذه المناسبة، ورغم كل الآلام كانت تقام في الأعياد السابقة».
وأضاف لعنب بلدي «المحاصرون كانوا يجتمعون في المسجد بعد الصلاة لأحاديثهم ومسامراتهم، وكنا نرى البسمة على وجوههم ونحس بصفاء القلوب، رغم ما تتعرض له المدينة»، مردفًا «كأن لسان حالهم حين يسلمون على بعضهم يقول: بقينا معًا وتألمنا معًا، ويجب أن نصفي قلوبنا ونفرح بالعيد معًا».
وشهدت الأعياد السابقة ضيافة بسيطة بقطعة حلوى أو فنجان قهوة مرة، وكانت هذه الجزئية تنقل النفوس من حالٍ إلى حالٍ، وفق أبي محمد، الذي ختم «الشيء الوحيد الذي كنا ننتظره في العيد هو الصلاة، لكننا حرمنا منها».
وبحسب المجلس المحلي في المدينة فإن القصف منذ 2 آب الفائت (حين انطلقت معركة لهيب داريا) بلغ 735 برميلًا متفجرًا و127 صاروخ أرض-أرض (فيل)، إضافة إلى مئات الأسطوانات المتفجرة والقذائف المدفعية.
الأسبوع الماضي وحده شهد سقوط 206 براميل متفجرة، بحسب توثيق مراسل عنب بلدي في المدينة، ما أدى إلى إصابات طفيفة بين المدنيين، في حين قضى ثلاثة مقاتلين من الجيش الحر خلال الاشتباكات على الجبهتين الشمالية والجنوبية.
وكان مسجد المصطفى تعرض لمحاولة تنفيذ مجزرة نهاية آب الماضي، حين استهدف لأكثر من ساعة بغارات الميغ والبراميل أثناء صلاة الجمعة، لكن الحادثة مرت دون ضحايا آنذاك.