وصف التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة” في سوريا والعراق، وجود القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا بأنه “طريقة للحفاظ على الوضع الراهن”، حتى الوصول إلى تسوية سياسية.
وقال قائد قوات التحالف، الجنرال بول كالفيرت، الأحد 21 من آذار، “طالما أننا نستطيع الحفاظ على الوضع الراهن في الشمال الشرقي، فإن ذلك يمنحنا الفرصة من خلال الحوار السياسي مع جميع اللاعبين لدفع حل مقبول لسوريا ككل”، مشيرًا إلى أن “مستوى التعقيد في سوريا هائل”، وفقًا لتقرير نشره موقع “ديفينس ون“.
وبحسب الموقع المتخصص بالشؤون العسكرية، فإن كثيرين، بمن فيهم كالفيرت، يرون أن الوجود الأمريكي داخل سوريا بمثابة “ثقل استراتيجي موازن” للنفوذ الروسي والإيراني في المنطقة، بسبب المناورات الجيوسياسية من قبل القوى الإقليمية الأخرى لتأسيس نفوذها في سوريا.
وأشار إلى أن بعض البنية التحتية البترولية التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) تقع في طرق الدوريات الأمريكية، ولذلك فهي متداخلة في حماية أمن المنطقة الأوسع، ولكن الجنرال الأمريكي نفى أن تكون القوات الأمريكية مسيطرة بشكل مباشر على تلك المنشآت.
واعتبر كالفيرت أن تنظيم “الدولة” ما زال قادرًا على إقامة معسكرات تدريب وبنى تحتية أخرى داخل صحراء البادية، حيث لا تعمل الولايات المتحدة، في إشارة إلى مناطق سيطرة النظام السوري وروسيا.
من جانبه، قال نائب قائد قوات التحالف، الجنرال البريطاني كيفن كوبسي، إنه “كلما استطعنا دعم (قسد) في ملاحقة تنظيم الدولة، قلّ شعورهم بالضعف أو تشتت انتباههم بسبب تصرفات النظام أو الروس أو الأتراك في الشمال”.
هل ستنسحب القوات الأمريكية من سوريا
لا تزال نوايا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، غير واضحة حيال عزمه سحب القوات الأمريكية في شرقي سوريا أو إبقاءها، إلا أن البيت الأبيض ينظر في هذا الأمر وقد يصدر توجيهًا بخصوصه.
وفي تقرير نشره موقع “ميليتيري” الأمريكي، في 13 من آذار الحالي، وصف إحدى القواعد العسكرية الأمريكية في شرق الفرات (لم يسمها) بالقول، “في موقع عسكري مؤقت متاخم لحقل للغاز الطبيعي في شرقي سوريا، علم الولايات المتحدة ممزق بين أبراج معالجة الغاز التي يبلغ ارتفاعها 40 قدمًا يطير عاليًا فوق القاعدة، وهو رمز مرئي لوجود القوات الأمريكية هنا، التي لا تخطط للمغادرة قريبًا”.
وقال الجندي من الحرس الوطني الأمريكي في ولاية لويزيانا أولان فافالورا، للموقع، “لقد زرعت سارية العلم (…) نريدهم أن يعلموا أننا ملتزمون بهذه المنطقة”، وفق ما ترجمته عنب بلدي.
وبحسب ما قاله معد التقرير ديفيد كلاود، فإن إدارة بايدن ليست على عجلة من أمرها لسحب 900 جندي أمريكي بقوا في سوريا، بينما يبقى التزام الرئيس بايدن بالإبقاء على القوات في سوريا غير مؤكد، وفق ما قاله الموقع.
وفي 28 من كانون الثاني الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، في مؤتمر صحفي، إن “رؤيتنا حول هدف القوات الأمريكية في سوريا والعراق، هي مواصلة التعامل مع تهديد تنظيم (الدولة الإسلامية)”.
وتتوزع القوات الأمريكية في 26 موقعًا بمحافظات دير الزور، والحسكة، والرقة، وحمص، والقامشلي، كما تمتلك 23 قاعدة عسكرية، حيث يتركز وجودها بشكل رئيس على آبار النفط.
–