ارتفعت حصيلة الضحايا جراء قصف مدفعي لمشفى “المغارة”، في مدينة الأتارب غربي حلب، إلى ستة مدنيين، اليوم الأحد 21 من آذار، وفق منظمة “سامز” الطبية السورية- الأمريكية، التي ذكّرت بمشاركتها إحداثيات المشفى مع الأمم المتحدة.
وقالت المنظمة، في بيان نشرته عبر صفحتها في “فيس بوك”، “استهدفت اليوم صباحًا ثلاث قذائف مدفعية مشفى الأتارب الجراحي المدعوم من سامز غربي حلب”.
وأوضحت أن من بين الضحايا الستة طفل، بينما جرح 17 من المرضى والمراجعين، من بينهم خمسة من العاملين بالمشفى.
وأفادت “مديرية الصحة حلب الحرة” عبر صفحتها في “فيس بوك”، بإصابة مديرها نوار كردية في عينه، واصفةً إصابته بـ”غير المطمئنة”، وذلك في أثناء تواجده في مشفى المستهدف.
وقال المسؤول الإعلامي في منظمة “الدفاع المدني” بإدلب، أحمد الشيخو، لعنب بلدي، إن خمسة حالات حرجة من المصابين في القصف دخلوا إلى الأراضي التركية.
وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور الضحايا وتسجيلات مصورة توضح الخسائر البشرية والمادية في المشفى، تعتذر عنب بلدي عن عدم نشرها.
أضرار
“وأسفر الاستهداف عن دمار عيادة العظمية بالكامل، وأضرار في النوافذ والبوابة الأمامية للمشفى”، بحسب ما قالت “سامز” في بيانها.
وأشارت إلى إصابة إحدى القذائف مولدة كهربائية موجودة على سطح المشفى، الأمر الذي أخرج المشفى عن الخدمة كليًا.
وكان مراسل عنب بلدي أفاد صباح اليوم، بأن القذائف المدفعية سقطت عند مدخل المشفى حيث يتجمع العاملون في المشفى والمرضى، ما أسفر عن عدد كبير من الخسائر البشرية.
وأوضحت المنظمة أنها منذ عام 2017، وثقت 157 هجومًا مباشرًا وغير مباشر بأسلحة ثقيلة على منشآتها في سوريا.
وأدت هذه الهجمات إلى إغلاق مؤقت ودائم لأكثر من 14 منشأة، وخلفت 32 قتيلًا من كوادرها الطبية، إضافةً إلى 52 جريحًا.
آلاف الخدمات كانت هنا.. الأمم المتحدة معنية؟
ويعد مشفى الأتارب الجراحي من أكبر مشافي شمال غربي سوريا، وفق المنظمة، التي أشارت إلى أنه كان يقدم خدماته للأهالي مجانًا.
وقالت المنظمة إن المشفى الخارج عن الخدمة الآن، قدم 3650 خدمة طبية للمرضى شهريًا، و177 خدمة شهريًا بجراحة العظام والمسالك البولية، فضلًا عن الخدمات الإسعافية والتوليد.
وألمحت “سامز” إلى أنها شاركت إحداثيات هذا المشفى مع الأمم المتحدة سابقًا، من خلال آلية تبادل الإحداثيات لتحييد المنشآت الطبية عن الصراع.
وتابعت في السياق، “ورغم ذلك، تعرض لهذا الهجوم اليوم الذي أخرجه عن الخدمة، والخاسر الأكبر من ذلك هم أهلنا في المنطقة الذين يعتمدون على هذا المشفى”.
مجازر سابقة
وتخضع مدينة الأتارب لسيطرة “الجيش الوطني”، المدعوم تركيًا، وشهدت في كانون الثاني 2020، مقتل 18 مدنيًا، في قصف لطيران النظام والطيران الروسي عليها وعلى المناطق المحيطة بها.
كما شهد ريف حلب مجزرتين في مطلع 2020، الأولى في قرية كفر تعال غربي المحافظة، قُتل فيها تسعة مدنيين بينهم خمسة أطفال، والثانية في كفرنوران بجنوبها الغربي سقط على إثرها عشرة قتلى وعشرة جرحى.
كما قُتل تسعة أفراد من عائلة واحدة، بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء، جراء غارة روسية استهدفتهم بجمعية الرحال في ريف حلب الغربي، عندما كانوا يستعدون للنزوح بسيارتهم الخاصة إلى المناطق الحدودية مع تركيا شمالي سوريا.