توفي رئيس “رابطة العلماء السوريين”، الشيخ محمد علي الصابوني، بمدينة يلوا في تركيا، عن عمر ناهز 91 عامًا، بعد معاناة مع المرض.
ونعاه “المجلس الإسلامي السوري“، الذي يعد الصابوني أحد مؤسسيه، اليوم الجمعة 19 من آذار، عبر حسابه الرسمي في “تويتر”.
وقال الداعية الإسلامي السوري محمد راتب النابلسي عن الصابوني، “نعزي أنفسنا وأهل سوريا وعموم العالم الإسلامي بوفاة هذا العالم الذي انتفع بحاله ومقاله ومؤلفاته الكثيرون من طلاب العلم حول العالم”.
ونعى الصابوني المفكر السوري محمد حبش بقوله، “ظل وفيًا لقيم الإسلام في الكرامة والحرية والعدالة، وواجه بقوة المشايخ الذين برروا السجون والجرائم ضد الثوار، ودافع عن حق الناس في الخلاص من الظلم والاستبداد والقهر”.
حياته العلمية
ينحدر الشيخ الصابوني من مدينة حلب، وهو من مواليد 1930، تتلمذ مبكرًا على يد والده الشيخ جميل الصابوني، وانتهى من حفظ القرآن كاملًا في مرحلته الدراسية الثانوية.
ابتعثته وزارة الأوقاف السورية إلى القاهرة ليتابع دراساته الشرعية على نفقتها، وانتسب إلى كلية الشريعة في جامعة “الأزهر”، ودرس فيها الدراسات العليا التخصصية، ليحصل على شهادة باختصاص القضاء الشرعي في 1955.
عاد بعدها إلى حلب، وعمل مدرّسًا لمادة التربية الإسلامية في عدد من ثانويات حلب.
وانتدب بعدها في 1962 إلى السعودية كأستاذ معار من وزارة التربية السورية، للتدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية التربية بجامعة “الملك عبد العزيز” في مكة، وكان على رأس البعثة السورية إلى السعودية حينها، ودرّس فيها ما يقارب 28 عامًا.
نظرًا إلى دراساته وتقدمه العلمي، شغل عدة مناصب، منها باحث علمي في مركز “البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي”، ومستشار في “هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة”.
بالإضافة إلى تدريسه ونشاطه الدعوي في المسجد “الحرام” بمكة المكرمة، والإفتاء في مواسم الحج، ودروسه الأسبوعية في التفسير التي عُرض منها أكثر من 600 حلقة لبرنامج تفسير القرآن في التلفزيون السعودي.
واختير الصابوني شخصية العام الإسلامية في 2007، من قبل “جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم”.
تفرغ لتأليف الكتب والبحث العلمي، وبلغ عدد مؤلفاته 57 كتابًا انتشرت في جميع الدول العربية والإسلامية، وتُرجمت مؤلفاته لعدد من اللغات الأجنبية كالإنجليزية والفرنسية والتركية.
موقفه من الثورة السورية
كانت للصابوني مواقف واضحة في الوقوف مع الثورة السورية منذ انطلاقها في 2011، ودعا النظام إلى الكف عن إراقة الدماء والتوقف عن ممارساته ضد السوريين.
وهاجم رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ووصفه في أحد لقاءاته بـ”مسيلمة الكذاب”، وهاجم مؤيديه من علماء الدين، كالبوطي الذي وصف خطبه بأنها “تطلق يد القاتل باسم الدين”.
وقال في عدة لقاءات متلفزة، قاصدًا الأسد، “الحاكم الذي يتجبر على شعبه وينحرف كل الانحراف عن دين الله هو مجرم ويجب مقاومته”.
–