أفرجت “هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ في محافظة إدلب وجزء من ريف حلب الغربي شمال غربي سوريا، عن القيادي السابق في صفوفها سراج الدين مختاروف، الملقب بـ”أبو صلاح الأوزبكي”، بعد نحو تسعة أشهر من اعتقاله.
وأوضح مسؤول التواصل في “تحرير الشام”، تقي الدين عمر، لعنب بلدي عبر مراسلة إلكترونية اليوم، الخميس 18 من آذار، أن “تحرير الشام” أفرجت عن “أبو صلاح الأوزبكي” بعد قضاء مدة حكمه.
وتناقلت حسابات “تلجرام” معارضة لـ”تحرير الشام”، الثلاثاء الماضي، أنباء خروج “الأوزبكي” من الاعتقال، دون توضيح تفاصيل الإفراج عنه.
وكان “الأوزبكي” قياديًا سابقًا في “تحرير الشام”، وهو مؤسس كتيبة “الأوزبك” وقائدها ضمن “الهيئة”، وقبل اعتقاله ترك “تحرير الشام” وانضوى ضمن تنظيم “جبهة أنصار الدين” (الجهادي)، وهو مطلوب لـ”الإنتربول” الدولي.
وعلّق مسؤول المكتب الدعوي العام لـ”جبهة أنصار الدين”، رامز أبو المجد، على اعتقال الأوزبكي في حزيران 2020، بأن “الأوزبكي اُستدرج عبر أسلوب رخيص، واُعتقل مع بعض إخوانه”.
وقال المسؤول، عبر قناته في “تلجرام” حينها، إن “ما يثار حول أبي صلاح مجددًا أمر مسيّس”، في إشارة إلى اتهامات وُجهت له بالفساد في أثناء وجوده بصفوف “الهيئة”.
وعزا سبب الاعتقال وما يثار حول القيادي إلى ترك “الهيئة” والانضمام إلى “أنصار الدين”، مشيرًا إلى أنه بقي في “الهيئة” بعد تركه إمارة كتيبة “التوحيد والجهاد” وتسلُّم الأمير الجديد ثمانية أشهر، ولم تُثر هذه القضايا لا من قريب ولا من بعيد، بحسب تعبيره.
وأكد مسؤول المكتب الدعوي أن “قيادة جبهة أنصار الدين تواصلت سابقًا مع المسؤول الأمني للهيئة والمسؤول الجديد لكتيبة التوحيد والجهاد (التي كان يرأسها الأوزبكي) لبيان أن الأخ أبا صلاح جاهز لإبراء ذمته من أي متعلقات قضائية مزعومة عبر قضاء مستقل، ولكن لم يتم الرد رغم طول الفترة الممنوحة”.
مطلوب دوليًا
وينحدر مختاروف (30 عامًا) من قرغيزستان، وهو ملاحق من قبل “الإنتربول” الدولي، بتهمة هجمات إرهابية وتزوير وعبور الحدود بطرق غير شرعية.
ويعتبر العقل المدبر لهجوم “ميترو” سان بطرسبرغ في روسيا، في 3 من نيسان 2017، الذي أسفر عن مقتل 16 شخصًا، وأصدرت محكمة في موسكو مذكرة اعتقال غيابية بحقه.
ووصل مختاروف إلى إدلب في 2015، وقاتل في صفوف ما عُرف سابقًا بـ”جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حاليًا) كقائد لكتيبة “جماعة التوحيد والجهاد”، قبل أن ينشق عن “الهيئة” ويلتحق بـ”جبهة أنصار الدين” التي كانت تابعة لـ”الهيئة” وانشقت عنها في 2018.
وشكلت “جبهة أنصار الدين” إلى جانب “جماعة أنصار الإسلام” وتنظيم “حراس الدين”، وهما من “الجماعات الجهادية”، غرفة عمليات “وحرّض المؤمنين”، في تشرين الأول 2018، إلى جانب فصيل “أنصار التوحيد” الذي أعلن تركه لها، في 3 من أيار 2020.
وفي حزيران 2020، أعلنت الفصائل الثلاثة إلى جانب “تنسيقية الجهاد”، التي يقودها القيادي السابق في “تحرير الشام”، “أبو العبد أشداء”، و”لواء المقاتلين الأنصار” بقيادة “أبو مالك التلي” القيادي البارز في “الهيئة”، تشكيلًا جديدًا حمل اسم “فاثبتوا”.
وجرت اشتباكات بين غرفة “فاثبتوا” و”تحرير الشام” بعد أيام من اعتقال “الأوزبكي” و”أبو مالك التلي”، انتهت بتوقيع اتفاق بين الطرفين.
–