انتشلت فرق “الدفاع المدني السوري” جثمان الطفل (ح. ز.) الذي كان عالقًا في بئر ببلدة كفرروحين شمالي إدلب، لتنتهي محاولة إنقاذه التي استمرت نحو 55 ساعة وشارك فيها أكثر 40 متطوعًا، بعد سقوطه في بئر ارتوازي في أثناء وجوده مع والده.
وقال المتحدث باسم الفريق، فراس الخليفة، لعنب بلدي، إن متطوعي “الدفاع المدني” انتشلوا جثمان الطفل حوالي الساعة الثالثة ليلًا، بعد محاولات إنقاذه لمدة 55 ساعة.
وأضاف أن الفريق تلقى نداءات استغاثة من المدنيين مساء الاثنين 15 من آذار، تفيد بوقوع الطفل (عشر سنوات)، في بئر ارتوازي ببلدة كفرروحين في أثناء وجوده مع والده الذي يعمل على حفارة آبار.
وأوضح أن فرق “الدفاع” وصلت إلى المكان بشكل فوري، وبدأت بمحاولات إخراجه عبر فوهة البئر، وبقي الطفل يستجيب وتسمع الفرق صوته لمدة أربع ساعات، وكان عالقًا بين جدار البئر وإزميل الحفارة على عمق 21 مترًا ورأسه للأسفل وقدماه للأعلى.
وبعد فشل محاولات إخراجه عبر الفوهة، بدأت الفرق مباشرة بالحفر بشكل موازٍ مع البئر باستخدام المعدات الثقيلة، بمشاركة سبع فرق وأكثر من 40 متطوعًا، بحسب الخليفة.
وأشار الخليفة إلى أن الفرق واجهت صعوبات كبيرة بسبب العمق الكبير وطبيعة الأرض الصخرية، وبعد العمل لـ48 ساعة، تمكنت من الوصول إليه وتأكدت من وفاته، حتى تمكنت من تحرير الصخور حول جثمان الطفل وانتشاله.
ظاهرة حفر الآبار
ويلجأ مواطنون ومزارعون في ريف إدلب إلى حفر آبار خاصة بهم كبدائل لتأمين احتياجاتهم من مياه الشرب ومياه الري، حتى صار حفر الآبار ظاهرة عشوائية تشكل معها خطرًا مستقبليًا يهدد الموارد المائية الجوفية.
وكان مدير المجلس المحلي في جسر الشغور، محمد الحسن، قال في حديث سابق إلى عنب بلدي، إن عمق الآبار قد يصل إلى 200 متر أحيانًا، وتكلفة استخراج الماء الجوفي تضمن “خسارة محققة” للمزارعين.
وأوضح أن “الجدوى الاقتصادية” تقف حائلًا دون تنفيذ مشاريع الري من قبل المزارعين، لأنها “مكلفة، والماء موجود على أعماق متفاوتة، وتكلفة استخراجه كبيرة مقارنة بسحب الماء من السطح”.
ومنعت حكومة “الإنقاذ” العاملة في محافظة إدلب حفر الآبار دون الحصول على إذن حفر مصدّق صادر عن المديرية العامة للموارد المائية.
–