إسرائيليون ولبنانيون في موسكو.. الأسد واللجنة الدستورية السورية على الطاولة
يزور وفدان إسرائيلي ولبناني من “حزب الله”، كل على حدة، موسكو، في وقت تتجه الأنظار إلى فحوى الاجتماعات مع المسؤولين الروس وانعكاساتها على الوضع في سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الأربعاء 17 من آذار، إن بلاده أطلعت الجانب الإسرائيلي على مختلف العمليات السياسية في مؤتمر “أستانة” والمنصات الأخرى لتسوية الأوضاع في سوريا، بالإضافة إلى تركيزها على أنشطة اللجنة الدستورية، بغرض جعل الجلسة السادسة المقبلة للجنة مثمرة.
وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، أن فكرة توسيع دائرة اللاعبين الدوليين في الملف السوري قد تتسع لتشمل ثلاث دول عربية أخرى، لإيجاد سبل جيدة لبحث مصير سوريا.
وأشار لافروف إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، سيعد قائمة بالدول المحتمل مشاركتها لطرح مبادرات سياسية وفق القرار “2254”.
وفي الوقت ذاته، يتابع وفد من “حزب الله” اللبناني، بقيادة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” في البرلمان اللبناني، محمد رعد، زيارته إلى العاصمة الروسية، موسكو، التي بدأها منذ 15 من آذار الحالي بناء على دعوة روسية، وتستمر لثلاثة أيام، للقاء المسؤولين الروس.
وكشفت وكالة الأنباء الروسية “تاس” أمس، الثلاثاء 16 من آذار، عن غرض غير معلَن لهذه الزيارة يتمثل في معرفة “حزب الله” ما إذا كان الموقف الروسي تجاه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قد تغير في الآونة الأخيرة، لا سيما بعد لقاء وزير الخارجية الروسي بوزراء عدة دول تعارض بقاء الأسد في السلطة.
ونقلت الوكالة عن الخبير في مجلس الشؤون الدولية أنطون كارداسوف، أن هناك سعيًا روسيًا لإعادة القضية السورية إلى المسار الدبلوماسي، معتبرًا زيارة وفد “حزب الله” وتحركات وزير الخارجية الروسي الأخيرة ليست عشوائية.
وذكر بيان للخارجية الروسية، صدر في أول أيام الزيارة، في 15 من آذار الحالي، أنه جرى تبادل الآراء حول مسألة التسوية الشاملة في سوريا، مع تأكيد روسي على التمسك بحق السوريين في تقرير مستقبلهم بشكل مستقل، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي “2254”.
ونوهت الخارجية الروسية إلى أهمية تكثيف الجهود الدولية لتسهيل عودة اللاجئين السوريين، بمن فيهم الموجودون في لبنان، إلى سوريا، من أجل تحقيق استقرار المنطقة، بحسب ما جاء في البيان.
كما جددت روسيا عبر البيان الذي نقلته “سبوتنيك” الروسية، تأكيدها على موقف موسكو الداعم للبنان، بالإضافة إلى التركيز على تشكيل حكومة جديدة يرأسها سعد الحريري بأسرع ما يمكن.
واعتبر محمد رعد لقناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله”، في 15 من آذار الحالي، أن زيارة الوفد الذي يرأسه والذي ضم مسؤول العلاقات العربية والدولية، عمار الموسوي، ومعاونه للشؤون الدولية، أحمد مهنا، والمستشار الإعلامي، أحمد علي الحاج، ستسهم في تعزيز وتطوير العلاقة مع موسكو، لما فيه مصلحة لبنان والمنطقة.
وتتزامن هذه الزيارة مع زيارة أخرى لوزير الخارجية الإسرائيلي الذي وصل أمس، الثلاثاء، إلى العاصمة الروسية موسكو، ضمن زيارة ليومين، في إطار المحادثات حول مستقبل سوريا، وفقًا لما نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم“.
1/2
I just laid a wreath, on behalf of the Government of Israel and the Ministry of Foreign Affairs, on the "Tomb of the Unknown Soldier” here in #Moscow.
The monument commemorates the Red Army soldiers who fought in World War II and their burial place is unknown. pic.twitter.com/gADa30hxRk— גבי אשכנזי – Gabi Ashkenazi (@Gabi_Ashkenazi) March 17, 2021
وبحسب الصحيفة أيضًا، فإن الإمارات تربط ملف إعادة إعمار سوريا بتقليص النفوذ العسكري الإيراني فيها، وكان هذا الموضوع محور مباحثات لافروف مع وفد “حزب الله”، واعتبرت الصحيفة ما تقوم به موسكو “محاولة تاريخية لإرساء نظام جديد في سوريا”.
وتأتي هذه الزيارات بعد جولة لوزير الخارجية الروسي الأسبوع الماضي، شملت الإمارات والسعودية وقطر، التي شهدت اجتماعًا ثلاثيًا جمع لافروف بوزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ووزير الخارجية القطري، عبد الرحمن بن محمد آل ثاني، لبحث الأوضاع في سوريا وسبل دفع العملية السياسية التي لم تحرز أي تقدم بعد أكثر من شهر على انعقاد الجلسة الخامسة للجنة الدستورية، والتي لم تحمل جديدًا كسابقاتها.
وتسعى روسيا بعد تدخلها العسكري المستمر لمصلحة النظام منذ عام 2015، إلى تحقيق تقدم سياسي في الملف السوري، حيث نظمت وأسهمت في انعقاد مؤتمر “عودة اللاجئين” بدمشق، في 11 من تشرين الثاني 2020، بحضور وتمثيل رمزي لبعض الدول غير الفاعلة في ملف اللاجئين.
وتشهد مناطق سيطرة النظام أوضاعًا اقتصادية صعبة هوت خلالها العملة السورية إلى مستويات قياسية باقترابها من عتبة الخمسة آلاف ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي الواحد، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا، المزمع عقدها بين أيار وحزيران المقبلين.
وقال بيدرسون عن هذه الانتخابات، إنها لا تعنيه، باعتبارها “ليست جزءًا” من مهمته بموجب القرار الدولي “2254” الذي ينص على انتخابات جديدة بموجب دستور جديد، ووفق المعايير الدولية، وبمشاركة السوريين في داخل وخارج سوريا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :