رد سفير النظام السوري في روسيا على بيان الاتحاد الأوروبي بخصوص الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها بعد فترة، بأن لا علاقة للاتحاد الأوروبي ولا لأي شخص آخر بتحديد شرعية الانتخابات في سوريا.
وقال السفير، رياض حداد، في مقابلة أجراها مع صحيفة “إزفستيا” الروسية اليوم، الأربعاء 17 من آذار، إن موضوع الانتخابات الرئاسية في سوريا يخص الشعب السوري حصرًا، وهو أحد الحقوق الدستورية للمواطنين السوريين.
وأضاف، “وبالتالي لا يهمنا ما إذا كان الاتحاد الأوروبي يعترف بنتائج الانتخابات أم لا، ما يهمنا فقط هو مشاركة الشعب السوري فيها، وحقيقة أن كل مواطن يستطيع الإدلاء بصوته وممارسة حقه في تقرير مصير البلاد”.
وبحسب السفير، فإن حكومة النظام لديها أولويات متساوية الأهمية، وهي استمرار الكفاح ضد “الإرهاب التكفيري”، والقضاء على الجماعات المصنفة على أنها إرهابية وفقًا للقانون الدولي، والحفاظ على وحدة وسيادة سوريا، وطرد القوات التركية والولايات المتحدة الأمريكية من سوريا، بحسب تعبيره.
وأمس الثلاثاء، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن الكرملين يعتبر بشار الأسد “الزعيم الشرعي” لسوريا.
كما دعت روسيا الدول العربية والدول الغربية إلى الابتعاد تدريجيًا عن سياسة العزل، واستئناف الحوار مع سوريا، بحسب ما نقلته وكالة “نوفوستي”.
وفي ردها على بيان الاتحاد الأوروبي، حمّلت وزارة الخارجية والمغتربين السورية الاتحاد مسؤولية معاناة السوريين والمشاركة في العدوان على سوريا، من خلال “دعم المجموعات الإرهابية بمختلف الأشكال، وممارسة الإرهاب الاقتصادي من خلال الإجراءات القسرية الأحادية الجانب اللامشروعة”.
الاتحاد الأوروبي لا يعترف بالانتخابات
وفي 14 من الشهر الحالي، وبمناسبة ذكرى الثورة، طالب الاتحاد الأوروبي النظام السوري وحلفاءه بإنهاء القمع والإفراج عن المعتقلين وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254”، للوصول إلى حل سياسي ينهي النزاع.
وأكد الاتحاد أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا لا تفي بالمعايير الدولية، ولا تسهم في تسوية الصراع، ولا تؤدي إلى أي تطبيع دولي مع النظام، وأبدى استعداده لدعم انتخابات حرة ونزيهة في سوريا وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254” وتحت إشراف الأمم المتحدة.
وأوضح أن أزمة اللاجئين السوريين أكبر أزمة لجوء في العالم، إذ يوجد 5.6 مليون لاجئ مسجل، و6.2 مليون نازح داخل سوريا لا تسمح الظروف بعودتهم حاليًا.
واتهم الاتحاد عدة أطراف، وعلى رأسها النظام، بالتسبب بمعاناة إنسانية كبيرة، مشددًا على أن المساءلة عن جميع انتهاكات القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان لها أهمية قصوى، كشرط قانوني في تحقيق السلام.
وجدد موقفه من أن العقوبات المفروضة على النظام وكياناته ستسمر وتجدد في أيار المقبل.
وكان مفوض الاتحاد الأوروبي السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، أكد، في 9 من آذار الحالي، عدم التخلي عن تطبيق العقوبات المفروضة على النظام السوري قبل بدء الانتقال السياسي في سوريا.
ويخطط النظام السوري لإجراء انتخابات رئاسية بين شهري نيسان وحزيران المقبلين، دون الإعلان عن مرشحين حتى الآن.
ويخضع مسؤولون في النظام السوري لعقوبات أوروبية منذ بداية الثورة السورية، وبالمجمل تضم القائمة 270 شخصًا مستهدفين بتجميد الأصول وحظر السفر، إضافة إلى 70 كيانًا.
كما فرضت بريطانيا، الاثنين الماضي، عقوبات على ستة أشخاص من الدائرة المقربة لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، في الذكرى العاشرة لانطلاقة الثورة السورية.
وتُعتبر العقوبات الأولى بنظام العقوبات المستقل لبريطانيا، عقب خروجها من الاتحاد الأوروبي، بعدما أكدت التزامها بمحاسبة النظام السوري بدءًا من اليوم الأول من عام 2021.
وقال وزير الخارجية، دومينيك راب، عبر موقع الخارجية، إن “نظام الأسد عرّض الشعب السوري لعقد من الوحشية لتهوره في المطالبة بالإصلاح السلمي”.
الأوضاع المعيشية للسوريين
وأشار السفير، رياض حداد، إلى أن حكومة النظام تبذل قصارى جهدها لضمان حياة كريمة لشعبها الذي عانى من “الإرهاب الاقتصادي الدولي” الذي تمارسه دول تعلن باستمرار تعاطفها مع السوريين، على حد قوله.
لكن الأوضاع المعيشية والاقتصادية تزداد تدهورًا في مناطق سيطرة النظام السوري، لعدة أسباب أبرزها، في الآونة الأخيرة، انخفاض الليرة وارتفاع الأسعار وزيادة التضخم وانخفاض قدرة المواطنين الشرائية نتيجة لذلك، في غياب فرص العمل وتدني الأجور.
كما يؤدي غياب إجراءات مؤسسات النظام النقدية والمالية لضبط سعر الصرف والأسعار، وتوجهها إلى الإجراءات الأمنية في ذلك، إلى مزيد من التدهور الاقتصادي.
يعاني 12.4 مليون شخص في سوريا، أي حوالي 60% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي، في “أسوأ” حالة أمن غذائي شهدتها سوريا على الإطلاق.
ويعد هذا الرقم أعلى نسبة سُجلت على الإطلاق، وفقًا لنتائج تقييم الأمن الغذائي على مستوى البلاد الذي أُجري في أواخر عام 2020، بحسب تقرير لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، في 11 من شباط الماضي.
وتتصدر سوريا قائمة الدول الأكثر فقرًا في العالم، إذ يعيش تحت خط الفقر في سوريا 90% من السوريين، بحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا.
واقترب سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء من حاجز 5000 ليرة سورية أمس، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار الليرة السورية والعملات الأجنبية.
–