السويداء تنال أقل بـ28% من احتياجاتها الدنيا للبنزين
طوال ليلة كاملة أو ليلتين، يصطف أهالي مدينة السويداء في طوابير تمتد لكيلومترات، منتظرين الحصول على مخصصاتهم من مادة البنزين، بعد عودة أزمة هذه المادة مؤخرًا إلى الواجهة.
وما زاد الأمر سوءًا، هو تخفيض الجهات المعنية بتوزيع المحروقات مخصصات البنزين للمحافظة، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في المنطقة، الذي أشار إلى أن طلبات البنزين انخفضت، الاثنين 15 من آذار، إلى ثلاثة طلبات بعد أن كانت خمسة في اليوم الواحد.
من جهته، أكد أحد مالكي محطات الوقود في السويداء (تحفظ على ذكر اسمه) لعنب بلدي، أن طلبات البنزين التي تأتي من الموردين من دمشق انخفضت من سبعة طلبات إلى أربعة في اليوم الواحد.
وأضاف أن الطلبات الأربعة لا تأتي كاملة، وإنما تصل منها ثلاثة أو اثنان إلى المحافظة.
وبحسب تصريح سابق أمس، الاثنين، قال مصدر مطلع في قطاع المحروقات لموقع “السويداء 24” المحلي، إن “محافظة السويداء تحتاج إلى 14 طلب بنزين يوميًا كحد أدنى”.
الازدحام يغني عن السيارة
أحد السائقين في المدينة، قال لعنب بلدي (تحفظت على ذكر اسمه)، إنه يفضل بيع مخصصاته من مادة البنزين التي يحصل عليها عبر “البطاقة الذكية”، على الوقوف في الطوابير “ليلة كاملة وأحيانًا ليلتين ليأتي الدور”.
وقال سائقون آخرون لعنب بلدي، الاثنين 15 من آذار، إنه لم تكن في المحافظة سوى محطة وقود واحدة توزع مادة البنزين، وعشرات السيارات تصطف ضمن طابور طوله يتجاوز ثلاثة كيلومترات.
وقال سائق سيارة أجرة، “أنا كسائق تاكسي أضطر إلى شراء البنزين الحر من على البسطات المنتشرة في شوارع المدينة”، موضحًا أن سعر الليتر منه يبلغ 2500 ليرة سورية.
ولكن ضعف الحالة المادية تجعل سائق “التاكسي” ذاته مضطرًا للاصطفاف في طابور السيارات بدلًا من شراء البنزين “الحر” الباهظ الثمن، مبينًا أنه ينتظر في الطابور “لمدة تتجاوز الليلة الكاملة”.
البنزين يحلّق رغم التطمينات
وبحسب بيان نشرته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عبر منصاتها في مواقع التواصل اليوم، الثلاثاء، رفعت سعر ليتر البنزين المدعوم وغير المدعوم إلى 750 ليرة، بعد أن كان بـ450، بينما ارتفع سعر البنزين “أوكتان 95” إلى 2000 ليرة، بعد أن كان بـ1050، من دون ذكر أي توضيح حول سبب رفع الأسعار.
بينما أوضح مراسل عنب بلدي في السويداء أن سعر البنزين في السوق السوداء بالمدينة يتراوح بين 2500 و3000 ليرة سورية.
وتأتي هذه الأزمة رغم حديث وزير النفط في حكومة النظام السوري، بسام طعمة، عن توقيع عقود مع موسكو لتوريد البنزين والمازوت.
وأوضح الوزير، في مداخلة بـ”مجلس الشعب”، أن هذه العقود تغطي من شباط الماضي إلى نهاية حزيران المقبل.
وأشار طعمة إلى أن الدعم سيأتي بحجم 180 ألف طن مازوت ومثلها بنزين، وفق موقع “اقتصاد”.
غيض من فيض أزمات
وتعد أزمة البنزين واحدة من عدة أزمات تعيشها محافظة السويداء، على الأصعدة الاقتصادية والأمنية.
وبحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا، فإن 90% من السوريين يعيشون في بلادهم تحت خط الفقر.
وكانت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، إليزابيث بايرز، التابع للأمم المتحدة، حذرت من أزمة غذاء غير مسبوقة في سوريا، بسبب تفشي فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وقالت المسؤولة الأممية، إن تسعة ملايين و300 ألف شخص في سوريا يفتقرون إلى الغذاء الكافي، وأوضحت أن عدد من يفتقر للمواد الغذائية الأساسية ارتفع بواقع مليون و400 ألف خلال الأشهر الستة الأولى من 2020.
وجاءت هذه التحذيرات في وقت كانت قيمة الليرة السورية فيه تعادل 2300 مقابل الدولار الواحد، أي كانت أقوى بقرابة الضعف مما هي عليه اليوم.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :