أدت حوادث المرور في عام 2020 إلى مقتل 35 شخصًا في مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمالي سوريا، حسب إحصائية حصلت عليها عنب بلدي من “الدفاع المدني السوري”.
واستجابت فرق “الدفاع المدني” لأكثر من 1076 حادث سير خلال 2020 في مناطق سيطرة المعارضة، بمعدل نحو ثلاثة حوادث يوميًا.
بينما استجابت الفرق لـ112 حادثًا من بداية 2021 حتى 10 من آذار الحالي، أدت إلى مقتل شخصين وإصابة 137 شخصًا.
أسباب الحوادث متكررة
تنوعت أسباب الحوادث، منها ما يعود للسائقين نتيجة السرعة الزائدة وعدم ترك مسافة أمان بين السيارات، أو ترك أفضلية مرور على الطرقات الفرعية.
كما أن الكثيرين ممن يقودون الدراجات النارية والسيارات غير مؤهلين لقيادتها، وتحت سن 18 سنة (السن القانونية الدولية لقيادة المركبات).
وهناك أسباب أخرى تعود للبنية التحتية، مثل الحفر في الطرقات والمطبات العالية، وسوء التنظيم، والازدحام، إضافة إلى حوادث نتيجة الأحوال الجوية، بحسب مدنيين التقت بهم عنب بلدي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وقال مدير المكتب الإعلامي في المديرية الجنوبية لـ”الدفاع المدني” محمد حمادة، في حديث إلى عنب بلدي، إن الشمال السوري شهد خلال الفترة الماضية ارتفاعًا واضحًا بالنسبة لحوادث السير، لا سيما في ظل الظروف الجوية السائدة.
وبحسب حمادة، تعتبر رداءة الطرقات التي تعرضت لقصف مكثف من قبل النظام وروسيا أحد أهم أسباب تلك الحوادث، إضافة إلى غياب قوانين المرور، والحمولة الزائدة للسيارات وخاصة الشاحنة منها، والكثافة السكانية العالية في المنطقة.
ونوه حمادة إلى الاعتماد بشكل كبير على الطرقات الفرعية والجبلية من قبل الأهالي، وهي طرقات غير مجهزة لتخديم أعداد كبيرة من المدنيين، لا سيما بعد سيطرة النظام وروسيا على مناطق مختلفة وقطع طرق رئيسة.
جهود من السلطات المحلية لتقليل الحوادث
اتخذت السلطات المحلية إجراءات للحد من حوادث المرور، إلا أنها لم تحقق نجاحًا كبيرًا في معظم الجوانب .
رئيس فرع مرور إدلب، الملازم أول محمد الخضر، أوضح لعنب بلدي أن فرع المرور التابع لوزارة الداخلية في حكومة “الإنقاذ” يوزع الدوريات المرورية الراجلة، والدراجات النارية المرورية، وسيارات الضابطة على جميع الدوارات والتقاطعات والشوارع المزدحمة ضمن الأسواق.
وتعمل هذه الدوريات على تنظيم حركة السير، ومنع الازدحامات المرورية، وإرشاد السائقين وتحذيرهم من السير بالاتجاهات المعاكسة، والسير أو الوقوف العشوائي في الأسواق.
و”تقمع” دوريات الضابطة بعض المخالفات الخطرة المسببة للأذى وحوادث السير، كالمرور بعكس اتجاه السير، وقيادة الدراجات النارية برعونة، وتهور وتسليم الدراجات لأطفال صغار دون سن 16.
ولدى فرع المرور قسم تحقيق مختص بتنظيم ضبوط الحوادث المرورية فور الإعلام عنها، كالتحفظ على الأليات المصطدمة، ورسم مخطط الحادث، وضبط أقوال الأطراف وإحالة الضبط إلى مرجعه المختص.
وتحاول وزارة الداخلية في “الإنقاذ” إنشاء وحدات شرطية مرورية جديدة، كمركز شرطة مرور سرمدا ومخفر مرور سلقين ومفرزة مرور حزانو، شمالي إدلب.
وكان رئيس فرع المرور في إدلب، الرائد أحمد فواز الحموي، قال في كانون الثاني 2020، إن فرع مرور إدلب يتألف من أربعة أقسام أساسية، والقسم الرئيس هو العمليات، ويعتبر العمود الفقري للفرع، ويضم ثلثي العناصر، ودوره تنظيم حركة السير وضبط المخالفات المشاهَدة.
ويبلغ عدد عناصر فرع المرور نحو 100 عنصر، موزعين على عدة أقسام، ولكل منها مهمة خاصة، وأغلب عناصر الفرع هم شرطة منشقون عن النظام السوري، ويُستفاد من خبراتهم حسب اختصاصهم، وفق الحموي.
–