صليب و12 قاربًا.. تحف فنية تجول بريطانيا للتذكير بمحنة اللاجئين

  • 2021/03/15
  • 3:36 م

حصل المتحف البريطاني في لندن على "صليب لامبيدوزا" قبل خمس سنوات (المتحف البريطاني)

يجول “صليب لامبيدوزا”، وهو صليب مصنوع من حطام قارب للاجئين انقلب في البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب 12 قاربًا، المتاحف والمعارض الفنية الإنجليزية في وقت لاحق من العام الحالي، لتشجيع النقاش والتفكير في محنة المهاجرين.

والصليب، الذي حصل عليه المتحف البريطاني في لندن قبل خمس سنوات، صنعه النجار فرانشيسكو توتشيو في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، بالقرب من الساحل التونسي، في أعقاب “مأساة” قارب انقلب في تشرين الأول 2013، بحسب ما نقلته صحيفة “الجارديان” البريطانية، مساء الأحد 14 من آذار. 

وكان القارب يقل 466 لاجئًا من الصومال وإريتريا عندما اشتعلت فيه النيران وانقلب ما أدى إلى غرق 311 شخصًا، ونُقل الناجون إلى كنيسة في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.

وصنع النجار صليبًا من حطام القارب لكل من الناجين البالغ عددهم 155 شخصًا، والعديد من الصلبان الأكبر حجمًا كرموز للمجتمع.

وذكرت الصحيفة أن الصليب سيزور مدن مانشستر وهاستينغز وديربي وإيبسويتش وبريستول وروتشست، حيث سيكون متاحًا للمشاهدة في أماكن مثل المتاحف والمعارض الفنية والكاتدرائيات، على سبيل الإعارة من المتحف البريطاني.

وقال مدير “المتحف البريطاني”، هارتويغ فيشر، في تصريح نقلته الصحيفة، إن “خشب الصليب هو تذكير بالمرور، ليس فقط بهؤلاء اللاجئين الضعفاء الذين رهنوا كل شيء على متن القوارب، لتكون قادرة على نقلهم بأمان، ولكن بالبشر في جميع الأنحاء، الذين لجؤوا إلى رحلات مماثلة محفوفة بالمخاطر”.

وسيرافق الصليب عرض لـ12 قاربًا مصغرًا مصنوعًا من “واقيات الطين” للدراجات الهوائية معادة التدوير، ومليئة بأعواد ثقاب محترقة، تمثل الأشخاص الذين يقومون بالعبور المحفوف بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط ​​من شمال إفريقيا إلى أوروبا.

وهذه القوارب من عمل الفنان السوري عصام كرباج، وهي جزء من سلسلة بعنوان “Dark Water.. Burning World” (مياه داكنة.. عالم محترق).

ولد عصام كرباج في سوريا وتدرب في معهد الفنون الجميلة بدمشق ومعهد “ريبين” للفنون الجميلة والعمارة في سان بطرسبرج ومدرسة “ويمبلدون” للفنون في بريطانيا.

ويقيم كرباج في كامبريدج منذ عام 1990، وكان فنانًا مقيمًا وزميلًا في كلية “المسيح” حيث يعمل الآن في مجال الفنون، بحسب موقعه الرسمي.

وقال الفنان عصام كرباج، إن “السوريين الذين عبروا البحر الأبيض المتوسط في قوارب واهية كانوا يائسين للهروب من الدمار في وطنهم”.

وأضاف أن “أعواد الثقاب المحترقة في القوارب تعكس الصدمة التي يحملها هؤلاء النساء والأطفال والرجال معهم، بينما تحمل مادة الريزن (مادة تستخدم في الأعمال الفنية) الشبيهة بالمياه هذه الأعواد المحترقة معًا، تمامًا كما نربط ونحمل وندعم بعضنا بعضًا في أوقات اليأس”.

ومن المحتمل، بحسب الصحيفة، أن تعقد الأماكن التي تعرض “صليب لامبيدوزا” وقوارب كرباج ورشات عمل ومحادثات حول تجارب المهاجرين وكيف استجابت المجتمعات.

وتواجه المملكة المتحدة انتقادات بعدم إعادتها توطين أي لاجئ منذ نيسان 2020، مع قرب انتهاء برنامجها لإعادة التوطين في آذار الحالي، ما يعني أن بريطانيا ستفقد قدرتها على إعادة توطين اللاجئين مستقبلًا.

وقال “مجلس اللاجئين” في بريطانيا، في كانون الثاني الماضي، “بدأت الوكالات المشاركة في إعادة توطين اللاجئين ومن ضمنها (مجلس اللاجئين) بإنهاء عمليات إعادة التوطين، وأصبحت هناك زيادة في عدد الموظفين والخبراء المختصين في الوكالات الراعية لبرامج إعادة التوطين”.

وتحدث المجلس عن إطلاق برنامج “VPRS” لإعادة توطين الأشخاص المستضعفين (السوريين) عام 2015، الذي جعل المملكة المتحدة رائدة على مستوى العالم في إعادة توطين اللاجئين، داعيًا إلى الالتزام بإعادة توطين عشرة آلاف لاجئ سنويًا، بمجرد أن تسمح الظروف بذلك.

وذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، في 10 من كانون الأول 2020، أن وزراء المملكة المتحدة غيّروا قواعد الهجرة دون ضجيج، لمنع الواصلين إليها عبر دولة ثالثة آمنة من الحصول على حق اللجوء.

وتمنع التعديلات الجديدة على قواعد الهجرة البريطانية طالبي اللجوء من القدرة على تقديم طلباتهم في المياه الإقليمية للمملكة أيضًا.

وبموجب التعديلات، ستكون المملكة المتحدة قادرة على ترحيل طالبي اللجوء إلى البلدان الثالثة التي وصلوا منها، أو إلى أي دولة أخرى توافق على استقبالهم.

وأطلقت حكومة المملكة المتحدة خطة إعادة توطين الأشخاص المستضعفين للمواطنين السوريين، في 25 من آذار 2014، استجابة للأزمة السورية، بهدف جلب 20 ألف لاجئ بحلول عام 2020، وبحلول تشرين الأول 2020، تم جلب أكثر من 19750 شخصًا.

مقالات متعلقة

حقوق الإنسان

المزيد من حقوق الإنسان