التلغراف: وسط تردد الغرب بوتين ينفذ خطته في سوريا

  • 2015/09/25
  • 6:53 م

لا شيء يوضح الفراغ الكبير داخل عملية صنع السياسات الحكومية بشأن قضية شائكة مثل الوضع في سوريا، أكثر من عدم قدرتها على التعامل مع التحدي الكبير الذي يشكله التدخل العسكري للرئيس بوتين دعمًا للنظام السوري.

وكما شاهدنا في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا، لا يخجل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من استخدام القوة العسكرية عندما يناسب الأمر جدول أعماله الجغرافية السياسية.

ومع وقوف نظام الرئيس بشار الأسد على حافة الانهيار، قرر الرئيس الروسي بشكل جلي نشر طائرات حربية روسية وعربات مدرعة لمنع العاصمة السورية من السقوط في أيدي “الدولة الإسلامية”، بالرغم من النتائج التي سيكون لها أثر على المنطقة.

التدخل الدرامي لروسيا في الصراع، من خلال تهديد بوتين بتوجيه ضربات للتنظيم خلال أيام، سيكون بمثابة دعوة لإيقاظ العديد من الدول الغربية كبريطانيا التي فترت استجابتها للأزمة في سوريا خلال العامين الماضيين، واقتصر موقفها على مواجهة تنظيم “الدولة”.

الذكرى السنوية الأولى لعمليات التحالف ضد “الدولة”

يصادف هذا الأسبوع الذكرى السنوية الأولى للهجوم الجوي الذي تشنه قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم “الدولة”، والتي تشكل القوة الجوية الملكية في بريطانيا ثاني أكبر عنصر فيها.

ولكن لم ينتج عن هذه الحملة سوى سيطرة التنظيم على مزيد من الأراضي وتجنيده العديد من المقاتلين أكثر من الوقت نفسه من العام الماضي.

وبالإضافة إلى ذلك، تظهر حقيقة أن بوتين يشعر أنه قادر على الشروع في مغامرة عسكرية جديدة، بينما يواجه إدانة عالمية لتصرفاته في أوكرانيا والتي لم تخفّ حدتها، ويبدو أنه في ظل غياب القدرة الغربية الحازمة أكثر من سعيد لسد الفراغ.

أحد الأسباب الرئيسية هي أن السياسيين البريطانيين كافحوا لصياغة “رد فعال” تجاه الأزمة السورية، ولم يكونوا قادرين على العمل خارجه وهو هل يجب عليهم استهداف نظام الأسد أم تنظيم “الدولة”، أم كليهما؟.

هذا الخلط جعل ديفيد كاميرون يخسر تصويت مجلس العموم قبل عامين عندما رفض أعضاء البرلمان خططًا لقصف الأسد، ولكن السيد بوتين كان واضحًا، باعتبار أن التنظيم يشكل تهديدًا أكبر بكثير لوجودنا وينبغي توجيه الجهد العسكري بشكل رئيسي ضد “المتعصبين الإسلاميين” بدلًا من الرئيس السوري.

المسشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أشارت أمس إلى أنها دعمت موقف روسيا على أنه يجب تضمين الأسد في أي عملية للتفاوض على مستقبل سوريا.

قد يكون هذا الطرح صعبًا لأولئك السياسيين الذين طالبوا باستمرار برحيل الأسد، لكن من حيث هزيمة تنظيم “الدولة” قد يكون الخيار الوحيد.

نشر في صحيفة التلغراف 25 أيلول وترجمته عنب بلدي، لقراءة المقال باللغة الإنكليزية من المصدر اضغط هنا.

مقالات متعلقة

صحافة غربية

المزيد من صحافة غربية