تعتمد فصائل المعارضة في منطقة إدلب شمال غربي سوريا سياسة القنص على خطوط التماس مع قوات النظام السوري، التي تبادلها هذه السياسة بمحاولات تسلل على أكثر من محور.
وقتل عنصر من قوات النظام السوري، صباح اليوم الأحد 14 من آذار، برصاص قناصة “هيئة تحرير الشام” بريف إدلب الجنوبي.
وأفاد مراسل عنب بلدي في المنطقة، أن “الهيئة” المنضوية في غرفة عمليات “الفتح المبين”، قنصت عنصرًا للنظام على محور البريج في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وتضم “الفتح المبين” “هيئة تحرير الشام”، و”جيش العزة”، و”الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، وهي مسؤولة عن إدارة العمليات العسكرية في إدلب وأرياف حلب الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي وحماة الشمالي.
آخرون في مرمى القناصات
يضاف إلى مقتل العنصر المذكور، 11 آخرين برصاص قناصات الفصائل، منذ بداية آذار الحالي، بحسب ما أوضح “المرصد 80” الذي يرصد التحركات العسكرية في المنطقة لعنب بلدي.
وفصّل المرصد توزع القتلى بعمليات القنص، إذ قتلت قناصات فصيل “أنصار التوحيد” (فصيل مستقل لا يتبع لأي غرفة عمليات)، عسكريين اثنين في محور الدار الكبيرة جنوبي إدلب.
إضافة إلى مقتل ستة آخرين على محور قرية معارة موخص في محيط كفرنبل، بقناصات “تحرير الشام”.
وأضاف المرصد أن “تحرير الشام” قنصت أيضًا ثلاثة عناصر آخرين على محور آفس بريف إدلب الشرقي.
قنص بدقة
وكان فصيل “أنصار التوحيد” أظهر في إصدار مرئي رصدته عنب بلدي، حمل اسم “من حيث لا يشعرون” في 10 من شباط الماضي، وجود سرايا مخصصة للقنص، تنتقي مناطق ونقاطًا محددة لإطلاق النار، وتحصنها لحماية القناص، مستفيدة من أهمية التضاريس خاصة الجبلية في عملية التمويه.
وفي 20 من شباط الماضي، أوضح أحد القناصين في الفصيل لعنب بلدي، أن السرايا تحدد الهدف الأهم لبنك الأهداف المتوفر أمامها، “فالضابط أو قائد المجموعة المستهدفة هو الشخص رقم واحد في الهدف”، وفق حديثه.
وبين حينها، أن الأمور السابقة يحكمها شيء أساسي وهو الأهم بالنسبة للقناص، وهو سلامة عناصر المعارضة في نقاط التماس.
محاولات تسلل فاشلة
ولفت “المرصد 80” إلى أن عناصر النظام والروس حالوا التسلل أربعة مرات، منذ مطلع آذار الحالي، على عدة محاور تسيطر عليها الفصائل، موزعة في أرياف إدلب وحماة اللاذقية.
وأيضًا حاول النظام والروس التسلل مرتين على محور العنكاوي في سهل الغاب غربي حماة، ومرة واحدة في ريف اللاذقية الشمالي.
يضاف إلى ذلك محاولة تسلل واحدة على محور الباب شرقي حلب، وفق المرصد، الذي أكد أن جميع تلك المحاولات أحبطتها الفصائل.
كَر.. ضرب.. استطلاع وفر
بدوره أوضح المتحدث العسكري باسم “الجبهة الوطنية للتحرير” النقيب ناجي مصطفى، لعنب بلدي، أن عمليات التسلل التي ينفذها النظام وروسيا، تأتي على شكل عمليات كر وفر.
وأشار مصطفى اليوم الأحد 14 من آذار، إلى أن الهدف من هذه التحركات تحقيق ضربات نوعية للفصائل، بالإضافة إلى استكشاف المنطقة، ثم الانسحاب، مستبعدًا أن يكون الهدف من هذه العمليات إحراز تقدم وسيطرة في الوقت الحالي.
وقال النقيب إن الفصائل العاملة في المنطقة، “منذ أعلنت جاهزيتها الكاملة للتصدي للنظام، أفشلت جميع عمليات التسلل التي نفذتها قوات النظام وروسيا على محاور جبل التركمان وسهل الغاب وجبل الزاوية، وكبدناهم الكثير من الخسائر في الأرواح والعتاد، من دون أن تحرز أي تقدم في مناطقنا”.
خروقات مستمرة
وتخضع محافظة إدلب لاتفاق “موسكو”، الموقع بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الذي نص على إنشاء “ممر آمن”، وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي (M4)، تبدأ من بلدة الترنبة (شرق إدلب) وحتى عين الحور (غرب إدلب) آخر منطقة تحت سيطرة فصائل المعارضة.
ولم يتوقف قصف قوات النظام من أماكن تمركزها على جبل الزاوية منذ بداية اتفاق “خفض التصعيد”، رغم عودة نسبة من أهالي ريف إدلب الجنوبي إلى مناطقهم على خطوط التماس.
ووثق “الدفاع المدني” مقتل 118 شخصًا في شمال غربي سوريا، بقصف قوات النظام وروسيا، منذ إقرار الاتفاق في آذار وحتى نهاية عام 2020.
وفي حديث سابق إلى عنب بلدي، قال النقيب ناجي مصطفى، إن قوات النظام تحاول تخريب اتفاق “وقف إطلاق النار”، الساري منذ آذار من عام 2020، وإن الفصائل تتجهز لجميع الاحتمالات، ولا تثق بالقوات الروسية، وتدرب المقاتلين على تكتيكات عديدة ومتنوعة في المعارك لصد أي أعمال عسكرية لقوات النظام وروسيا.