لا يكاد يمضي يوم دون المرور بأخبار عن تطبيق دردشة صوتية جديد يدعى “كلوب هاوس” (Clubhouse) الذي لا يمكن استخدامه إلا على هواتف “آيفون” من خلال دعوة، وينتظره مستخدمو نظام “أندرويد” قريبًا.
“كلوب هاوس” تطبيق يشبه البث الصوتي بشكل مباشر، ويتيح للمستخدمين مشاركة أفكارهم وبناء صداقات من دول مختلفة، باستخدام مقاطع صوتية بدلًا من المنشورات النصية أو الكلام المرئي المكتوب.
تاريخ التطبيق
ظهر التطبيق بداية عام 2020، ثم انتشر خلال جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) تزامنًا مع تقليل التواصل الاجتماعي المباشر في مكان واحد.
يمكن استخدام التطبيق بمجرد الدعوة للانضمام إليه، بعد التسجيل عبر الموقع الرسمي باستخدام رقم الهاتف، ثم يمكن بدء المحادثة أو الاستماع إليها في “الغرفة الرقمية”، وتكون محادثة كبيرة مشرفها شخص مشهور أو مجموعة أصدقاء صغيرة.
يعمل “المضيف” مشرفًا للمحادثة، ويمكن لمن في الغرفة رفع أيديهم افتراضيًا وتشغيل الميكروفون للتحدث، وعادة ما يكون بين القائمة رجال أعمال وتقنيون ومشاهير من مختلف دول العالم.
يشبه التطبيق في طريقة الحديث برامج دردشة سابقة لأجهزة الكمبيوتر كانت توفرها مقاهي الإنترنت في سوريا.
طريقة عمل “كلوب هاوس”
عند التسجيل في التطبيق والحصول على حساب فيه، يستطيع المستخدم تحديد المواضيع التي يرغب بالمشاركة فيها، سواء كانت اجتماعية، أو ترفيهية، أو اقتصادية، ليقدم الغرف المتعلقة.
تقوم فكرة الغرف الافتراضية على الاجتماعات المغلقة والندوات العامة، ويمكن إنشاء غرفة خاصة أو الانضمام إلى حوار عام والاستماع إليه مباشرة.
ومن مزايا التطبيق أن الشخصيات جميعها حقيقية، كما أن المشاركات الصوتية لا تحفظ، وتختفي بخروج المشارك من الغرفة، ما يزيد الخصوصية، لكن يمكن تسجيل المحادثات بوسائل خارجية، كهاتف ثانٍ أو جهاز تسجيل.
سر نجاح التطبيق
لا يخلو التطبيق من العيوب كمعظم التطبيقات الأخرى، وخاصة الفجوات الأمنية التي يحاول مطوروه سدها عبر التحديثات، لكن هناك عوامل أخرى انفرد بها التطبيق واستطاع تحقيق نجاح من خلالها ومن أبرزها:
– الخطة التسويقية نوعية، وأساسها دعوة المشاهير وكبار مديري عالم التقنية لاستخدامه بما أنه محدد فقط للمدعوين من خلاله، ما دفع كثيرين لتسميته “نادي الأثرياء السري”.
– شهرته الحقيقية والزيادة المفاجئة في عدد مستخدميه يرجع إلى مؤسس شركة “تسلا” إيلون ماسك في محادثة مطولة مع الرئيس التنفيذي لتطبيق “روبن هود” فلاد تينيف، في غرفة محادثة عبر “كلوب هاوس”.
– استخدمه إيلون ماسك بداية شباط الماضي، وتحدث فيه عن عدة أمور تبدأ بحياته الخاصة والأفلام والكتب التي ألهمته وتنتهي بمشاريع شركاته، الأمر الذي شجع العديد من المستخدمين على تقديم طلب الانضمام للتطبيق لسماع حديث رجل الأعمال القادم من المستقبل.
– الحرية التي يوفرها لمستخدميه لنقاش مواضيع مختلفة دون قيد أو رقابة، على عكس “فيس بوك” الذي أعلن عن نيته الحد من المحتوى السياسي على منصته.
– زادت شهرة التطبيق أكثر بسبب سياسة الخصوصية الجديدة بالتزامن مع أزمة خصوصية يمر بها تطبيق “واتساب”، ومحاولة المستخدمين إيجاد بدائل جديدة.
– حب المستخدمين لتجربة الأشياء الجديدة، إذ يدفع الحديث عن التطبيق بطريقة مثيرة إلى تجربة المستخدمين له.