بعد رفع رسوم التسجيل.. سائقو السيارات في الحسكة مستاؤون
الحسكة – مجد السالم
بنسبة 100% ارتفعت رسوم تسجيل المركبات في المناطق الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية”، في شمالي وشرقي سوريا، في 28 من شباط الماضي، وكذلك ازداد استياء أصحاب العربات المتضررين.
يمتلك خالد محمد سيارة من نوع “كيا 2011″، يعتمد عليها في تأمين رزقه، وكان يدفع رسومًا بقيمة نحو 30 ألف ليرة سورية (7.5 دولار) سنويًا، أما الآن فهو مضطر لدفع 60 ألفًا (15 دولارًا)، ومع التكاليف “المرتفعة” التي يتحملها من صيانة ومحروقات، والتي تثمّن كلها بالدولار، لا يتبقى شيء من مردودها ليعول أسرته.
وضرب خالد، في حديث إلى عنب بلدي، مثلًا بتكلفة تبديل زيت المحرك، التي تصل إلى 50 ألف ليرة سورية (12.6 دولار)، وبطارية السيارة مئة أمبير، التي تكلف مئتي ألف ليرة (50.6 دولار).
ضرائب لا تُترجم على الأرض
انتقد رشيد، سائق عربة لنقل الركاب في الحسكة، تدهور حالة الطرقات في المحافظة بشكل عام، مشيرًا إلى حفر وتكسر في مادة الأسفلت على الطريق الحيوي الذي يربط ناحية القحطانية بريفها الجنوبي، والذي ما زال على حاله منذ تسع سنوات دون إصلاح، على الرغم من الضرائب والرسوم والمخالفات المرورية “المرتفعة” التي تفرضها “الإدارة الذاتية”.
ووصف رشيد لعنب بلدي القرار بـ”الظالم، وأنه “لا يراعي التدهور المستمر في الوضع المعيشي”، ولا يأخذ في الحسبان ارتفاع تكاليف الصيانة للمركبات، التي أصبحت “مرهقة جدًا”، وتستهلك معظم ما يوفره السائق من عمله عند أي عطل أو صيانة.
إذ يكلف تبديل الإطارات مئة دولار، وفي حين كان يطالَب السائقون بزيادة تعرفة الركوب، جاءت زيادة رسوم التسجيل “مفاجئة”، بعد توقف سائقي عدة خطوط في مدينتي القامشلي والحسكة، خلال شباط الماضي، عن العمل احتجاجًا على انخفاض التعرفة.
وأضرب قسم من سائقي خط القامشلي- المالكية، البالغ طوله نحو 94 كيلومترًا، عن العمل، لدفع “الإدارة” إلى زيادة تعرفة الركوب المحددة بـ800 ليرة سورية إلى 1500 ليرة، وهو ما لم تتم الاستجابة إليه حتى الآن، حسبما رصدت عنب بلدي.
رسوم جمركية مرتفعة
يأتي قرار زيادة رسوم تسجيل المركبات على الرغم من الرسوم الجمركية التي تفرضها “الإدارة”، والتي تتراوح بين 500 دولار وثمانية آلاف دولار، حسب نوع وطراز وتاريخ تصنيع المركبة.
وجميع المركبات التي تستورد إلى مناطق سيطرة “الإدارة” تأتي من إقليم شمال العراق، وهي ذات منشأ أوروبي، وتدخل عبر معبر “سيمالكا” في المالكية، حيث تتراوح أسعارها بين خمسة آلاف دولار و20 ألفًا، تبعًا لنوع المركبة وتاريخ التصنيع، حسبما رصدت عنب بلدي في معارض السيارات بالقامشلي.
وبحسب إحدى فواتير الاستيراد الصادرة من “مديرية الجمارك” في المعبر، والتي اطلعت عليها عنب بلدي، تبلغ قيمة الرسم الجمركي 1200 دولار على سيارة “جيب سياحي” موديل 2012، و1300 دولار على “جيب سياحي” موديل 2013، و1400 دولار على “جيب سياحي” موديل 2014.
ليس للزيادة.. بل للتراجع عن التخفيض
علمت عنب بلدي من أحد الموظفين العاملين في “مديرية المواصلات” بالقامشلي أن هذا القرار بمثابة “تراجع وتصحيح” عن خطوة سابقة، بتخفيض رسوم التسجيل “لتحقيق دخل إضافي للمديرية، وتنفيذ مشاريع تخدم قطاع المواصلات”، على حد قوله، “مثل صيانة وإصلاح الطرقات وعمليات الإنارة وتعمير المنصفات الطرقية”.
وكانت رسوم تسجيل المركبات تبدأ من 20 ألف ليرة سورية وحتى 175 ألف ليرة كحد أقصى، وذلك حسب نوع وطراز المركبة وتاريخ تصنيعها، حتى 8 من حزيران عام 2020، حين أعلنت “الإدارة” عن تخفيض رسوم تسجيل المركبات ليصبح أقصى حد للرسوم 60 ألفًا، مع تخفيض الضريبة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :