استشهد المنتج الموسيقي إيان برينان، الحائز على جائزة “غرامي”، بالمغني السوري الشعبي عمر سليمان، كمثال لأعظم أنواع الموسيقى في العالم.
وقال برينان، في مقالة نشرتها صحيفة “الجارديان” البريطانية وترجمتها عنب بلدي، الخميس 11 من آذار، إن التقديرات تشير إلى أن سليمان أصدر أكثر من 500 ألبوم في الشرق الأوسط.
وأضاف الكاتب أن الحرب التي تمزق سوريا، تضيف منذ عقد من الزمن طبقة أخرى من العمق إلى أعمال سليمان، عبر الحفلات الإلكترونية الحديثة.
ويرى الموسيقي أن روح الدعابة والفكاهة في موسيقى عمر وصلت بقوة إلى عشاق الموسيقى البديلة في جميع أنحاء العالم، خاصة عند عشاق الموسيقى الإلكترونية.
خلال السنوات الماضية، برز نجم عمر سليمان من خلال الموسيقى الشعبية والكلمات الفكاهية في أغانيه.
أبرز أغانيه التي حظيت باستماع ملايين عبر “يوتيوب” أغنية “ورني” و”أسمر” و”سلمت قلبي بإيدك”.
ولم يكن عمر سليمان يتوقع أن تشكل هجرته القسرية، نتيجة الحرب، من قريته رأس العين في الحسكة السورية ممرًا له للعبور إلى طريق الشهرة العالمية، وأن تصبح أغانيه الشعبية ولباسه الفلكلوري ظاهرة تجتاح أوروبا وتحتفل بها أبرز وسائل الإعلام الغربية.
واستطاع سليمان جمع الحشود الغفيرة وسط موسيقى صاخبة وأضواء كاشفة، كالنجوم العالميين.
https://www.youtube.com/watch?v=0mbEy399YpM
عمر سليمان الذي وقف إلى جانب كبار المغنين الغربيين في حفل توزيع جائزة “نوبل” للسلام في أوسلو 2013، تحول من مطرب شعبي في الأعراس السورية إلى ظاهرة غنائية اكتسبت شهرة كبيرة على المواقع العالمية بعد انتشار أغانيه المصوّرة على “يوتيوب”.
الآلاف حول العالم نشروا تعليقات تشيد بالموسيقى التي يقدمها وبأدائه، إلى جانب مظهره غير المألوف للغرب، وهو اللباس العربي التقليدي.
استطاع سليمان من خلال لهجته الخاصة السورية الشرقية، إضافة إلى بعض الكلمات الكردية، أن يحظى بإطراء من الموسيقي البريطاني الشهير دامون البارن، وباهتمام الصحف الغربية التي أطلقت ألقابًا عديدة عليه، منها “الرجل الأكثر استرخاء في الكون”، و“نجم التكنو”، في إشارة إلى اعتماد سليمان في أغانيه على موسيقى “التكنو”.
وتعاون سليمان مع مغنين عالميين لتسجيل أغانٍ مثل أغنية “كريستالاين” مع المغنية المشهورة “بيورك”، واستعانت به فرق موسيقية عالمية، مثل فرقة “ا سي دي سي” الأسترالية وغيرها.
ولا تخلو أعمال سليمان من النقد، إذ اعتبر البعض أن سليمان لا يمثل الموسيقى والفن السوري الذي خرّج للعالم موسيقيين وفنانين أمثال مالك جندلي وصباح فخري، ومنهم مدونة “الباحثون السوريون” التي اعتبرت في وقت سابق أن عمر سليمان يشوّه الفن السوري، وما يقدمه هو عبارة عن تراث المنطقة التي نشأ بها ويقوم بتشويهها بأسلوبه.
بالمقابل، هناك شريحة واسعة من السوريين ترفض المساس بسليمان، وتطرب عند سماعه وتعتبره فنانًا سوريًا يدخل الفرحة إلى القلب عن طريق الدبكة الشعبية.
–