في أول ظهور له، التقى مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، بالأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في 5 من آذار الحالي، وذلك بعد نحو أسبوعين من تقديم أوراق اعتماده.
وأصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في 22 من تشرين الثاني 2020، مرسومًا سمّى بموجبه السفير بسام الصباغ مندوبًا دائمًا لسوريا في الأمم المتحدة في نيويورك، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وتأخر وصول صباغ إلى نيويورك، بسبب “إجراءات روتينية متعلقة باستصدار الوثائق التي تتيح له ممارسة مهامه في مقرات الأمم المتحدة”، إذ واجه النظام مشكلات في تأمين “تأشيرات” الدبلوماسيين، بحسب ما قالته مصادر على اطلاع بهذه الإجراءات لعنب بلدي.
ويعتبر صباغ، الذي نُقل من فيينا إلى نيويورك، “خبير علاقات متعددة” في الأروقة الدبلوماسية، أي في العمل داخل أروقة الأمم المتحدة تقنيًا، بحسب ما قاله في وقت سابق، الاستشاري والدبلوماسي السوري السابق والزميل الباحث في مركز “عمران للدراسات” داني البعاج.
سفير رواية النظام عن الكيماوي
في 11 من آذار 2020، دعا صباغ الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة (وكان حينها مندوب سوريا فيها) إلى “تغيير نهجها”، مشددًا على ضرورة “حياديتها واستقلالها” بما يعيد الثقة بالتقارير التي ستصدر عن فرقها مستقبلًا، على حد قوله.
وأشار صباغ إلى توالي التسريبات المتصلة بتقرير بعثة تقصي الحقائق حول ما حصل في دوما، بريف دمشق، مضيفًا أن هناك وثائق داخلية ورسائل متبادلة بين موظفي الأمانة الفنية تكشف “تحريفًا للحقائق وتلاعبًا بالمعلومات”.
في 16 من نيسان 2020، أكد صباغ أن تقرير “فريق التحقيق وتحديد الهوية” الذي أصدرته الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في 8 من نيسان 2017، تضمّن استنتاجات “خاطئة استندت إلى معلومات مزيفة ومفبركة” بهدف تزوير الحقائق، نافيًا استخدام الحكومة السورية مواد كيماوية سامة في حوادث ببلدة اللطامنة في محافظة حماة.
في 6 من الشهر الحالي، نقلت “سانا” أن الأمين العام للأمم المتحدة طلب “نقل تحياته الحارة إلى السيد الرئيس بشار الأسد”، وذلك خلال تسلمه أوراق اعتماد صباغ.
ولكن موقع الأمم المتحدة الذي نقل الخبر لم يورد ذلك، ووصف الزيارة بأنها “زيارة مجاملة” وجاءت بعد تسليم أوراق اعتماد صباغ إلى الأمانة العامة بنحو أسبوعين، وذلك خلافًا لسفراء آخرين سلموا أوراق اعتمادهم إلى غوتيريش مباشرة.
إثباتات تدين النظام السوري
عشرات التقارير التي أصدرتها منظمة “حظر الأسلحة الكيماوية” حول استخدام السلاح الكيماوي في سوريا لاقاها النظام وحلفاؤه بالاستنكار والنفي وتجاهل الأدلة.
تنص اتفاقية “حظر الأسلحة الكيماوية” على أن تتعهد كل دولة طرف فيها بألا تقوم باستحداث أو إنتاج الأسلحة الكيماوية أو حيازتها بطريقة أو بأخرى، أو تخزينها أو الاحتفاظ بها، أو نقل الأسلحة الكيماوية بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى أي كان، بالإضافة إلى عدم استعمالها أو القيام بأي استعدادات عسكرية لاستعمالها، أو مساعدة أو تشجيع أو حث أي كان بأي طريقة على القيام بأنشطة محظورة على الدول الأطراف بموجب الاتفاقية.
في نيسان 2020، حمّل تحقيق أجرته منظمة حظر الأسلحة الكيماوية سلاح الجو التابع للنظام مسؤولية سلسلة من الهجمات الكيماوية باستخدام غاز السارين والكلور، في أواخر آذار 2017، على بلدة اللطامنة بريف حماة.
كما قال مدير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، في تشرين الأول 2020، إن النظام السوري فشل في الوفاء بمهلة 90 يومًا المحددة في تموز 2020 للإعلان عن الأسلحة المستخدمة في الهجمات على اللطامنة والكشف عن مخزون الكيماوي.
مهماته خارج سوريا
عمل بسام صباغ خارج سوريا مستشارًا سياسيًا في البعثة الدائمة للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك في الفترة من 2001 إلى 2006
وشغل منصب سكرتير ثانٍ بالسفارة السورية في واشنطن خلال الفترة من 1995 إلى 2000.
وكان الصباغ الممثل الدائم لسوريا لدى مكتب الأمم المتحدة في فيينا، وسفير النمسا وسلوفاكيا وسلوفينيا من 2010 إلى 2020.
وشغل منصب مندوب سوريا الدائم في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، ومكتب الأمم المتحدة المختص بالمخدرات والجريمة (UNODC).
أحدث مواقف صباغ
في أول خطاب له أمام مجلس الأمن الدولي، في 4 من آذار الحالي، بدا نهج مندوب النظام السوري الجديد لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، مشابهًا لسلفه بشار الجعفري.
وأعاد صباغ خطاب الجعفري حول أن “سوريا أدانت مرارًا وتكرارًا استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل أي كان وفي أي مكان وتحت أي ظروف”.
ونفى استخدام سوريا الأسلحة الكيماوية، بحسب ما نقلته وكالة “سانا”.
في حين أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في 22 من شباط الماضي، أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه بدعم من روسيا، معتبرًا أن “الإفلات من العقاب غير ممكن”.
وأضاف أن روسيا قدمت “مساعدات دبلوماسية وعسكرية لسوريا لمواصلة هذا السلوك المدمر”، كما استخدمته لقتل المواطنين الروس.
وفشل النظام السوري بالتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية للكشف الكامل عن برنامج أسلحته الكيماوية وتدميرها بشكل يمكن التحقق منه.
ودعا بلينكن روسيا والنظام السوري إلى الامتثال لالتزاماتهما بموجب اتفاقية الأسلحة الكيماوية، بحسب ما قاله الوزير الأمريكي.
بسام صباغ
ولد بسام صباغ في 1 من كانون الثاني 1969 في حلب، وهو حاصل على الإجازة في الآداب من المعهد العالي للعلوم السياسية في سوريا عام 1990، ودرس العلاقات الدولية في جامعة “حلب” عام 1993.
وكان مديرًا مناوبًا في مكتب نائب وزير الخارجية من 2000 إلى 2001، ومسؤول مكتب في وزارة الخارجية بين عامي 1994 و1995.
ما بين 2006 و2010، كان صباغ رئيسًا لمجلس الوزراء في مكتب وزير الخارجية بدمشق.
–