انتقدت “الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا توسيع أحد سجونها في محافظة الحسكة يضم سجناء من تنظيم “الدولة الإسلامية”، معتبرة أنها خطوة غير كافية.
وقال نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في شمالي وشرقي سوريا، فنر الكعيط، اليوم الأربعاء 10 من آذار، إن تمويل مشاريع لتوسيع السجن خطوة “غير كافية” لوضع حل نهائي لملف عناصر تنظيم “الدولة”، بحسب ما نقلته وكالة “هاوار” المقربة من “الإدارة الذاتية”.
ودعا الكعيط إلى محاكمة سجناء تنظيم “الدولة”، موضحًا أن مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” تعرضت للهجمات، وبحاجة إلى تنمية من جميع الجهات وليس فقط السجون.
وتحدث عن مطالب بتشكيل محاكم مختلطة لمحاكمة عناصر التنظيم، تشارك فيها الدول التي لها رعايا ضمن التنظيم معتقلون وموجودون في مخيمات شمال شرقي سوريا.
وأشار إلى أن أطفال تنظيم “الدولة” سيكبرون يومًا بعد يوم، وبعضهم أبرياء مما ارتكبه التنظيم.
وتطرق الكعيط إلى بعض الأسباب التي تحول دون إنشاء محكمة دولية لمقاضاة المساجين، منها أن بعض الدول لديها قوانين لا تسمح بمحاسبة مرتكب جريمة خارج حدودها، بينما استغلت بعض الدول الفرصة لإسقاط الجنسية عن رعاياها.
ووُجهت نداءات إلى الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوربي من أجل الاطلاع على ملفات معتقلي وأسر وأطفال التنظيم، لإيجاد حل جذري لها، بحسب ما قاله الكعيط.
وفي 24 من شباط الماضي، أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا والعراق، عن توسعة “كبيرة للغاية” لسجن يضم أسرى التنظيم بمحافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا، بتمويل بريطاني.
وقال نائب قائد التحالف الدولي، الجنرال كڤين كابسي، حينها، إن التوسعة ستضاعف مساحة سجن “الصناعة” على أطراف حي غويران بمحافظة الحسكة، وهو سلسلة من ثلاثة مبانٍ مدرسية تم تحويلها لتضم نحو خمسة آلاف نزيل من أسرى تنظيم “الدولة”.
وأضاف كوبسي حينها أن اكتمال توسعة السجن المزدحم والمتداعي، سيجعله مطابقًا لمعايير لجنة “الصليب الأحمر الدولي”.
وتهدف التوسعة، كما أُعلن عنها، إلى السماح لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بالتحكم بشكل أفضل في المنشآت داخليًا، بحسب قائد قوات التحالف، بول كالفيرت.
وأوضح كالفيرت أن التوسعة ستتيح لعناصر “قسد” تفرقة السجناء بشكل أكبر، بهدف منع تأسيس “الشبكات التي تُبنى داخل السجون”.
في الوقت الحالي، يدخل عناصر من “قسد” أحيانًا لإجراء عمليات مسح للهواتف المحمولة وغيرها من المواد المهربة، ولكن كثافة النزلاء مقارنة بحراس السجن تجعل مثل هذه العمليات محفوفة بالمخاطر ونادرة نسبيًا.
وكان تنظيم “الدولة” وعد، منتصف كانون الثاني الماضي، عناصره المعتقلين في السجون بفك أسرهم قريبًا.
وحمل إصدار نشرته منصات تتبع للتنظيم أنتجته وكالة “حرب وإعلام” باسم “ما نسيناكم ولن ننساكم”، واطلعت عليه عنب بلدي، وعودًا بإخراج المعتقلين، معتبرًا أن ذلك بمثابة “فرض” على مقاتلي “الدولة”، بصوت المتحدث السابق باسم التنظيم، “أبو محمد العدناني”.
وفي أواخر كانون الثاني الماضي، نفذ معتقلون أعمال تمرد في سجن يضم عناصر من تنظيم “الدولة” في مدينة الشدادي جنوبي الحسكة التي تسيطر عليها “قسد”.
وكانت “الإدارة الذاتية” في شمالي وشرقي سوريا كشفت، في 6 من تشرين الأول 2020، عن وجود حوالي 19 ألف أسير من تنظيم “الدولة” في سجونها، بينهم 12 ألف سوري، وخمسة آلاف عراقي، وألفا أجنبي ينحدرون من 55 دولة.
–