حمص – عروة المنذر
بدأت الجمعيات الزراعية التابعة لاتحاد الفلاحين، بداية آذار الحالي، بصرف مستحقات الجرارات الزراعية المسجلة لديها، بعد تخفيض الكمية المخصصة لكل منها، واستبعاد الصغيرة منها (العزاقات) من جداول التوزيع.
وخفضت الجمعيات الفلاحية كمية المازوت المخصصة للجرارات الزراعية بشكل تدريجي خلال عام 2020، من 200 ليتر إلى 25 ليترًا من المازوت في الشهر، وأزالت الجرارات الصغيرة من برنامج الدعم منذ بداية شباط الماضي، ما كان له أثر على الزراعة في ريف حمص برفع أجور الحراثة وانتشار الآفات الزراعية.
فأر الحقل ينشط
مع تناقص مخصصات الجرارات من المازوت الزراعي، وارتفاع أسعار المازوت في السوق السوداء، وارتباط أسعار قطع الصيانة بسعر الدولار، الذي تجاوز سعر صرفه أربعة آلاف ليرة بداية آذار الحالي، رفع أصحاب الجرارات أجورهم لتصل إلى عشرة آلاف ليرة للدونم الواحد.
سومر وحود، أحد أصحاب الجرارات الزراعية، قال لعنب بلدي، إن الكمية المخصصة لجراره لا تكفيه للعمل في مزرعته، ويضطر لشراء المازوت من السوق السوداء التي وصل سعر الليتر فيها إلى 1500 ليرة.
وأشار إلى أن الجرارات تؤجَّر في المزارع الأخرى، بغية حراثة أراضي المزارعين الذين لا يملكون الآليات اللازمة، وكان لتخفيض المخصصات دور في رفع أجور الحراثة والنقل بعد زيادة الاعتماد على مازوت السوق السوداء.
ومع ارتفاع أجور الحراثة، اضطر أغلب المزارعين لتقليل عدد المرات التي يحرثون الأراضي فيها، ما ساعد على انتشار آفة فأر الحقل.
عبد المجيد، مهندس زراعي تحفظ على ذكر اسمه الكامل، قال لعنب بلدي، إن آفة فأر الحقل “تضاعفت” في المنطقة نتيجة قلة حراثة الأراضي، فالحراثة الدورية “تخرب بيوته وتمنعه من التكاثر”، وغياب برامج المكافحة الحكومية المنظمة فاقمت الأمر، فالمكافحة الفردية لا تكفي.
انخفاض مستمر للدعم
تحصر الجمعيات الفلاحية دعهما للجرارات النظامية فقط، التي دخلت عن طريق الحكومة والمسجلة في وزارة النقل بشكل رسمي، وتستثني الجرارات المدخلة إلى البلد عن طريق التهريب، أو غير المستوفية للرسوم والضرائب المستحقة عليها.
أحد أعضاء الجمعية الفلاحية في مدينة تلبيسة، تحفظ على ذكر اسمه لاعتبارات أمنية، قال لعنب بلدي، إن المنطقة تضم حوالي 130 جرارًا نظاميًا، وما يقارب 36 جرارًا مهربًا، وصلت عن طريق لبنان في السابق، حاول اتحاد الفلاحين استجرار دعم لها، لكن عدم وجود أي قيود لها في وزارة النقل حال دون ذلك.
وأشار عضو الجمعية إلى أن مخصصات الجرارات كانت عام 2020 في مثل هذا الشهر 150 ليترًا، ولـ”العزاقة” 60 ليترًا من المازوت المدعوم، وتناقصت الكمية شهرًا بعد آخر حتى وصلنا إلى هذه الحال، متوقعًا رفع دعم الوقود عن الجرارات خلال هذا الصيف إذا استمر الوضع على ما هو عليه كما حصل مع “العزاقات”.
يوسف الجاسم، أحد المزارعين في مدينة الرستن، قال لعنب بلدي، إن المخصصات من المازوت للجرار الزراعي تتلاشى شيئًا فشيئًا، ما سيزيد في تكاليف الإنتاج بالاعتماد على مازوت السوق الحرة.
وتوزع الجمعيات الفلاحية المازوت على المزارعين عن طريق إيصالات لكل جرار، تصرف من محطات وقود محددة، بسعر 180 ليرة سورية لليتر الواحد.
ويشرف على توزيع المحروقات المخصصة للدعم الزراعي الاتحاد العام للفلاحين، التابع لحزب “البعث”، وله فروع في المحافظات وجمعيات فلاحية في الأرياف، وتشكَّل الجمعيات الفلاحية من خلال انتخابات من المزارعين كل أربع سنوات.