حدد قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية، توماس سيلبي إليس الثالث، موعد محاكمة مقاتلَين بريطانيَّين من تنظيم “الدولة الإسلامية”، في كانون الثاني 2022، وهما متهمان بالضلوع في عمليات اغتيال وتصفية بحق صحفيين وعمال أجانب كانوا مختطفين في سوريا.
ومن المقرر أن تبدأ محاكمة شفيع الشيخ وأليكساندا كوتي أمام هيئة المحلفين في 18 من كانون الثاني 2022، وفق الموعد المحدد من قبل القاضي الذي رأى أنه “يبدو معقولًا أكثر” بالنسبة له، بحسب ما نقلته وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية، الجمعة 5 من آذار.
وقال مساعد المدعي العام الأمريكي، دينيس فيتزباتريك، بحسب الوكالة، إن المدعين يتوقعون أن يحتاجوا إلى ثلاثة أسابيع لعرض قضيتهم ضد المتهمَين، بما في ذلك شهادات شهود من سبع دول مختلفة.
وأضاف أن الحكومة قدمت بالفعل لمحامي الدفاع أكثر من 5900 صفحة من الوثائق و27 قرصًا أو محركات أقراص صلبة لمواد إلكترونية أخرى من التحقيق البريطاني والأمريكي المدمج.
وأشار إلى أن الحكومة تريد إحالة هذه القضية إلى المحاكمة في أسرع وقت ممكن.
وأوضح مساعد المدعي العام أنه يعتقد أن أمس الجمعة كان أول يوم يلتقي فيه محامو الدفاع بموكليهم المسجونين شخصيًا، بسبب مخاوف طبية من جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وكانت المحكمة البريطانية العليا أرسلت، في أيلول 2020، أدلة للسلطات الأمريكية تتعلق بالمقاتلَين، بحسب صحيفة “ذا ناشيونال”، التي نقلت عن مدعين بريطانيين أن “المحاكمة ستكون لها فرصة أكبر للنجاح في الولايات المتحدة الأمريكية”.
وكانت عقوبة الإعدام (ترفضها بريطانيا) موضع خلاف بين الجانبين البريطاني والأمريكي، بيد أن الادعاء العام الأمريكي طمأن لندن، في شباط الماضي، بأنه لن يسعى للمطالبة بإعدام المتهمَين، ما بدد المشكلة أمام محاكمتهما.
وكان حكم سابق للمحكمة البريطانية منع تبادل الأدلة مع السلطات الأمريكية، لعدم تأكيد الأخيرة رفع عقوبة الإعدام من الخيارات المطروحة في محاكمة المتهمين.
وأُسر العنصران في سوريا، في كانون الثاني 2018، على يد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة من أمريكا.
ونُقلا ليحتجزا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانا من بين آلاف المقاتلين المشتبه بهم من تنظيم “الدولة الإسلامية” المحتجزين شمالي سوريا.
من هم “البيتلز” (The Beatles)؟
يعود الشيخ وكوتي إلى ما يسمى بجماعة “البيتلز”، التي نشأت في غرب العاصمة البريطانية لندن، وانخرط أعضاء الجماعة في ذات الخلية التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وذاع صيتهم بقتل وتعذيب رهائن في سوريا والعراق.
ووفق ما نقلته “بي بي سي” عن مسؤولين أمريكيين، فإن جماعة “البيتلز” مسؤولة عن خطف 27 شخصًا وقطع رؤوس ثلاثة أمريكيين وبريطانيين اثنين في سوريا والعراق.
وكانت الجماعة تعتمد تصوير القتلى والرهائن ونشرها مقاطع هذه العمليات على الإنترنت.
ويضاف إلى الشيخ وكوتي في الجماعة كل من محمد إموازي وإين ديفيز، وكان الرهائن يعرفونهم بأسماء بول، ورينغو، وجون، وجورج، أسوة بأسماء أعضاء الفريق الغنائي البريطاني الذي يشتهر باسم “البيتلز”.
–