هذا الشاب لم ينتحر.. معدل الانتحار في سوريا ليس طبيعيًا
تناقل ناشطون وصفحات إخبارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خبر حالة انتحار ثالثة لشاب في سوريا خلال عشرة أيام.
وبحسب ما نشرته صفحات في “فيس بوك”، الجمعة 5 من آذار، أقدم الشاب علي موسى على الانتحار، وترك رسالة لأهله بأن سبب الانتحار هو الحالة المادية والراحة من ضغوط الحياة.
ولقي الخبر تفاعلًا واسعًا من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
الشاب الذي اُستخدمت صورته في تداول الخبر هو مصري يقيم في النمسا، اسمه محمد المنشاوي، ونفى أن يكون الخبر صحيحًا.
حالتان في عشرة أيام
مطلع آذار الحالي، انتحر الشاب “ح. ش.” من سكان مدينة دمشق، وهو طالب في المرحلة الثانوية، لديه موهبة في الرسم والتصوير الضوئي.
ووصفه أصدقاؤه بأنه مبدع وفنان، محملين الظروف الاقتصادية والاجتماعية في البلد مسؤولية اتخاذ حسين قرار انتحاره، وتنفيذه في 3 من آذار الحالي.
وتداول أصدقاء الشاب رسالة نشرها عبر صفحته في “فيس بوك”، كتب فيها أنه متأسف لأنه سيتسبب بالحزن لأحبائه وأهله بعد رحيله، مضيفًا أن الجميع سيموتون يومًا ما، ولكنه لم يعد قادرًا على تحمل المزيد من الضغوط، واختصر عذاباته ووضع حدًا لها عبر تسريع القدر المحتوم الذي ينتظره في النهاية.
وقال في نهاية رسالته إنه متأسف على بساطة الكلمات التي كتبها، لأنه لم يعد قادرًا على كتابة المزيد.
في 26 من شباط الماضي، ذكرت شبكات محلية في مدينة القامشلي أن فتاة قاصرًا (17 عامًا) أطلقت على نفسها النار من مسدس حربي في منزلها.
وكتبت في رسالة منسوبة لها، أنها انتحرت لأن الحياة “مو حلوة”.
المعدل طبيعي أم لا
رئيس الطبابة الشرعية في دمشق، الطبيب أيمن الناصر، تحدث أمس، الجمعة، لإذاعة “شام إف إم” المحلية، أن معدل حالات الانتحار في سوريا هو أربع حالات شهريًا.
وأوضح الطبيب المسؤول أن المعدل السنوي يصل إلى 40 حالة، وهو معدل طبيعي مقارنة بالسنوات السابقة، موضحًا أن الطرق الأكثر شيوعًا هي الشنق والطلق الناري والتسمم الدوائي.
وأغلب الحالات تكون في نهاية العقد الثاني، من عمر 18 عامًا فأكثر، أما الانتحار بطلق ناري فيكون غالبًا في العقد الرابع، وحالات التسمم في العقد السادس من العمر.
وأرجع الأسباب إلى انكسار نفسي وعدم تمكن الشخص من تحمل الموقف، كالفشل الدراسي أو العاطفي أو فشل مالي قد يصل إلى مرحلة إنهاء الحياة.
ونفى أن يكون هناك تستر على حالات انتحار.
ويتناقض حديث الناصر مع الأرقام التي وثقتها الطبابة الشرعية لحالات الانتحار في عام 2020 التي تجاوزت 175 حالة، وفي 2019 بلغت 124 وليست 40 (المعدل الطبيعي الذي حدده الطبيب).
الحد من الانتحار
أوصت منظمة الصحة العالمية بطرق لمنع حالات الانتحار في الدول، ومنها وضع القوانين المناسبة لمنع وصول العامة إلى الوسائل التي تمكنهم منه، مشيرة إلى أن القوانين التي منعت تداول المبيدات الحشرية في سريلانكا قللت الانتحار فيها بنسبة 70% خلال عشرة أعوام.
وأوصت المنظمة بالتوعية حول الانتحار في المدرسة والإعلام بشكل مناسب، وإصدار قوانين لتقليل استهلاك الكحول، مع الكشف المبكر عن الأمراض العقلية وعلاجها، وتقديم الدعم النفسي الملائم للمارين بالأزمات النفسية الحادة، وتدريب العمال الصحيين على التقييم والتعامل المناسب مع من يملكون سلوكًا انتحاريًا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :