استنهاض حافظ الأسد في “فيس بوك” لإنهاء الأزمة الاقتصادية

  • 2021/03/05
  • 5:42 م

تشييع الرئيس السوري السابق حافظ الأسد (عين المدينة)

استحضرت صفحات محلية في “فيس بوك” صورًا للرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، مع دعوات له “بالنهوض” لتخليص “شعبه” من الأزمة الاقتصادية والأوضاع المعيشية التي يعاني منها.

ونشرت صفحات محلية موالية للنظام السوري، واسعة الانتشار، في “فيس بوك”، صورة الأسد مع عبارة “انهض يا أبا الفقراء، فشعبك أضحى بين أنياب الضباع”، ترافقت مع تعليقات من موالين تجاهلت رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

وتباينت ردود الفعل على الصور، بين تعليقات مستنكرة لها من معارضين، وأخرى من موالين مدفوعين بالأزمة الاقتصادية التي ازدادت انعكاساتها على المواطنين في مناطق سيطرة النظام، قبل الانتخابات الرئاسية المُتوقع إجراؤها في نيسان المقبل، تستذكر الأسد وتدعو له بالرحمة.

وواجهت سوريا أزمات اقتصادية في عهد الأسد الأب، إذ توقفت جميع المساعدات الخليجية المالية، التي كانت تُقدر بأكثر من مليار ونصف المليار دولار سنويًا، بسبب تأييده للثورة الخمينية في إيران، في ثمانينيات القرن الماضي.

وكان سعر صرف الدولار الأمريكي نحو خمس ليرات سورية مطلع العام 1980، وانخفضت قيمة الليرة السورية إلى 35 ليرة للدولار الواحد مع بدء العام 1990.

ولم تكن المرة الأولى التي يتداول فيها سوريون صورًا أو أقوالًا منسوبة (لم تتمكن عنب بلدي من التحقق منها) لحافظ الأسد، تحذر من المساس بـ”رغيف الفقراء” لأنه “خط أحمر”.

وانتشرت تلك الصور مع انتشار صور طوابير الخبز أمام الأفران لتأمين مادة الخبز في مناطق سيطرة النظام.

ويعاني السوريون على اختلاف مناطق إقامتهم في سوريا من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، نتيجة عدة أسباب، أبرزها في الأشهر الأخيرة، تدهور الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، وتراجع القدرة الشرائية بسبب زيادة نسب التضخم وارتفاع الأسعار.

كما يعاني 12.4 مليون شخص في سوريا، أي حوالي 60% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي، في “أسوأ” حالة أمن غذائي شهدتها سوريا على الإطلاق.

ويعد هذا الرقم أعلى نسبة سُجلت على الإطلاق، وفقًا لنتائج تقييم الأمن الغذائي على مستوى البلاد الذي أُجري في أواخر عام 2020، بحسب تقرير لبرنامج الأغذية العالمي (WFP)، في 11 من شباط الماضي.

وكان رئيس النظام، بشار الأسد، ألقى اللوم على مجموعة من القوى المتسببة بالأزمات الاقتصادية في سوريا، معتبرًا أن “وحشية” الرأسمالية العالمية، و”غسل الدماغ” من قبل وسائل التواصل الاجتماعي، و”النيوليبرالية” غير المحددة، هي التي تقوّض قيم البلاد.

وطالب خلال اجتماع غير مُعلَن مع صحفيين “موالين” للنظام، في كانون الثاني الماضي، نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في 23 من شباط الماضي، القنوات التلفزيونية بإلغاء عرض برامج الطبخ “لكي لا تزعج السوريين بصور طعام بعيدة المنال”.

وقالت الصحيفة، التي نقلت تفاصيل الاجتماع عن أحد الحضور، إن الأسد اكتفى بجواب “أنا أعرف” عند سؤاله عن الانهيار الاقتصادي في سوريا، وتدهور العملة الذي انعكس على الرواتب، وأدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية ونقص الوقود والخبز.

وأضافت، بحسب ما ترجمته عنب يلدي، أن الأسد ظل “متمسكًا بالتفاهات التي تميز خطاباته العامة حتى في اجتماعه الخاص، إذ كان يرتدي بدلة سوداء ويتحدث بطريقة احترافية”، مؤكدًا للصحفيين أن سوريا لن تصنع السلام مع إسرائيل أو تقونن زواج المثليين، متجاهلًا تقديم الحلول لوقف الأزمة الاقتصادية.

ومع رفض النظام السوري أي حلول سياسية مقترحة، وعدم التزامه بقرارات الأم المتحدة لإنهاء النزاع في سوريا، ضيّقت العقوبات الأمريكية والأوروبية، خلال السنوات السابقة، الخناق عليه، واستنزفت الاقتصاد الذي يديره، وصاحب ذلك تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) وما خلفته من آثار اقتصادية.

وانعكس ذلك على حياة السوريين اليومية غلاء وارتفاعًا في أسعار المواد الأساسية، وصعوبة في تأمينها، وانخفاضًا في قيمة العملة الوطنية، وتدنيًا في قيمة الدخول والأجور والرواتب.

وترافق مع انتشار طوابير بشكل شبه يومي أمام الأفران لتأمين الخبز، وأمام محطات الوقود لتأمين المحروقات، وسط عجز النظام عن تأمين الحد الأدنى من المحروقات اللازمة للقطاعات الخدمية والاستهلاك اليومي للسكان.

ولا تفلح الإجراءات الأمنية التي تتخذها سلطات النظام النقدية والمالية، ولا القرارات الاقتصادية، في ضبط سعر صرف الليرة السورية، إذ سجل سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية أعلى مستوى في تاريخها ووصل إلى 4000 ليرة سورية للدولار الواحد.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية