قرابة 80 ألف لاجئ سوري يعيشون في مخيم الزعتري في الأردن قرب الحدود السورية، حيث لا بنية تحتية وندرة في الماء وانقطاع الكهرباء كل يوم.
يبدو للناظر أن هذا المخيم خارج العالم الواقعي، عدا شيء واحد فيه، كل شخص تقريبًا في هذا المخيم لديه هاتف ذكي، أو جهاز لوحي أو حاسوب، أجهزة سامسونج وموتورولا وسوني بالمئات في المتاجر على طول السوق الرئيسي في المخيم.
بعض الناس قضوا ثلاث سنوات في المخيم بظروفه القاسية، ونادرًا ما يتركه أحدهم وسط الصحراء المحيطة، علاوة أن الهروب منه أشبه بالمستحيل أمام دوريات الشرطة الأردنية على مدار الساعة.
لا يستطيع اللاجئون في المخيم الخروج منه إلا بتصريح مطبوع من الحكومة، حتى وإن توفر فإلى مدن قريبة ولفترات قصيرة، يشعر السوريون هناك بالامتنان للإنترنت الذي يبقيهم على اتصال مع العالم الخارجي.
الكهرباء سلعة نادرة في المخيم، لذلك يشحن الناس هواتف وبطارياتهم الاحتياطية بالكهرباء ليلًا، استعدادًا لانقطاعها خلال النهار، كثير من السوريين يقولون إنهم يستخدمون هواتفهم الذكية للتواصل مع أهلهم وأقاربهم وأصدقائهم الذين مازالوا في سوريا، أو أولئك الذي هاجروا خارجها بحثًا عن الأمان.
أمل، 20 عامًا، تقول إنها تصرف ما يقارب عشرة دولارات على رصيد هاتفها شهريًا، “أحيانًا تغطية الاتصال جيدة وأحيانًا سيئة… أستخدم هاتفي لأتصفح فيسبوك وأراسل أصدقائي، واستخدم واتساب وفايبر لأتصل بهم وأنا في المنزل”. ليس فقط الجيل الشاب يستخدم هذه التكنولوجيا، إنما الكبار أيضًا مغرمون بالتطبيقات الذكية كواتساب وفايبر.
مهند خيرات، الذي ترك سوريا منذ أكثر من عامين، يملك محلًا لبيع البيزا في السوق الرئيسي، مهند ذو الـ 48 عامًا يستخدم هاتف آيفون 4 للتواصل مع أخيه الذي يسعى للحصول على اللجوء الإنساني في الولايات المتحدة.
ويتمنى مهند أن يترك المخيم يومًا ما، ويبحث عن لجوء إنساني في المملكة المتحدة، أو ألمانيا، “الآن، أنا لا أملك المال الكافي، إنه غال جدًا” قال مهند.
أبو سامر هو وزوجته جاءا إلى الزعتري عام 2012 مع غالبية عائلتهم، لكن بقيت ابنتان لهما في منطقة في سوريا يسيطر عليها نظام الأسد.
“لا يمكننا الخروج لأنه ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه، والحدود الأردنية مغلقة”، قال أبو سامر ذو الـ 56 عامًا والذي لم ير ابنتيه منذ 3 أعوام.
تطبيقات التواصل على الأجهزة الذكية لطالما كانت حبل النجاة لهؤلاء، الذي يسلكون الطريق الخطيرة من سوريا إلى خارجها، على عكس طرق الاتصال الأخرى، فالواتساب مجاني ولا يتطلب سوى توفر اتصال بالإنترنت.
حاتم المسالمة، 32 عامًا، يملك كشكًا بمساحة لا تتجاوز مترين بثلاثة أمتار، وجدران من ألواح الزنك الزهيدة الثمن، يبيع فيه الهواتف التي يجلبها له بعض معارفه الأردنيين بأسعار تتراوح بين الـ 40 دولارًا و200 دولار أمريكي، أطفال حاتم الثلاثة أيضًا لديهم أجهزتهم اللوحية. والإنترنت توفره شبكة الاتصال المحلية، حيث تصل تغطيتها إلى المخيم.
هؤلاء أصحاب الخبرة التقنية في المخيم يستخدمونها في صيانة الهواتف، خالد الخطيب، 20 عامًا، مهندس إلكتروني يقضي أيامه في إصلاح الهواتف في أحد المحال الإلكترونية في السوق.
“درست هذا النوع من العمل في معهد تعليمي في سوريا”، قال خالد منحنيًا أمام طاولة عليها إلكترونيات كثيرة وهاتف مفكوك، وبجانبه ضوء يستخدمه لرؤية الدارات الإلكترونية بدقة.
انتشار استخدام الهواتف الذكية ساعد مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تدير المخيم بمشاركة الحكومة الأردنية، على مشاركة المعلومات بسهولة مع سكان المخيم، حيث تستخدم واتساب والرسائل القصيرة للتواصل مع اللاجئين.
“وفي شأن اللاجئين، المعلومات هي المعونات الغذائية، الوصول إلى الإنترنت والهواتف الذكية جعلت عملنا أسهل بكثير، بإرسال الرسائل بسرعة وبتفاعلية أكبر” هذا ما يقوله نصر الدين طويبة، مسؤول المعلومات العامة في المفوضية هناك.
من الغريب الاعتماد الكبير على الأجهزة الذكية في الزعتري، لكن نصر الدين قال إن الجميع كان يألف هذه التكنولوجيا قبل مجيئهم إلى المخيم.
“يجب أن نذكر أنفسنا أن السوريين قبل اضطرارهم إلى مغادرة سوريا، كانت لديهم حياة طبيعية في مدنهم” قال نصر الدين.
بعض الأسماء غيرت لحماية أصحابها؛ نشر في mashable باللغة الانكليزية، وترجمته عنب بلدي.