يواجه آلاف اللاجئين في اليونان “خطر التشرد”، بسبب الإنهاء المفاجئ لبرنامج “Filoxenia” الممول من الاتحاد الأوروبي، الذي يقدم المساعدة النقدية والمأوى المؤقت للأشخاص الذين حصلوا على حق اللجوء في اليونان.
وذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم، الجمعة 5 من آذار، أن النداءات من مجموعات الإغاثة تصاعدت، وسط مخاوف من أن يواجه أكثر من ألفي رجل وامرأة وطفل العوَز، إذا لم يُتخذ أي إجراء.
ونقلت الصحيفة عن مديرة السياسات والمناصرة في “لجنة الإنقاذ الدولية”، إيموجين سودبيري، قولها إنه “أمر مقلق للغاية أن يتم دفع اللاجئين المعترف بهم في اليونان إلى الشوارع وسط جائحة عالمية، من دون الوثائق الضرورية، والوصول إلى المعلومات، والمهارات اللغوية أو غيرها من الوسائل الأساسية للاعتماد على الذات”.
وأضافت سودبيري أن اللاجئين معرضون لخطر كبير لأن يصبحوا بلا مأوى وعاطلين عن العمل.
ولجأت العائلات التي أُجبرت على مغادرة أماكن إقامة منظمة، في الأسابيع الأخيرة، إلى النوم في الحدائق والساحات العامة، بحسب الصحيفة.
وانتهت عقود العمل للفنادق التي تستضيف لاجئين معترفًا بهم بموجب برنامج “Filoxenia” الممول من الاتحاد الأوروبي لأول مرة في كانون الأول 2020، وتبعتها فنادق أخرى في كانون الثاني وشباط الماضيين.
ومن المقرر أن يغادر حوالي 750 رجلاً وامرأة وطفلًا الملاجئ المؤقتة في الأيام المقبلة مع انتهاء البرنامج، وفقًا لما نقلته الصحيفة عن “لجنة الإنقاذ الدولية”.
وردًا على طلب للتعليق على المخاطر التي يشكلها إغلاق الفنادق أمام اللاجئين، قال المسؤول الكبير في وزارة الهجرة اليونانية، مانوس لوجوثيتيس، إن أثينا تتصرف وفقًا للخطة المقررة.
وأضاف، “كان برنامج (Filoxenia) سيُلغى دائمًا بشكل تدريجي، ولقد تلقينا دعمًا وتهنئة من قبل الاتحاد الأوروبي ليس فقط للقيام بذلك، ولكن القيام بذلك في الوقت المحدد”.
ومنذ توليها السلطة في تموز 2019، ركزت حكومة يمين الوسط في البلاد على تسريع طلبات اللجوء، وتخفيف المخيمات المكتظة في جزر بحر إيجة الأمامية من خلال نقل طالبي اللجوء الناجحين إلى البر الرئيس.
وبموجب قانون يهدف إلى تحرير مساحة في مراكز الاستقبال بالجزر، فإن اللاجئين المعترف بهم لديهم شهر واحد فقط للانتقال من الإقامة المنظمة إلى الاكتفاء الذاتي في مرافق المعيشة غير المدعومة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه غالبًا ما تتم إعاقة وصول اللاجئين إلى برامج العمل والرعاية الاجتماعية، بسبب العقبات التي تواجه تأمين أمور بسيطة، مثل الرقم الضريبي أو الحساب المصرفي، وهي عقبات فاقمتها جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
ما هو برنامج “Filoxenia”
نظمت المديرية العامة للهجرة والشؤون الداخلية للمفوضية الأوروبية برنامج “المأوى المؤقت والحماية للمهاجرين الأكثر ضعفًا في اليونان”، لتخفيف ازدحام اللاجئين الكبير في الجزر اليونانية، دون زيادة العبء على المناطق النائية.
وقدمت دائرة الاستقبال وتحديد الهوية التابعة لوزارة الهجرة واللجوء اليونانية، بالتعاون مع “المنظمة الدولية للهجرة”، أماكن إقامة طارئة منذ تشرين الأول 2019، مع إعطاء الأولوية للفئات الضعيفة من مراكز الاستقبال وتحديد الهوية في الجزر.
وهدفت “المنظمة الدولية للهجرة” إلى التخفيف من معاناة المهاجرين واللاجئين الذين يقيمون في ظروف “مؤسفة” في “مراكز الاستقبال وتحديد الهوية” (RICs)، من خلال توفير أماكن إقامة كريمة بشكل عاجل، بالإضافة إلى خدمات المساعدة والحماية الأساسية بمرافق الإقامة في البر الرئيس، بحسب ما ذكرته عبر موقعها الرسمي.
وشغّل البرنامج 79 فندقًا في آخر 14 شهرًا، وفي أثناء تطويره الكامل، قدم ستة آلاف و898 مكان إقامة لطالبي اللجوء، في 72 مكان إقامة بجميع أنحاء اليونان.
وعملت أماكن الإقامة كحل مؤقت حتى زيادة الأماكن في مراكز الإقامة، أو في شقق برنامج “ESTIA” الذي يعمل في البر الرئيس لليونان.
وكان وزير الهجرة اليوناني، نوتيس ميتاراكيس، قال إن بلاده تواصل تنفيذ “سياسة هجرة صارمة ولكن عادلة، حتى لا تكون بوابة لشبكات التهريب إلى أوروبا”.
وأضاف أنه في غضون 12 شهرًا، أُزيل ازدحام اللاجئين في جزر شرقي بحر إيجة، وأغلقت السلطات اليونانية 57 مبنى في البر الرئيس لليونان.
وأشار إلى أن السلطات تواصل إغلاق أماكن الإقامة، وتنتقل إلى عمليات الترحيل والعودة.
–