استبعد مسؤولون أمريكيون في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اتخاذ إجراءات أمريكية بحق ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بعد نتائج التقرير الاستخباراتي لقضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ونقلت قناة “CNN” الأمريكية، أن إدارة بايدن لا تعتبر العقوبات خيارًا قابلًا للتطبيق ضد ابن سلمان، الذي أشارت وثائق سرية ضمن تقرير استخباراتي إلى علاقته بمقتل خاشقجي، الذي دخل سفارة بلاده في اسطنبول في 2 من تشرين الأول 2018، ليخرج منها فيما بعد خبر مقتله.
وقال المسؤولون، إن فكرة معاقبة ولي العهد لم تكن مطروحة على الطاولة، رغم حديث الولايات المتحدة عن إعادة ضبطها لعلاقتها مع السعودية، ووعود بايدن خلال حملته الانتخابية بمحاسبة الضالعين في القضية.
ووضعت وزارة الخارجية الأمريكية بعد صدور التقرير الاستخباراتي 76 سعوديًا على قائمة حظر السفر، وفرضت عقوبات مالية على المسؤولين السعوديين الضالعين في اغتيال خاشقجي، دون أن يطال ابن سلمان نصيب من هذه الإجراءات.
وأوضح مصدر في الخارجية الأمريكية لـ”CNN”، أن فرض عقوبات على ابن سلمان سيكون “معقدًا للغاية”، ويمكن أن يعرض المصالح العسكرية الأمريكية مع المملكة للخطر، ولذلك لم تطلب الإدارة من وزارة الخارجية وضع خيارات لكيفية استهداف ابن سلمان.
وردًا على انتقادات للموقف الأمريكي من قضية خاشقجي، أشار المتحدث باسم الخارجية، نيد برايس، في وقت سابق، إلى سعي الإدارة الأمريكية لإعادة تقويم العلاقة مع السعودية، وليس تمزيقها، على حد وصفه.
وكانت الرياض رفضت الاستنتاجات التي وردت في التقرير الاستخباراتي، ووصفتها بـ”المسيئة وغير الصحيحة عن قيادة المملكة”.
وقالت الخارجية السعودية، في بيان أصدرته بعد نشر التقرير في 27 من شباط الماضي، إن التقرير تضمن جملة من المعلومات والاستنتاجات غير الصحيحة.
#بيان | حكومة المملكة ترفض رفضاً قاطعاً لما ورد في التقرير الذي زود به الكونجرس بشأن جريمة مقتل المواطن جمال خاشقجي رحمه الله pic.twitter.com/otCSIwpzNn
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) February 26, 2021
وساندت كل من سلطنة عمان والإمارات والبحرين والكويت واليمن الموقف السعودي، كما أعلنت هذه الدول وقوفها مع الرياض ضد ما ورد في التقرير من اتهامات لولي العهد السعودي بالضلوع في عملية الاغتيال.
وأغلق موقع “تويتر” آلاف الحسابات الوهمية التي شنت حملة مضادة فور نشر التقرير الأمريكي.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن هذه الحسابات تتخذ من السعودية مقرًا لها، واستخدمت صيغة موحدة، للرد على تغريدات صحيفة “واشنطن بوست” و”بلومبيرغ نيوز” و”إن بي سي نيوز”، وهي “تم إغلاق قضية خاشقجي بالفعل، مع وجود المجرمين في السجن بسبب فعلتهم”.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الحسابات المزيفة حاولت مخاطبة الجمهور الأمريكي، عبر استهداف المؤسسات الإخبارية التي تقدم خدماتها من الولايات المتحدة، في سعي إلى إبعاد اللوم عن ولي العهد السعودي.
–