قدم أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي تشريعًا يعمل على محاولة نقل سلطة إعلان الحرب من البيت الأبيض إلى مجلس الشيوخ.
وحاز المشروع، الذي نشرته “رويترز” الأربعاء 3 من آذار، على تأييد أعضاء من الحزبين “الجمهوري” و”الديمقراطي” لإلغاء التفويضات التي تسمح باستخدام القوة العسكرية في الهجمات العسكرية على الشرق الأوسط.
وقُدم المشروع من قبل السيناتور “الديمقراطي” تيم كين، والسيناتور “الجمهوري” تود يونغ، ومن شأنه إلغاء تصاريح استخدام القوة العسكرية (AUMF) ضد العراق لعامي 1991 و2002.
وهذه التصاريح هي التي يتحرك تحتها البيت الأبيض لضربات عسكرية في الشرق الأوسط.
وبموجب “الدستور الأمريكي”، فإن مجلس الشيوخ، وليس الرئيس، له سلطة التفويض بالحرب.
استخدمت القوة العسكرية الأمريكية تفويضين، إضافة إلى تفويض ثالث صدر عام 2001 لقتال تنظيم “القاعدة”، لتبرير ضربات أمر بها قادة من الحزبين “الديمقراطي” و”الجمهوري” منذ إصدارها.
وقال منتقدون لتلك التفويضات، إنها تسمح “بحروب تستمر إلى الأبد” جعلت القوات الأمريكية تقاتل خارج بلادها لسنوات عديدة.
وقال السيناتور تيم كين في بيان، “تُظهر الضربات الجوية في سوريا الأسبوع الماضي أن الفرع التنفيذي، بغض النظر عن انتمائه لأي من الحزبين، سيواصل توسيع سلطاته الحربية”.
سعى أعضاء في الكونجرس من كلا الحزبين مرارًا وتكرارًا إلى إلغاء قانون “AUMF” في السنوات الأخيرة، ولكن جهودهم باءت بالفشل.
ومن بين المقدمين الآخرين للمشروع الجديد، أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب “الديمقراطي”، تامي داكويرث وكريس كونز وديك دوربين، إضافة إلى أعضاء مجلس الشيوخ “الجمهوريين”، مايك لي وتشاك جراسلي وراند بول.
وجاء تقديم مشروع القانون بعد أسبوع من شن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، غارات جوية على منشآت تابعة لميليشيا مدعومة من إيران في سوريا، ما جدد التساؤلات حول تفويض الرئيس للقيام بمثل هذه الإجراءات دون موافقة مجلس الشيوخ.
بين العراق وسوريا.. توتر أمريكي- إيراني متصاعد
وفي 16 من شباط الماضي، أعلن المتحدث الرسمي باسم غرفة عمليات التحالف الدولي المعروفة بـ”العزم الصلب”، واين ماروتو، مقتل شخص، وإصابة خمسة مدنيين متعاقدين من بينهم جندي أمريكي، إثر صواريخ استهدفت مطار “أربيل”، عاصمة إقليم كردستان، في شمالي العراق.
وتبنت جماعة مسلحة مقربة من إيران، تعرف باسم “سرايا أولياء الدم”، مسؤوليتها عن الهجوم الذي ضرب المطار، وكان هدفها الأساسي هو ضرب “القاعدة العسكرية الأمريكية” في أربيل، وهددت بمزيد من الهجمات على كردستان العراق.
وشنت القوات الأمريكية غارات جوية على مواقع تابعة لميليشيات مدعومة من إيران شرقي سوريا في 26 من شباط الماضي، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، جون كيربي، في بيان له، “إن الضربات جاءت بتوجيه من الرئيس الأمريكي، جو بايدن”.
وكانت الضربة العسكرية على سوريا بمثابة رد على الضربات التي تقوم بها جماعة “الحوثيين” المدعومة من إيران في العراق.
واستُهدفت قاعدة “عين الأسد” الأمريكية في مدينة الأنبار العراقية، في 3 من آذار الحالي، بعشرة صواريخ سقطت على القاعدة الأمريكية، وتوفي متعاقد مدني أمريكي بسكتة قلبية إثر الهجوم الصاروخي على القاعدة.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن المتعاقد الأمريكي توفي جراء أزمة قلبية في أثناء الهجوم.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، في بيان بعد الهجوم، في 3 من آذار الحالي، إن إدارة بايدن ما زالت تقيّم أثر الهجوم الذي وقع الأربعاء، وأكدت أن الولايات المتحدة ردت على الهجمات الأخيرة المدعومة من إيران، وستكون هذه الطريقة التي سنتبعها بعد الآن.
وانسحبت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018، ووصفتها بـ”أسوأ صفقة على الإطلاق”، وحاولت بقية الدول المشاركة في الاتفاقية (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وروسيا والصين) الحفاظ على فعالية الاتفاقية.
بينما رفضت طهران من جهتها التفاوض مع استمرار العقوبات الأمريكية.
رموز إيرانية اغتالتها أمريكا
نفذت أمريكا غارة جوية استهدفت القائد العسكري الأعلى لإيران، قاسم سليماني، في كانون الثاني 2020، ما دفع الحكومة الإيرانية إلى تقليص امتثالها للاتفاق النووي الدولي، إذ قالت إيران، إنها لن تحد من قدرتها على تخصيب اليورانيوم أو الأبحاث النووية.
واغتيل العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة بالقرب من طهران، في تشرين الثاني 2020، ما دفع الحكومة الإيرانية إلى الادعاء بأن إسرائيل كانت وراء الهجوم بدعم أمريكي.
–