أطلقت منظمة “دعم المهاجرين وحقوق الإنسان” (دوراس Doras)، مبادرة رعاية مجتمعية جديدة تهدف إلى جلب عائلات لاجئة من المخيمات، لا سيما العائلات السورية، إلى ثلاث مقاطعات أيرلندية، وفق ما نقله موقع “tipperarylive” الأيرلندي المحلي.
وقالت “دوراس”، الأحد 28 من شباط، إنها ستبدأ في الأشهر المقبلة بالتواصل مع المجتمعات المحلية في ثلاث مقاطعات أيرلندية، هي تيبيراري، وليمريك، وكلير، وذلك “بهدف تنظيم ومساعدة المجموعات للترحيب ودعم عائلات اللاجئين، وخاصة من سوريا”.
لبنان والأردن في الحسبان
وأكدت المنظمة أن إعادة التوطين ستشمل العائلات من المخيمات في دول مثل الأردن ولبنان، كجزء من هذا المشروع الجديد، لافتة إلى أن الجيران أو الأصدقاء أو أعضاء النادي المحلي أو المجتمع الكنسي التابع للمنظمة، سيقدمون معًا الدعم لهذه الفئة.
الرئيس التنفيذي للمنظمة، جون لانون، قال، “يسعدنا أن نكون منظمة دعم إقليمية لفرص رعاية مجتمعية جديدة في منطقة الغرب الأوسط بأيرلندا، ولا نطيق الانتظار للانخراط مع المجتمعات”.
وأوضحت “دوراس” أن المجموعات المحلية تسعى لجعل انتقال العائلات إلى أيرلندا سلسًا قدر الإمكان من خلال توفير الإقامة، وترتيب الدعم المحلي، مثل الأطباء والمترجمين اللغويين، وتعريف الأسر بالمجتمع المحلي، فضلًا عن “منحهم الشعور بالانتماء في منزلهم الجديد”، وفق المنظمة.
ما هي “دوراس”
أكملت المنظمة خمس سنوات من برامج إعادة توطين اللاجئين الناجحة في نهاية عام 2019، إذ تطبق تجربة الرعاية المجتمعية، من خلال إشراك ودعم المجموعات المحلية (من أهل المنطقة) للترحيب بالعائلات الجديدة في مجتمعاتهم.
وبدأت الرعاية المجتمعية، في شرق وجنوب أيرلندا في أوائل عام 2018، مع إعادة توطين الأسرة الأولى في إطار مبادرة الانتقال إلى مقاطعة ميث الأيرلندية، في وقت لاحق من العام ذاته.
السوريون في لبنان بين العنصرية وسوء الأحوال الجوية
ويتعرض اللاجئون السوريون في لبنان بين الفينة والأخرى إلى العديد من عمليات الاعتداء، منها إحراق المخيمات، ومنع التجول في أوقات معينة، وصولًا إلى حالات القتل والخطف.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، في 26 من كانون الأول 2020، فيديوهات لحرائق في أحد مخيمات اللاجئين، وصورًا لعائلات سورية كانت قد هربت من المخيم إثر حرائق أضرمها لبنانيون.
اشكال بين لبنانيين وسوريين في بحنين بالمنية شمالي البلاد انتهى باحراق مخيم للاجئين السوريين وتشريد مئات اللاجئين #لبنان #سوريا pic.twitter.com/NWL2C4AHyf
— Larissa Aoun (@LarissaAounSky) December 26, 2020
أما من الناحية الخدمية، فيفتقد اللاجئون السوريون في المخيمات إلى أدنى مقومات الحياة، وسط جهود خجولة من مفوضية الأمم المتحدة تجاههم.
وتتعمق معاناة هذه الفئة مع قدوم فصل الشتاء، إذ تكررت الشكاوى من غرق الخيام بالعواصف المطرية.
وضربت عاصفة ثلجية مناطق مختلفة من لبنان، في 20 من كانون الثاني الماضي، ووصلت إلى مخيمات عرسال للاجئين السوريين في أقصى الشمال الشرقي اللبناني، وبعد ذوبان الثلوج المتجمعة في المخيم، تشكلت برك ماء أغرقت خيام اللاجئين وأتت على مفروشاتهم وممتلكاتهم الشخصية.
وتعد مادة المازوت والمواد الغذائية من أبرز الاحتياجات في مخيمات عرسال، إذ إن دعم المنظمات الإغاثية لا يكفي، لأنه موسمي فقط خلال الشتاء في أثناء الثلوج والأمطار، أو خلال شهر رمضان، وفق تصريح سابق لمدير مكتب الفريق في عرسال، عبد السلام غنوم، لعنب بلدي.
غنوم أكد حينها أن الوضع الإنساني في المخيمات يحتاج إلى دعم دولي، لا سيما في ظل تراجع الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي وارتفاع الأسعار الناتج عن ذلك، ورخص اليد العاملة، إضافة إلى توقف المشاريع كل فترة بسبب تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
واستقبل لبنان منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 قرابة 879 ألف لاجئ سوري، بحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
الأردن.. وضع مالي مزرٍ
وكانت “لجنة الإنقاذ الدولية” (IRC) قالت، إن وضع اللاجئين المالي في الأردن يثير القلق، بالتزامن مع تفشي فيروس “كورونا”.
وأضافت اللجنة، في تقرير نشرته منتصف تشرين الثاني 2020، أنها تلقت طلبات مساعدة قياسية في الأشهر السبعة الماضية (منذ آذار 2020)، إذ بلغ مجموعها ثلاثة أضعاف ما تلقته طوال 2019.
وذكرت اللجنة حينها أنه بالتوازي مع حالات الإصابة بفيروس “كورونا” في الأردن، تشعر بقلق بالغ إزاء الأثر المالي للجائحة على اللاجئين والأردنيين المستضعفين، الذين يعانون لإطعام أسرهم ودفع تكاليف الحاجات الضرورية الأخرى.
ومنذ آذار 2020، كانت أكثر من 60% من المكالمات التي تلقتها المنظمة عبارة عن طلبات للمساعدة المالية على وجه التحديد، وذلك بزيادة عشرة أضعاف في عدد المكالمات مقارنة بنفس الفترة الزمنية من عام 2019.
وأشارت اللجنة إلى أن ما يقرب من نصف هذه الطلبات لتغطية الاحتياجات الأساسية.
ويستضيف الأردن نحو 671 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بينما تقدر الحكومة الأردنية عدد من لجؤوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون منذ عام 2011.
ووفقًا لأحدث إحصائية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يبلغ عدد قاطني مخيم “الزعتري”، أكبر مخيم للاجئين السوريين في الأردن، نحو 77 ألفًا و163 لاجئًا سوريًا، بينما يضم مخيم “الأزرق” حوالي 41 ألف لاجئ سوري.
–