عروة قنواتي
انتهت قبل أيام قليلة جولة الذهاب من الدور الثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا، وانقضت أيضًا أحداث الدور الـ32 من الدوري الأوروبي في غياب الجماهير المستمر عن الملاعب، وترحيل مباريات بعض الأندية إلى خارج ملاعبها وأرضها (كما حدث في مواجهة الفرق الإنجليزية)، ولا يبدو أن عودة الجماهير، ولو بنسب قليلة، قريبة إلى مشهد المنافسات الأوروبية.
في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا، سجلت الأندية الإنجليزية تفوقًا مميزًا على حساب الخصوم، السيتي تفوق على مونشنغلادباخ بثنائية نظيفة، ومثله فعل ليفربول بفوزه على لايبزغ بنفس النتيجة، كما سجل توخيل انتصاره الأول في دوري الأبطال مع تشيلسي على حساب أتلتيكو مدريد بهدف دون رد، وما زلنا بانتظار جولة الإياب.
في الدوري الأوروبي، تأهل مانشستر يونايتد وتوتنهام وأرسنال إلى الدور الثمن النهائي من المسابقة، وخرج ليستر سيتي فقط من المنافسات.
بينما كان مشهد الطليان والإسبان في المسابقتين عكس الكرة الإنجليزية، والبداية من إيطاليا وأنديتها.
يوفنتوس خسر أمام بورتو بهدفين لهدف، لاتسيو خسر من بايرن ميونيخ برباعية مقابل هدف، وأتلانتا سقط أمام ريال مدريد بهدف دون رد، وكل هذه النتائج في ذهاب الدور الثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا.
أما في الدوري الأوروبي، فودّع نابولي المسابقة من الدور الـ32، وتأهل روما المميز والميلان (المترنح) إلى دور الـ16 من المسابقة.
على صعيد الأندية الإسبانية، سقط برشلونة في ذهاب دوري أبطال أوروبا بشكل قاسٍ أمام باريس سان جيرمان برباعية لهدف، وشاهد لوبيتيجي، مدرب إشبيلية، انقلاب الطاولة على فريقه بعينيه أمام دورتموند الألماني بنتيجة 3-2، وتعثر أيضًا سيميوني في مواجهة تشيلسي بهدف دون رد.
وبقي ريال مدريد حاملًا راية الأندية الإسبانية بفوزه على أتلانتا بهدف دون رد.
التعويض نوعًا ما جاء بنتائج الدوري الأوروبي، فقد تأهل غرناطة إلى دور الـ16 بفوزه على نابولي، وكذلك فياريال بتخطيه سالزبورغ، أما ضحية هذا الدور فكان ريال سوسيداد الذي واجه مانشستر يونايتد وخرج مهزومًا من المسابقة.
الأندية الألمانية قدمت خليطًا منوعًا بالنتائج والأداء، فمن انتصار دورتموند الصعب على إشبيلية في دوري الأبطال، إلى رباعية بايرن ميونيخ السهلة أمام لاتسيو، مع تعثر لايبزغ أمام ليفربول وسقوطه بهدفين دون رد، وبنفس النتيجة سقط بروسيا مونشنغلادباخ أمام السيتي الإنجليزي.
وعلى صعيد الدوري الأوروبي، غادرت الأندية الألمانية مسابقة الدوري الأوروبي بهزيمة هوفنهايم وباير ليفركوزن.
بحساب بسيط لما قد يجري في الأيام المقبلة والإقصائيات المرتقبة، نجد أن حظوظ الألمان في بلوغ الدور الربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا موجودة ضمن فريقي البايرن ودورتموند، وبجهود وتعب وتركيز أكبر مما هو متوقع من لايبزغ في مواجهة ليفربول، أما غلادباخ فحظوظه تبدو شبه مستحيلة نسبة لما قدمه أمام السيتي في الذهاب، وتبقى كرة القدم لا تعرف أي مستحيل وخصوصًا في هذه المسابقة.
الأندية الإنجليزية مرشحة وبقوة لانتزاع عدة بطاقات عبر السيتي وليفربول وبصبر وحنكة فيما يخص تشيلسي الفائز على أتلتيكو بهدف وحيد، وهذا يعني أن كل الاحتمالات مفتوحة في الإياب، ويمكن فعلًا أن نشاهد ثلاثة أندية إنجليزية في الدور المقبل من أصل ثمانية فرق.
الأندية الإسبانية تبدو أنها على بوابة الكارثة والفضيحة بوداع رباعي للمسابقة! إذ لا يمكن اعتبار فوز الريال بهدف على أتلانتا نهاية الحكاية، وخصوصًا أن الريال خاض المباراة أمام خصم لعب بعشرة لاعبين منذ الدقيقة الـ17، في المقابل ووسط غيابات وأزمات الريال قد نشاهد صورة مقلوبة في الإياب.
برشلونة الذي لم يعد برشلونة كما في السابق، على أعتاب الوداع بعد رباعية فرنسية قاسية، وهي حال إشبيلية الذي تلقى ثلاثة أهداف في شباكه من دورتموند بعد تقدمه بهدف.
صحيح أن الفارق ليس كبيرًا لمباراة الإياب، إلا أن صور الوداع موجودة على الطاولة وبنفس المقدار مع أتلتيكو مدريد الذي سقط بهدف مع تشيلسي.
الأندية الإيطالية لا حل لها إلا بفوز ورد اعتبار لليوفي أمام بورتو، وهو أمر متوقع وبشدة، وانتفاضة أتلانتا أمام الريال لتعويض هزيمة الذهاب.
أما لاتسيو فمن الواضح أنه ودع المسابقة من الشوط الأول لمباراته مع البافاري بتلقيه ثلاثة أهداف حينها.
لا عجلة فعلًا على النتائج والعناوين الفاضحة للمسابقات الأوروبية، ولكن صور الوداع للأندية الكبرى تلوح في أفق المسابقتين وبقوة.