شهر على إيقاف “الإدارة الذاتية” إمداد النظام السوري بالنفط
مر نحو شهر منذ أن أوقفت “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا إرسال صهاريج النفط إلى مناطق سيطرة النظام السوري، رغم تهدئة التوتر بين الطرفين.
وحسبما علمت عنب بلدي من أحد العاملين في حقول نفط “رميلان” التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، (تحفظ على ذكر اسمه)، فإن بيع النفط للنظام توقف منذ 29 من كانون الثاني الماضي، بعد أن كانت مناطقه تحصل على نحو 130 صهريجًا من حقل “رميلان”، و50 صهريجًا من حقل “الشدادي” يوميًا.
وبرأي العامل، فإن التوقف الذي لم تعلن عنه “قسد”، الذراع العسكرية لـ”الإدارة الذاتية”، بشكل رسمي، قد يكون بسبب الضغوط الأمريكية، أو رغبة من القوات ذات القيادة الكردية الضغط على النظام بعد التوترات الأخيرة التي حصلت بينهما في القامشلي بداية كانون الثاني الماضي.
ولم يستبعد المصدر أن تعود “قسد” إلى بيع النفط للنظام وفق “اتفاق جديد وسعر أعلى”.
الطريق متوقف
بدوره، أكد مراسل عنب بلدي في الرقة أن طريق أم مدفع- أبو خشب- الرقة، الذي تسلكه عادة الصهاريج التي تنقل النفط من مناطق “قسد” إلى النظام، لم يشهد مرور أي صهريج خلال هذه الفترة.
وفي 2 من شباط الحالي، أنهت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش)، التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، الحصار الذي فرضته على مناطق سيطرة النظام في مدينتي الحسكة والقامشلي، بوساطة روسية، بعد نحو 20 يومًا من بدئه، نتيجة اعتقالات متبادلة وإطلاق نار بين الطرفين، إلى جانب “عدم قبول النظام بالإدارة الذاتية”، حسبما قال نائب الرئاسة المشتركة لـ”الإدارة”، بدران جيا كرد، لوكالة “هاوار“.
وتسيطر “قسد”، منذ نحو تسع سنوات، على أهم حقول النفط في مناطق شمال شرقي سوريا، بدعم من القوات الأمريكية، كحقلي “رميلان” و”الشدادي” في محافظة الحسكة، وحقلي “العمر” و”التنك” في محافظة دير الزور.
وتبيع النفط إلى عدة جهات، هي النظام السوري ومناطق ريف حلب الخاضع لسيطرة المعارضة، بالإضافة إلى السوق المحلية، وما يجري تهريبه إلى شمالي العراق.
صهاريج فارغة وعالقة
بدأت صهاريج نقل النفط، في 22 من شباط الحالي، بالعودة من ساحة “أثريا” في ريف حلب إلى محافظة حمص، بعد انتظارها لأكثر من 15 يومًا للذهاب إلى مناطق سيطرة “قسد”، لتعبئة النفط ونقله إلى مصفاة “حمص”.
في حين بقيت دفعة سابقة من صهاريج نقل النفط “عالقة” شرق الفرات دون حمولة، ما دفع سائقي الشاحنات للعودة إلى منازلهم.
قال سائق إحدى الشاحنات، تحفظ على ذكر اسمه، لعنب بلدي، إن أكثر من 300 صهريج كانت تنتظر في ساحة “أثريا”، قبل بدء السائقين بالمغادرة، وأكد أن ما يقارب 150 سيارة ما زالت في مناطق سيطرة “قسد” بانتظار التحميل والعودة.
ولم تتكفل شركات “القاطرجي”، التي تدير عملية نقل النفط، بتعويض السائقين الذين غادروا وسئموا الانتظار، واعتبرت مغادرتهم الساحة “على مسؤوليتهم” وأنهم يتحملون الخسائر بأكملها.
وأضاف السائق أنه انتظر في الساحة 20 يومًا، واضطر للعودة مع مجموعة من رفاقه، بعد “نفاد المؤن” في سياراتهم، وجهل موعد إعادة العمل على الخط، مع رفض الشركة المسؤولة تعويضهم أو “ترفيقهم”.
وأشار إلى خسارة السائقين تكلفة السفر من أثريا إلى حمص، والمبالغ التي يدفعونها على الحواجز كونهم غير “مرفقين”، وكان رفضهم الإبقاء على سياراتهم في الساحة “خوفًا من السرقة”.
ويعتمد النظام على سيارات الشحن التي تجر صهاريج في عملية نقل النفط من الحقول في مناطق “قسد” إلى مصفاة النفط في حمص، ويواجه أزمة مستمرة في تأمين المحروقات للسكان.
وبحسب حديث وزير النفط في حكومة النظام السوري، بسام طعمة، أمام مجلس الشعب، في 3 من شباط الحالي، فإن 60% من السكان لم يحصلوا على مخصصاتهم من مازوت التدفئة بعد، “نظرًا إلى الظروف التي فرضها الحصار، والإجراءات الاقتصادية القسرية المفروضة على الشعب السوري، ونقص التوريدات من المشتقات النفطية”.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :