اجتمع أمس، الخميس 25 من شباط، وفد من “اللجنة المركزية” في درعا مع وزير الصحة في حكومة النظام السوري، حسن الغباش، في العاصمة دمشق، بحضور شخصيات من الجانب الروسي.
وأوضح عضو في “اللجنة المركزية”، التي شُكّلت من قادة سابقين بالمعارضة ووجهاء ومثقفين لمفاوضة الجانب الروسي والنظام السوري حول بنود “التسوية”، مطالب الوفد.
وتركزت المطالب، بحسب ما قاله عضو اللجنة لعنب بلدي، على تقديم الدعم الكافي لمستشفى “طفس الوطني”، من معدات طبية، ومستلزمات لوجستية، وعودة الموظفين المفصولين لتغطية النقص بالكادر الطبي، وتفعيل المستوصفات في أرياف درعا.
وأضاف عضو اللجنة، الذي تحفظ على ذكر اسمه، أن الروس يسعون لتفعيل مؤسسات الدولة في مدينة طفس والمناطق المحيطة بها، وأشار إلى أن الجانب الروسي حضر اجتماعًا سابقًا مع وفد مديري الدوائر الرسمية للمدارس والمستشفى والبلدية، في حين لم يهتم النظام السوري بدوائر الدولة بعد “التسوية”، في تموز عام 2018.
وشهدت مدينة طفس بريف درعا الغربي زيارات متعددة من شخصيات تتبع للنظام السوري، إذ زارها، في 20 من شباط الحالي، وفد ضم مديري دوائر الخدمات، والصحة، والتموين، والهاتف، والري، والنفوس.
وتركزت المناقشات حينها، مع الوجهاء و”اللجنة المركزية”، على الواقع الخدمي للمدينة من كهرباء ومياه وتحسين واقع الصرف الصحي، وتحسين جودة رغيف الخبز، وزيادة مخصصات المدينة من الطحين، وتشغيل الهاتف الأرضي على مدار الساعة مع تركيب بوابات إنترنت، بحضور الوفد الروسي.
وفي 22 من شباط الحالي، زار مدينة طفس مدير التربية، منهل العمارين، برفقة وفد روسي، وأكد العمارين على أهمية صيانة الأبنية المدرسية، وسد النقص بالشواغر من المعلمين، مع الالتزام بالخطة الدراسية.
ماذا وراء هذه الزيارات؟
بعد الحملة العسكرية التي حاصرت مدينة طفس، مطلع شباط الحالي، هددت قوات النظام السوري باقتحام المدينة، ثم تنازلت عن الاقتحام وطالبت بترحيل عدد من المطلوبين أو تسليم أنفسهم وتسليم السلاح المتوسط، الذي ظهر في الاشتباكات بين عشيرتي “الزعبي” و”كيوان”، في كانون الثاني الماضي.
وانتهت الحملة بتفتيش المزارع المحيطة بالمدينة، ودخول قوات النظام السوري والتصوير داخلها، وتسليم “مضاد 14″، ومدفع “هاون”، وسبع قطع من السلاح الخفيف.
وبعد انتهاء الحملة، بدأ الاهتمام الحكومي بالمراكز الخدمية، في خطوة اعتبرها بعض الأهالي محاولة لكسر الجليد بين السكان والحكومة السورية، والتمهيد للانتخابات الرئاسية في نيسان المقبل، وفق ما رصدته عنب بلدي.
نقيب “المحامين الأحرار”، المحامي سليمان القرفان، قال في حديث سابق لعنب بلدي، إن الروس لجؤوا إلى سياسة الترغيب في درعا بعد فشل سياسة الترهيب، واعتبر أنهم رضخوا لمطالب “اللجنة المركزية” بعد تخوفهم من فقدان السيطرة على المنطقة في حال استمرار التصعيد بمدينة طفس.
ولذلك أشرف الروس، حسب رأي القرفان، على إرسال وفد مديري الدوائر إلى مدينة طفس، مع تقديم الوعود بتفعيل الخدمات وعودة الموظفين المفصولين.
ويرى القرفان أن الروس والنظام يسعون لتحسين صورتهم قبل موعد الانتخابات الرئاسية في نيسان المقبل، في محاولة منهم لإقناع السكان في درعا بالمشاركة بالانتخابات، بعد فشلهم في تحقيق حشود شعبية بانتخابات مجلس الشعب عام 2020، حين اقتصرت المشاركة على مديري الدوائر ورؤساء البلديات.
–