رفع سعر البنزين.. هل حقًا أفلس النظام؟!!
جريدة عنب بلدي – العدد 41 – الأحد – 2-12-2012
ذكرت تقارير اقتصادية أن السلطات السورية قد رفعت يوم السبت 1 كانون الأول 2012 سعر مادة البنزين بنسبة 10% ليصبح السعر الجديد 55 ليرة سورية لليتر الواحد، بعد أن كان السعر النظامي لليتر 50 ليرة سورية، وذلك للمرة الثانية خلال عام واحد، بعد أن كانت قد رفعت سعر الليتر من 44 إلى 50 ليرة سورية أواخر العام 2011. كما ذكرت التقارير ذاتها أن حكومة النظام قد أوقفت توزيع مادة المازوت، كما أوقفت التسجيل على الحصول على بطاقات المازوت المدعوم، وهي خطوة يتوقع أن يتبعها رفع في سعر المادة قريبًا.
وتأتي هذه الخطوة لتعكس مدى العجز المالي الذي وصل إليه النظام، ومدى حاجته للحصول على أموال لتمويل عملياته العسكرية وسواها. فبعد أن جفت منابع النظام الداخلية وفقد كثيرًا من الإيرادات التي كان يحصل عليها وفي مقدمتها الإيرادات النفطية، ومع خسارته الكثير من المبالغ التي كانت تأتيه من «أصدقائه» هنا وهناك نتيجة للظروف التي تمر بها تلك الدول، أو لقناعتها بعد جدوى الاستمرار بدعم نظام الأسد، بعد ذلك كله يجد نظام الأسد نفسه مضطرًا لإيجاد موارد بديلة لتمويل عملياته ومن بين هذه الموارد البديلة زيادة أسعار الطاقة ولاسيما البنزين والمازوت إضافة إلى الكهرباء.
وكان نظام الأسد قد بدأ بمراجعة حساباته القديمة والتفتيش في حساباته المنسية هنا وهناك بحثًا عن مبالغ قد يستطيع الحصول عليها من أي طرف وكما يقول المثل «التاجر المفلس بيدور بالدفاتر القديمة»، فتراه تارة يعرض الكهرباء بأسعار تشجيعية على دولة ما مقابل سداد حساب جارٍ وتسديد مبالغ لم تستحق بعد، وتارة أخرى تراه يُعفي تلك الدولة من غرامات وفوائد قرض قديم إذا ما تم سداده الآن، وفي كل ذلك مؤشرات على العجز الكبير الذي يعاني منه النظام حاليًا.
ولن يكون مستغربًا أن يلجأ النظام في القريب العاجل إلى خطوات أخرى مماثلة تهدف إلى توفير المزيد من الإيرادات لتمويل العجز الذي يعاني منه، كرفع أسعار أسطوانات الغاز أو زيادة سعر المواد التموينية المدعومة من الدولة كالسكر والرز والخبز.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :