عنب بلدي – خاص
لم يمضِ يومان على التصعيد الأخير من قبل جيش الفتح في محيط قريتي كفريا والفوعة شمال إدلب، وما حمله من عمليات عسكرية واسعة وتقدم هو الأكبر من نوعه في محيطهما، حتى تم الاتفاق على هدنة مؤقتة شملت القريتين، إضافة إلى مدينة الزبداني وبلدة مضايا في ريف دمشق الغربي.
هدنة ثالثة في غضون خمسة أسابيع
أعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية، الأحد 20 أيلول، عن بدء سريان الهدنة من الساعة الثانية عشرة ظهرًا ولمدة 48 ساعة قابلة للتمديد، وجاءت بعد جولة مفاوضات جديدة بين الجانب الإيراني وممثلين عن حركة أحرار الشام الإسلامية في مدينة اسطنبول التركية، قبل يومين من الاتفاق.
وقال أبو الورد، أحد إداريي جيش الفتح في محافظة إدلب، إن الهدنة جاءت بطلب وإلحاح من الإيرانيين، لاسيما بعد التقدم الأخير للمقاتلين على محاور كفريا والفوعة، وأوضح لعنب بلدي أن المفاوضات الجديدة تأتي بـ «نكهة خاصة»، إذ إن جيش الفتح بات يسيطر على معظم الخطوط الدفاعية للبلدتين المواليتين في ريف إدلب.
مصادر في حركة أحرار الشام أشارت إلى أن الهدنة ستتزامن مع مشاورات واتفاق حل نهائي لملف المنطقتين، وتبدأ بعدها جميع الأطراف بتنفيذ بنود الاتفاق، دون الإفصاح عن محتواها وتفاصيلها، ولفتت إلى أن المحاورين من الحركة شددوا على منع تحصين المواقع الدفاعية في كفريا والفوعة، وعدم السماح لطائرات النظام السوري في إلقاء ذخائر وطعام لهم.
وكان ملف المنطقتين شهد هدنتين سابقتين، أولاهما في 12 آب الماضي، واستمرت 3 أيام وما لبثت أن انهارت بعد الفشل في التوصل إلى حل نهائي، والثانية في 26 آب، ولاقت مصير سابقتها.
حركة أحرار الشام كانت أطلقت المرحلة الثانية من قصف كفريا والفوعة المحاصرتين، مطلع آب الماضي، وانسحبت من المفاوضات الأولى إثر إصرار الإيرانيين على ترحيل سكان القريتين إلى مناطق الساحل، وخروج سكان الزبداني إلى ريف دمشق.
آخر المستجدات الميدانية في المنطقتين
واستأنف جيش الفتح معارك كفريا والفوعة الجمعة، 18 أيلول، وافتتح عملياته بـ 3 سيارات مفخخة قادها كويتيان ولبناني من جبهة النصرة، ليتقدم ويحكم قبضته على تحصينات الفوعة من الجهة الجنوبية، وتلة الخربة من الجهة الشمالية الشرقية، وجزء كبير من دير الزغب في الجنوب الغربي.
وتبقى مزارع بروما، إضافة إلى البلدتين، خارج سيطرة فصائل المعارضة حتى اللحظة، في ظل حصار كامل من الجهات الأربع لهما، كما أوضحت خريطة نشرها جيش الفتح، السبت 20 أيلول، وتسعى فصائل «الفتح» للسيطرة على بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يقطنهما أغلبية شيعية موالية للأسد، في محاولةٍ لإحكام قبضتها على كامل المحافظة استمرارًا للمعارك التي بدأت في آذار من العام الجاري.
مدينة الزبداني، غرب العاصمة دمشق، لازالت تواجه ومنذ مطلع تموز الماضي حملة برية من قبل قوات الأسد وحزب الله اللبناني وميليشيات موالية، تسعى من خلالها للسيطرة على المدينة وتأمين الشريط الحدودي مع لبنان.
المدينة التي تعاني بدورها من حصار كامل من قبل القوات المهاجمة، تخضع بمعظمها لسيطرة فصائل المعارضة، وبشكل رئيسي لواء حمزة بن عبد المطلب التابع لحركة أحرار الشام الإسلامية، بقيادة أبي عدنان زيتون، إضافة إلى تواجد جبهة النصرة ولا سيما في الجبل الشرقي المطل على المدينة.
تمكنت فصائل المعارضة في الزبداني من الصمود 80 يومًا في وجه الحملة البرية والجوية على المدينة، التي لم يُشهد مثيل لها في التاريخ الحديث من حيث عدد القنابل والبراميل المتفجرة التي فاقت 10 آلاف بحسب توثيقات أعدها المجلس المحلي مؤخرًا، الأمر الذي اعتبره نشطاء «صمودًا أسطوريًا» لا نظير له خلال أعوام الثورة.
ويتخوف نشطاء سوريون من «خبث» السياسة الإيرانية، ونيتها إفراغ الزبداني من سكانها ومقاتليها، إضافة إلى مضايا والقرى المجاورة غربي دمشق، ولا سيما بعد تسريبات نقلتها قناة الميادين المقربة من إيران، أكدت ذلك.