يقدم الفيلم الأمريكي “I CARE A LOT” مجموعة أفكار شخصية غير قابلة للتعميم كأسلوب حياة، على لسان بطلته المحامية “مارلا جريسون”، فهي من أنصار المصلحة الشخصية أولًا، وبغض النظر عن توافق هذه المصلحة مع القيم المجتمعية والأخلاقية أم لا، فالغاية تكمن في وصول المحامية إلى مبتغاها، دون البكاء على الأشخاص الذين ستظلمهم في طريقها لأهدافها.
وتعمل الشابة محامية تتولى قضايا الوصاية الاجتماعية على كبار السن، الذين تختارهم بعناية من الأثرياء لتتولى لاحقًا مهمة تجريدهم من ممتلكاتهم والتصرف بها لحساباتها الشخصية، عوضًا عن الاهتمام بهم.
وخلال جلسات المحكمة التي تُعقد في الفيلم بشكل صوري، يقفز النص على المنطق بتصويره محامية لا تخسر، وتتعامل معها عدالة المحكمة بثقة، رغم إبعادها كبار السن الذين “ترعاهم” عن المثول أمام القاضي.
فبعد الكثير من عمليات الاحتيال السلسة التي يستعرضها الفيلم في بلد تعتبر فيه قضايا الرعاية الاجتماعية من أحجار نرد المرشحين الرئاسيين، تتعثر المحامية بسيدة مسنّة تدعى “جينيفر بيترسون” لا تزال تحتفظ بعافيتها، وبتوقيع من طبيبة متواطئة تقع السيدة في قبضة “مارلا” التي تكتشف بعد وقت قصير حجم الثروة التي تجلس عليها “جنيفير”.
ويحاول الفيلم مع تقدم الأحداث وزيادة جرعة الإثارة القفز على المنطق أيضًا، وتقديم المحامية بصورة البطل الذي لا يقهر، عبر تعريضها لضغوط جسدية ومخاطرة لا يمكن النجاة منها سوى على الورق أو أمام الكاميرا.
وإذا كانت الأفلام السينمائية بالوضع الطبيعي تقوم على صراع بين البطل (HERO) ذي الأفكار والقيم النبيلة، وما يسمى بالبطل المضاد (ANTI HERO) الذي يمثل الجانب الشرير للقصة، فهذا الفيلم يجسد الصراع بين طرفين متنافسين على مصالح ومنافع ونقود، دون الاكتراث بقيم البطولة.
ولم يحظَ العمل بالتقييم المأمول عبر موقع “IMDb” لنقد وتقييم الأعمال السينمائية، كون الفكرة بحد ذاتها، وفور إخراجها من السياق الدرامي، ستلاقي نفور المشاهد، فالقضية باختصار هي سرقة، وسرقة المسنين تحديدًا، واستغلال ضعفهم، بالإضافة إلى إسدال الستارة قبل تقديم التوضيحات الكافية للمشاهد حول علاقة بعض الشخصيات ببعضها، والتي شكّلت محرّك أحداث الفيلم بالكامل.
وصدر الفيلم قبل أيام في الولايات المتحدة، وحصل على 6.3 فقط على مؤشر التقييم في موقع “IMDb”، رغم الظهور اللافت للمثل بيتر دينكليج (Peter Dinklage)، الذي أدى دور شخصية مرتبطة بالمافيا الروسية.
وكتب الفيلم وأخرجه جيه بليكسون (J Blakeson)، وهو من بطولة روزاموند بايك (Rosamund Pike)، وإيزا جونزاليز (Eiza González)، وديان ويست (Dianne Wiest)، وإنتاج “نتفليكس” (NETFLIX).
–