حسام الجبلاوي – ريف اللاذقية
وتتسم معارك ريف اللاذقية بين النظام وقوات المعارضة في الفترة الأخيرة بكرّ وفرّ، ورغم ضراوة المعارك وشدتها واستمرارها منذ أكثر من شهر لا يبدو أي طرف مستعدًا للتخلي عن نقاطه نظرًا للنتائج التي يمكن أن يخلفها تقدم الطرف الآخر.
القمم المرتفعة هدف قوات الأسد
وشهد جبل الأكراد خلال الأسبوع الماضي معارك وصفت بالأعنف بين الطرفين، بدأتها قوات الأسد بحشود عسكرية كبيرة وتمهيد ناري، في محاولة للسيطرة على تلال جب الأحمر المشرفة من الشرق على قرى سهل الغاب المحررة والقريبة من الطريق الواصل بين بلدة السرمانية وجورين.
ويرى القائد العسكري في الفرقة الأولى الساحلية، النقيب خالد باجيكو، أنّ «المعارك مفصلية للطرفين لأنّ سيطرة النظام على هذه التلال سيتيح له المجال للاقتراب من بلدة السرمانية المحررة، وقطع الطريق أمام جيش الفتح للوصول إلى بلدة جورين، ومن الممكن أن يحاول النظام من خلالها استعادة مدينة جسر الشغور».
ويضيف باجيكو، المشارك في هذه المعارك، «أدركنا أهمية هذه المنطقة بعد سيطرتنا على السرمانية وقرى سهل الغاب، لأنّ من شأن هذه التلال أن تكون قاعدة للقصف على مناطق واسعة مكشوفة، ولذلك ندافع عنها بكل قوة رغم عشرات المحاولات الفاشلة لاقتحامها خلال الشهر الماضي».
وفي السياق، يشرح عقيل جمعة، قائد لواء النصر في الساحل، سبب تركيز النظام على جبهات المنطقة خلال الفترة الماضية وتكثيفه للقصف فيها، معتبرًا أن ذلك «جاء لمحاولة إقناع مؤيديه بقدرته على إمساك زمام الأمور والدفاع عنهم بعد الخسائر المتتالية في محافظة إدلب»، وفي حين لم يؤكد القائد العسكري وجود مؤشرات أو أدلة لديهم على مشاركة قوات روسية في المعارك الأخيرة أشار جمعة إلى وجود مقاتلين عراقيين ومن حزب الله اللبناني ضمن معارك الساحل.
وألمح القائد العسكري، خلال لقائه مع عنب بلدي، أن الأيام القادمة ستشهد معارك مفصلية في جبهة الساحل وستكون لها نتائج مؤثرة على كل الجبهات.
محاولات لكسرطوق قمة النبي يونس
في المقابل تسعى قوات المعارضة إلى تعزيز دفاعاتها في المنطقة والتقدم أكثر باتجاه قمة النبي يونس أعلى قمم جبال اللاذقية.
وتكتسب القمة هذه الأهمية من ارتفاعاتها (1500م) وإشرافها من الشرق على قرى سهل الغاب الموالية وحمايتها من الغرب لطريق صلنفة والقرداحة، كما أنها قاعدة مركزية لقصف قرى جبل الأكراد والتركمان الآمنة، وسابقًا عززت قوات النظام من دفاعاتها وسيطرت على عدة نقاط قريبة من القمة لحمايتها أبرزها كتف الجلطة و مريشود وجب الغار.
وتحاول المعارضة من خلال معارك الأسبوع الماضي كسر الطوق والتقدم أكثر من القمة لتسهيل أي عمل محتمل لجيش الفتح بالقرب من جورين، وفي حال تمكنت الفصائل من كسب هذه المعركة الهامة فإنها تفتح الطريق أمامها للسيطرة على قرى الساحل وصولًا إلى اللاذقية والقرداحة، لكن ذلك لن يكون سهلًا في ظل التعزيزات الكبيرة التي استقطبها النظام إلى المنطقة.
يذكر أن قوات الأسد تعتمد في حماية منطقة الساحل السيطرة على القمم الجبلية المرتفعة، حيث أنشأت ما يشبه سورًا لحماية المناطق الموالية تحميه قمم مرتفعة، ويمتد السور على شكل قوس يبدأ من قمة الـ 45 قرب بلدة كسب في منطقة التركمان مرورًا بقريتي كفرية ودورين وانتهاءً بقمة النبي يونس في جبل الأكراد، تتخللها عشرات القمم التي تمّ تجهيزها كنقاط استناد ودشم.