تبدو عملية التخدير العام في ظاهرها عملية روتينية، تختلف اختلافًا بسيطًا بين مريض وآخر، إلا أنها تحتاج إلى دقة وخبرة وسرعة في التصرف عند حدوث الطوارئ، لأن بعض أخطائها البسيطة قد تكون مميتة.
لا يعاني أغلب المرضى الذين يتعرضون لأدوية التخدير العام من مخاطر قد تهدد حياتهم، إذ تختلف ردود فعل أجسام المرضى للدواء بحسب حالتهم الصحية، فبعضهم لا يسبب التخدير له أي آثار جانبية، بينما يواجه البعض الآخر آثارًا قد تنتهي مع انتهاء العملية أو تمتد لوقت أطول.
ما التخدير العام
هو عملية حقن الأدوية المخدرة والمسكنة عن طريق الوريد، لإحداث الغيبوبة وفقدان الوعي لفترة مؤقتة، ليتمكن طبيب الجراحة من إجراء عملية جراحية دون شعور المريض بأي ألم في أثنائها.
يتحكم طبيب التخدير بتأمين الطريق الهوائي وتوصيل الأكسجين للمريض بعد نومه، عبر أنبوب رغامي يصل إلى القصبة الهوائية، لضمان قدرة المريض على التنفس.
ويراقَب المريض الذي يخضع للتخدير العام بشكل مستمر طوال فترة إجراء الجراحة، عن طريق أجهزة مراقبة التنفس والحرارة ونبض القلب وضغط الدم.
تفاصيل يجب على المخدر معرفتها
قال طبيب التخدير والإنعاش السوري المقيم في تركيا أحمد الحمد، لعنب بلدي، إن طبيب التخدير يقابل المريض قبل موعد إجراء أي عملية جراحية، ليتعرف إلى تفاصيل مرضه وحياته الصحية بالكامل، كالعمر والوزن والأمراض المزمنة المرافقة والأدوية والعمليات السابقة، ليقرر نوع التخدير والأدوية التي سيحقنها خلال العملية، والخطط العلاجية قبل وبعد العملية.
ولتجنب مخاطر التخدير، يجب على المريض إحاطة الطبيب بكل تفاصيل حياته المرضية، حتى لو لم يُسأل عنها، كحساسية من دواء معيّن، أو أمراض وراثية في عائلته، أو سوابق لأقرباء له تعرضوا لمشكلة في أثناء التخدير.
مخاطر التخدير العام
معظم الأصحاء لا تحدث لهم مشكلات مع التخدير العام، و لكن كما هي الحال مع معظم الإجراءات الطبية، تكمن الخطورة بنسبة صغيرة لمضاعفات على المدى الطويل أو الموت نادرًا، و ترتبط المضاعفات بنوع العملية الجراحية و بالحالة الصحية العامة، بحسب الطبيب أحمد الحمد.
وأضاف الطبيب أن مخاطر التخدير العام لا تكمن في أدوية التخدير فقط، إذ إن أكثر المرضى المعرضين لمضاعفات تخديرية لديهم قصة مرضية سابقة، كمرضى السكري، والقلب، والأمراض التنفسية، وأمراض الكبد أو الكلية.
يتعامل الطبيب مع هؤلاء المرضى في أثناء التخدير بحذر، فمن الممكن أن يلجأ إلى التخدير القطني أو الموضعي، كبديل عن التخدير العام، بحسب العملية التي يخضعون لها، للحفاظ على حياتهم.
ويتم اختيار نوع التخدير المناسب لكل مريض بناء على عدة عوامل، كنوع العملية الجراحية، وعمر المريض، وحالته الصحية، ورغبته.
التخدير خارج غرف العمليات
بحسب موقع “NBCI” (المكتبة الوطنية للطب) الأمريكي، يلجأ الأطباء إلى التخدير خارج غرفة العمليات، من أجل إجراءات جراحية بسيطة، لا تتطلب التخدير العام.
ويكتفي الطبيب بإجراء “تخدير التهدئة”، وهو إعطاء أدوية مهدئة و منومة بجرعات خفيفة بهدف تنويم المريض لمدة لا تتجاوز 15 دقيقة، يعتمد خلالها المريض على تنفسه الطبيعي، دون اللجوء إلى جهاز تنفس صناعي يؤمّن له الأكسجين.
يُستخدم هذا النوع من التخدير غالبًا في قسم التصوير الشعاعي، والتنظير الهضمي، وقسطرة القلب، والعلاج النفسي، وطب الأسنان.
يتطلب إجراء التهدئة انتباهًا كاملًا على المريض، ومراقبة مستمرة للعلامات الحيوية التي تظهر عليه خلال نومه، ووجود أجهزة إسعافية كاملة في العيادة لاستخدامها في حالة الطوارئ، ووجود شخصين على الأقل في العيادة، مدربين على إجراءات التخدير والإنعاش الطارئ.
إذ من الممكن أن يتحول تخدير التهدئة إلى تخدير عام في أي وقت مفاجئ، إذا ظهرت علامات تهدد حياة المريض، كتوقف التنفس أو القلب، أو تحولت العملية الجراحية البسيطة إلى معقدة.
وبحسب طبيب التخدير والإنعاش أحمد الحمد، فإن التخدير خارج غرف العمليات، بعيادات غير مجهزة بأدوات الإنعاش، مرفوض بشكل قطعي، لأنه يهدد حياة المريض خلال دقائق قصيرة.
–