من تلال الكبينة في ريف اللاذقية الشمالي، مرورًا بجبل الزاوية جنوبي إدلب وريفها الشرقي، حتى خطوط التماس في “الفوج- 46” بريف حلب الغربي، ينتقل قناص قابلته عنب بلدي بمعداته بصحبة عدد من القناصين، ينتقون أماكن مناسبة لإطلاق النار باتجاه عناصر النظام والميليشيات الرديفة.
محاور عدة يعمل فيها موجهًا سلاحه “نحو قوات النظام فقط”، حسب حديثه إلى عنب بلدي، دون أن ينتمي لأي فصيل من المعارضة أو “الجماعات الجهادية” كـ”هيئة تحرير الشام” صاحبة النفوذ في محافظة إدلب، وكتائب أخرى مستقلة.
وبشكل شبه يومي، تعلن غرفة عمليات “الفتح المبين” عن قنص عناصر للنظام على محاور إدلب موقعة قتلى وجرحى، حسب رصد أجرته عنب بلدي لحساب الغرفة عبر “تلجرام”.
وتضم “الفتح المبين” “هيئة تحرير الشام”، و”جيش العزة”، و”الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، وهي مسؤولة عن إدارة العمليات العسكرية في إدلب وأرياف حلب الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي وحماة الشمالي.
ووثق فصيل “أنصار التوحيد” العامل في إدلب عبر إصدار مرئي رصدته عنب بلدي حمل اسم “من حيث لا يشعرون”، عمليات القنص التي نفذها الفصيل ضد النظام والأساليب المتبعة، مركزًا على أهمية سلاح القنص.
انتقاء الأهداف دون إحداث أذى لعناصر نقاط التماس
أظهر إصدار “أنصار التوحيد” وجود سرايا مخصصة للقنص، تنتقي مناطق ونقاطًا محددة لإطلاق النار من قبل قناصيها، وتحصنها لحماية القناص، إضافة إلى أهمية التضاريس خاصة الجبلية في عملية التمويه.
كما تحدد السرايا الهدف الأهم لبنك الأهداف المتوفر أمامها، فالضابط أو قائد المجموعة المستهدفة هو الشخص رقم واحد في الهدف.
الأمور السابقة يحكمها شيء أساسي وهو الأهم بالنسبة للقناص الذي قابلته عنب بلدي، وهو سلامة عناصر المعارضة في نقاط التماس.
فقنص عناصر النظام إذا كان يلحق ضررًا بنقاط المعارضة لا ينفذ، وذلك من خلال رصد سابق لرد فعل قوات النظام من ناحية السلاح المستخدم في الرد والتوقيت والأسلوب.
أنواع مختلفة من المعدات
تستخدم سرايا القنص معدات خاصة في عملها، على رأسها قناصات مختلفة المدى (قريبة، متوسطة)، وكاميرات للتوثيق، وكواتم الصوت، إضافة إلى لباس تمويه خاص حسب طبيعة الأرض، ومعدات بسيطة للحفر و”التدشيم”.
وتجري دورات خاصة للقناصين في مناطق سيطرة المعارضة، لكن هذه الدورات والمعسكرات تحاط بسرية من ناحية المكان ووقت التدريب والمدرب.
ويستخدم القناصون في إدلب قناصات بأنواع مختلفة، منها ما هو بنظام “شتاير” الغربي أو الشرقي، حسبما رصدته عنب بلدي في صور ومقاطع مصوّرة لهذه الفصائل، ومن أبرز هذه القناصات:
- قناصة “دراغانوف”: وهي من أشهر أنواع القناصات في الحرب السورية، استخدمتها مختلف القوى العسكرية على الأرض.
صُنعت “دراغانوف” في الاتحاد السوفييتي عام 1965، وهي نصف آلية وتتمتع بالخفة (4.3 كيلوغرم) وتشبه ميكانيكيتها “الكلاشينكوف” الروسية، مخزنها يتسع لعشر طلقات، مداها 1200 متر.
- “AM- 50”: تعتبر استنساخًا لقناصة “Steyr HS -50” النمساوية، إذ أخذت إيران النموذج وصنعت قناصات مشابهة لها سمتها “AM -50″، كما استنسخها النظام السوري وأطلق عليها “Golan S-01”.
بدورها، صنعت قوات المعارضة عددًا منها، بتطويع قطع وأسلحة اغتنمت من قوات النظام، وجرى تطبيقها وملاءمتها.
كما استولت المعارضة على قطع منها خلال المعارك مع النظام، حسب موقع “Caliber Obscura” المتخصص بأنواع الأسلحة.
ويصل مدى القناصة حتى 1500 متر، وتستخدم طلقات عيار 12.7 ميليمتر.
وظهر هذا النوع من القناصات لدى عناصر “الجيش الوطني” و”تحرير الشام” و”أنصار التوحيد” و”حراس الدين”.
- “M-4”: بندقية أمريكية الصنع تستخدم للقنص، استخدمت في 1994، وعيار طلقتها 5.56 ميليمتر، مداها بين 500 متر، وزنها 3.15.
–