جهاد أشرفي لعنب بلدي: الأكاديميات الرياضية السورية تعاني من عدم الاختصاص

  • 2021/02/21
  • 11:32 ص

جهاد أشرفي

عنب بلدي – محمد النجار

قدمت كرة القدم السورية على مدى عقود لاعبين من طراز رفيع، أمتعوا جماهير أنديتهم بلمساتهم على أرض الملعب، وخاصة في الجيل الملقب بـ“الذهبي” للمنتخب السوري في ثمانينيات القرن الـ20، الذي كان قريبًا بدوره من التأهل إلى نهائيات كأس العالم في المكسيك عام 1986.

مع انتهاء مرحلة لعب كرة القدم لهذا الجيل، واعتزاله بشكل نهائي، اتجه جزء منه إلى التدريب (كالمدرب نزار محروس)، بينما عانى جزء آخر من التهميش.

وجزء آخر من اللاعبين اتجه إلى إنشاء أكاديميات تدريب كرة القدم، كحال اللاعب السابق للمنتخب السوري، وناديي الاتحاد الحلبي والجيش، جهاد أشرفي، الذي التقت به عنب بلدي للوقوف على الصعوبات التي تواجه عمل هذه الأكاديميات.

ثلاثة تحديات تواجه عمل الأكاديميات

يحمل جهاد أشرفي، المولود في حلب عام 1963، شهادة دبلوم رياضي وشهادة تدريب فئة “C”.

وقال أشرفي لعنب بلدي، إنه افتتح أكاديمية لكرة القدم في مدينة اسطنبول التركية، لتنمية مواهب الشباب السوريين على أسس علمية صحيحة ضمن ممارسة مهنية سليمة، خاصة أن قبول اللاعبين يأتي بعد عدة اختبارات رياضية.

واعتبر أشرفي أن الشباب “وجدوا في الأكاديمية متنفسًا لممارسة هواياتهم الرياضية”، ومن جهة أخرى أوجدت لاعبين على مستوى عالٍ.

ويشارك فريق الأكاديمية في البطولات الدورية المحلية بين الفرق السورية التابعة لأكاديميات أخرى في مدينة اسطنبول.

ويبلغ عدد السوريين المقيمين في تركيا أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون، بحسب إحصائيات المديرية العامة لإدارة الهجرة لعام 2020.

إلا أن حال الأكاديميات لا تبدو وردية كما تظهرها الصورة العامة، إذ تعاني من تحديات عديدة، أهمها غياب الاستثمار المالي، وبالتالي لا تملك هذه الأكاديميات ملاعب خاصة بها، لتضطر لاستئجار ملاعب أخرى بمبالغ مرتفعة، وتُدفع هذه المبالغ بالتالي من اللاعبين أنفسهم.

كما أن وسائل النقل تشكل تحديًا آخر لعمل الأكاديميات، إذ إن اسطنبول مدينة كبيرة للغاية (تحتاج بعض المناطق إلى أكثر من ساعتين للوصول إليها في بعض الأحيان)، ولا تملك الأكاديميات الرياضية السورية في تركيا وسائل نقل خاصة بها، بالتزامن مع وجود عدد كبير من اللاعبين والإداريين والمدربين، بحسب أشرفي، الذي تمنى على الاتحاد التركي لكرة القدم ترخيص هذه الأكاديميات، ومساعدتها للانضمام إلى دوري الهواة في تركيا.

أما التحدي الثالث الذي يواجه عمل أكاديميات كرة القدم السورية، فهو أن معظم المشرفين وأصحاب هذه المشاريع ليسوا أصحاب اختصاص، ولا يملكون، بحسب أشرفي، العلم والمعرفة الكافيين في كرة القدم.

وأضاف أشرفي، “هؤلاء يحاولون استغلال اللاعبين من الشباب السوريين المقيمين في تركيا، خاصة أن المشرفين المذكورين لا يحملون أي شهادات تدريبية، ومنهم من لم يمارس كرة القدم أبدًا”.

واعتبر أشرفي أن الاتحاد التركي لكرة القدم يتحمل جزءًا من المسؤولية بتركه أمر افتتاح الأكاديميات لغير المختصين، كما أنه لا يشرف على هذه المشاريع، في حين أن الإشراف عليها أفضل له وللشباب السوريين الذين ربما يكونون رافدًا مهمًا للأندية التركية مستقبلًا، بحسب رأيه.

وسبق لأشرفي أن لعب مع المنتخب السوري لكرة القدم بفئاته كافة وصولًا إلى فئة الرجال عام 1979، وخاض المباراة الفاصلة مع العراق في تصفيات كأس العالم بالمكسيك عام 1986، بالإضافة إلى خوضه عدة بطولات أخرى مع المنتخب وفريقي الاتحاد والجيش في سوريا.

وحقق أشرفي مع فريق الاتحاد الحلبي عدة بطولات وإنجازات قبل الانتقال إلى نادي الجيش في العاصمة السورية دمشق.

الإعلام الرياضي تغيّر

يرى أشرفي أن الإعلام الرياضي السوري كان “عالي المستوى” في الماضي، وقاده إعلاميون مخضرمون، وعلى درجة عالية من الثقافة والخبرة والصدق فيما كتبوه رغم غياب الإمكانيات الحديثة، بحسب رأيه.

وأضاف أشرفي، “الإعلامي الرياضي كان يتمتع بالإخلاص في عمله، ويبذل جهدًا مضاعفًا للوصول إلى الحقيقة”.

وهاجم أشرفي “الإعلام الرياضي الحالي”، معتبرًا أن عددًا لا بأس به من الأشخاص “أقحموا أنفسهم في هذا المجال دون وجود أي خبرات مهنية أو شهادات علمية مع ثقافة محدودة”، دون أن ينفي وجود شريحة جيدة من الإعلاميين الرياضيين الذين حافظوا على مستواهم المهني والثقافي، بحسب رأيه.

وعلى مستوى الإعلام الرياضي العربي، برزت عدة أسماء لإعلاميين رياضيين سوريين تركوا بصمتهم في هذا المجال، كالإعلامي أيمن جادة الذي يعمل في شبكة “bein spotrs” القطرية، والإعلامي مصطفى الآغا الذي يعمل في قناة “mbc” السعودية، بينما يعد الإعلامي الراحل عدنان بوظو أحد أبرز الإعلاميين الرياضيين العرب، وكان مسؤولًا عن إطلاق عدد من الأسماء المهمة في هذا المجال.

مقالات متعلقة

رياضة محلية

المزيد من رياضة محلية