قفزة غوارديولا.. وأحلام دوري الأبطال
عروة قنواتي
ربما من المبكر حسم الخطاب فيما يخص الدوري الإنجليزي الممتاز قبل انتهاء الموسم بــ14 جولة، وربما من التسرع الاحتفاء بصورة فريق وأداء مجموعة واحدة على أنها الأفضل والأسرع ذهابًا نحو منصة الدوري الإنجليزي، ومن الطبيعي أيضًا في ظروف ومسابقات وتحولات الكرة الإنجليزية أن نشاهد ما هو غريب وعجيب في انقلاب المراحل وتقلبات الفرق.
إلا أنه من الإنصاف أن نتحدث عن المرحلة بعينها، منذ بداية العام الحالي حتى صدور العدد الجديد للصحيفة، ماذا يجري في إنجلترا؟
السيد بيب غوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، الذي تعثر مع انطلاقة الموسم، ونام لفترة بين المراتب المتوسطة بعيدًا عن سلّم الأربعة الكبار وسلّم المراكز المؤهلة إلى الدوري الأوروبي، يأتي اليوم ليكون متصدرًا للموسم الجديد!
وبماذا؟ بفارق عشر نقاط عن المركزين الثاني والثالث (مانشستر يونايتد وليستر سيتي) وبفارق 14 نقطة على المركزين الرابع والخامس (تشيلسي ووست هام يونايتد)، وأخيرًا بفارق 16 نقطة عن ليفربول حامل اللقب في الموسم الماضي، ووصيف الموسم ما قبل الماضي، وخصم السيتي في السنوات الأخيرة.
غوارديولا الذي خاض منذ بداية العام الحالي حتى اليوم 14 مباراة في مختلف البطولات (دوري، كأس، رابطة محترفين) حقق فيها الفوز بالكامل، وسجل 39 هدفًا ودخلت مرماه خمسة أهداف فقط، وسلسلة انتصارات هي الأولى من نوعها في إنجلترا (15 فوزًا على التوالي).
على من فاز في هذه المدة القصيرة يا ترى؟
فاز على ليفربول ومانشستر يونايتد وإيفرتون وتوتنهام وأستون فيلا، وغيرها من الفرق في مختلف البطولات، وها هو يحجز كرسيًا في ربع نهائي كأس إنجلترا، وبطاقة نهائية في المباراة الختامية لرابطة المحترفين، ويستعد لمواجهة بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا!
ماذا عن دوري الأبطال يا سيدي؟
هذا هو الموسم الرابع للسيد بيب غوارديولا في الإدارة الفنية لمانشستر سيتي، فيها عديد البطولات والألقاب المحلية، ولا وصول إلى منصة دوري أبطال أوروبا مع الكأس.
النسخة الماضية خسر في ربع نهائي البطولة من ليون الفرنسي، والموسم الذي سبقه أيضًا خسر في ربع نهائي البطولة من توتنهام الإنجليزي، وقبلها أمام ليفربول وقبلها أمام موناكو الفرنسي في ثمن نهائي المسابقة.
بيب الساحر غائب عن نهائي دوري الأبطال منذ آخر مرة ظهر فيها مع برشلونة الإسباني بمواجهة مانشستر يونايتد الإنجليزي.
ربما هذا الموسم الذي تحسن فيه فريق السيتي دفاعيًا وبشكل لافت بعد سنوات من النزيف والخيبة والخروج المرير بأخطاء دفاعية، هو الموسم الأفضل لبيب غوارديولا بمسيرته نحو المباراة النهائية لدوري الأبطال.
لمَ لا؟ فرق أوروبية كبرى متعثرة، وظروف فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) تلاعبت باقتصاد كرة القدم في العالم، ما أدى إلى هبوط مستوى بعض الفرق لقلة التعاقدات.
برشلونة والريال في أزمة، ليفربول في أزمة، اليوفي في أزمة، وفرق طامحة متوسطة القوة إلى جيدة في دوري الأبطال، منها لاتسيو ولايبزيغ وسان جيرمان وأتلانتا… من بقي أمام الفيلسوف؟
بقي البايرن الألماني (صاحب السداسية الأخيرة)، فهل يصطدم فليك الألماني مع غوارديولا الإسباني في إقصائيات البطولة أم سيصل كل منهما ببطاقة النهائي إلى المرحلة الختامية؟
ما هو واضح أن غوارديولا عاد للتكشير عن أنيابه بصفوف المان سيتي، ويرغب بحصد عدد وافر من البطولات بوجود لاعبين ذوي مهارة ومرعبين في الأداء الفني ضمن الفريق ودكة البدلاء، والواضح أكثر أن دوري أبطال أوروبا لن يكون سهلًا هذا الموسم يا سادة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :