وصف رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، اليوم الأربعاء 17 من شباط، الأمريكيين المتعصبين لذوي البشرة البيضاء بأنهم “أعظم إرهاب محلي” في البلاد، مؤكدًا أن قضية التعصب “معقدة”.
وقال بايدن في اجتماع لمجلس مدينة ميلكووي التابعة لمقاطعة ويسكونسن الأمريكية، “المتعصبون للبيض هم أكبر تهديد إرهابي محلي في أمريكا (…) قضية التعصب للبيض معقدة وواسعة وحقيقية”، وفق ما نقله موقع “ريببليك ورلد”.
ووصف بايدن الأشخاص الذين يدعمون تفوق البيض بأنهم “مجانين وخطرون”.
وأضاف أنه ينوي التأكد من أن وزارتي العدل وقسم الحقوق المدنية يركزان بشدة على هؤلاء الأشخاص، وأنه حريص على “التركيز على كيفية التعامل مع صعود تفوق البيض”.
عنصرية أجّجت الشارع
وشهدت عدة ولايات أمريكية احتجاجات كبيرة على مدى أسابيع، بعد مقتل جورج فلويد الأمريكي من أصل إفريقي (46 عامًا)، في 25 من أيار 2020، بمدينة مينابوليس، أكبر مدن ولاية مينيسوتا الأمريكية، بعدما ثبته شرطي على الأرض بوضع ركبته على رقبته لتسع دقائق تقريبًا، حينها قال فلويد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة “لا يمكنني أن أتنفس” (I can’t breath)، التي تم تداولها على المستوى الدولي.
فلويد كان يعمل حارسًا في أحد مطاعم المدينة، وأوقفه عناصر الشرطة خلال بحثهم عن مشتبه به في عملية تزوير، بحسب “BBC“.
وكان موقف الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، حينها، أن هدد باتخاذ إجراءات جديدة لقمع أعمال الشغب في جميع أنحاء البلاد.
وقال ترامب في مؤتمر من حديقة البيت الأبيض آنذاك، “أولًا، ننهي أعمال الشغب والخروج على القانون التي انتشرت في جميع أنحاء بلادنا”، مضيفًا أنه يوصى بشدة حكام الولايات بنشر الحرس الوطني “للسيطرة على الشوارع”، وفق شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
قرارات بعيدة عن العنصرية
وكان الرئيس بايدن وقع ثلاثة قرارات مع تسلمه دفة الحكم، أولها تعلق بتشكيل لجنة للمّ شمل الأسر التي تفرقت في عهد إدارة ترامب، وإعادة نحو ألف طفل إلى آبائهم بعد أن فُصلوا عنهم لمدة طويلة.
بينما شمل القرار التنفيذي الثاني مراجعة قرارات إدارة ترامب التي عدلت قوانين وشروط اللجوء السياسي في أمريكا، وتناول القرار التنفيذي الثالث مراجعة جميع القوانين الإجرائية المتعلقة باستصدار الإقامات والتأشيرات.
وفي 12 من شباط الحالي، أعلن الرئيس الأمريكي وقف تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، وإلغاء حالة الطوارئ التي كان قد أعلنها ترامب.
وقال حينها في رسالة موجهة لرئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، إن إدارته “لن تسمح بتحويل المزيد من أموال دافعي الضرائب لبناء الجدار”.
ثمانية مليارات
وفي مثل هذه الأيام من عام 2019، أعلن ترامب “حالة الطوارئ”، لتأمين ثمانية مليارات دولار لبناء الجدار على الحدود مع المكسيك، وذلك بهدف وقف الهجرة غير النظامية إلى بلاده.
وكان موضوع الجدار من أبرز الوعود التي قدمها ترامب لتعزيز قاعدته الشعبية، إذ اتهم الوافدين من المكسيك وبقية دول أمريكا اللاتينية، بأنهم السبب الرئيس خلف ارتفاع معدلات الجريمة.
–