الفلسطينيون في لبنان أكثر عرضة للوفاة بـ”كورونا”.. الأسباب تطال السوريين أيضًا
قالت “وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (أونروا)، إن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عرضة للموت بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) أكثر بثلاث مرات من السكان ككل، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
وقالت المتحدثة باسم “أونروا”، هدى سمرة، مساء الثلاثاء 16 من شباط، “يعيش ما يقدر بنحو 207 آلاف لاجئ فلسطيني في لبنان، بعد طردهم من ديارهم (…) والأغلبية العظمى منهم يعيشون في مخيمات ضيقة حيث يكون التباعد الاجتماعي مستحيلًا”.
وأوضحت سمرة أنه في 2020 أُصيب نحو 5800 فلسطيني بـ”كورونا”، وتوفي نحو 200 منهم منذ تسجيل أولى الحالات في لبنان، مشيرة إلى أن ذلك يمثل ثلاثة أضعاف معدل وفيات الفيروس في البلاد ككل.
وأكدت المتحدثة باسم “أونروا” أن معظم الفلسطينيين الذين توفوا بعد إصابتهم بالمرض في لبنان يعانون من مشاكل صحية، مثل أمراض القلب أو الرئة، “التي تفاقمت بسبب الفقر والأوضاع في المخيمات”.
وقالت سمرة لـ”رويترز”، “التركيز هنا على العناصر الاقتصادية، الناس يخرجون لأنهم لا يستطيعون البقاء في منازلهم”.
في حين نقلت “رويترز” عن الباحثة المشارِكة في جامعة “ساينس بو” في باريس جويل أبي راشد، قولها، “تميل المجتمعات الضعيفة إلى أن تكون لديها ظروف صحية أساسية أسوأ، وبالتالي المزيد من الأمراض المشتركة والحالات الصحية المزمنة”.
وتمنع السلطات اللبنانية الفلسطينيين من الحصول على الجنسية اللبنانية أو العمل في العديد من المهن التي تتطلب مهارات، ما يدفع اللاجئين غالبًا إلى كسب أجورهم من خلال العمل بأجر منخفض.
السوريون ليسوا بحال أفضل.. 60% فقدوا وظائفهم
وتمر قسوة الأزمة ذاتها على اللاجئين السوريين في لبنان، إذ يعانون أوضاعًا مشابهة من ناحية نقص الخدمات والسكن في مخيمات عشوائية، إضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأدى الفيروس إلى تسريح عدد كبير من العاملين في وظائف دائمة ومؤقتة، لا سيما بين العمال غير الرسميين.
وبحسب دراسة أجرتها “المنظمة الدولية للعمالة” (ILO)، فإن 60% من السوريين سُرّحوا من وظائفهم بشكل دائم، و31% سُرّحوا مؤقتًا، في حين كانت الأرقام المقابلة للعاملين اللبنانيين تفيد بأن 39% سُرّحوا بشكل دائم، و38% مؤقتًا.
وأشار التقرير إلى أن معظم السوريين الفاقدين لوظائفهم بشكل دائم، كانوا يعملون في الزراعة (66%)، والبناء (72%).
وعللت الدراسة انعدام الأمان الوظيفي وفقدان الفرص الذي حصل، بالطبيعة غير المنتظمة في عقود العمل بالقطاعات التي يعمل فيها السوريون.
ويبلغ عدد المصابين بفيروس “كورونا” في لبنان أكثر من 343 ألف حالة، بينما يبلغ عدد الوفيات نحو 4100 حالة، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
وبحسب السلطات اللبنانية، يعيش في البلاد مليون ونصف مليون لاجئ سوري، بينما تتحدث مفوضية شؤون اللاجئين عن نحو مليون سوري مسجلين لديها.
وشهد لبنان خلال السنوات الماضية حملات عنصرية وكراهية ضد اللاجئين، ودعوات إلى ترحيلهم، وسط انتقادات أممية وحقوقية.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” حذرت، في 20 من كانون الثاني الماضي، من الظروف القاسية التي يعيشها اللاجئون السوريون في لبنان ولا سيما في بلدة عرسال (على الحدود اللبنانية- السورية)، وقالت إن هؤلاء ليست لديهم مقومات مناسبة لتؤويهم خلال أشهر الشتاء القاسية.
المنسقة الأولى لحقوق اللاجئين والمهاجرين في “رايتس ووتش”، ميشال رندهاوا، قالت حينها، “لا تزال ظروف عيش اللاجئين السوريين في عرسال الذين أُرغموا على تفكيك ملاجئهم في 2019 قاسية. أوضاعهم، بالإضافة إلى قيود الحركة للحدّ من تفشي فيروس (كورونا)، تهدّد سلامتهم وحياتهم”.
اللقاح يصل إلى اللاجئين
ووفقًا لبيانات الحكومة اللبنانية التي اطلعت عليها “رويترز”، فإنه بحلول أمس، الثلاثاء، سُجل حوالي 540 ألف شخص فقط للتلقيح، منهم نحو 6200 فلسطيني و5300 سوري، وهو ما اعتبرته “أونروا” قليلًا.
وبدأت وزارة الصحة اللبنانية، في 14 من شباط الحالي، بحملة تلقيح ضد “كورونا”، بعد وصول أول دفعة من اللقاح عبر مطار بيروت من بلجيكا.
وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام”، إن عملية التطعيم انطلقت في مستشفى “الرئيس رفيق الحريري الجامعي” ببيروت، بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، ووزير الصحة العامة، الدكتور حمد حسن.
وبحسب خطة الحكومة، فإن المرحلة الأولى من التلقيح ستخصص للطاقم الطبي ومن هم فوق 75 عامًا.
وأعلن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أنه سيشرف “بشكل مستقل” على تخزين وتوزيع اللقاحات الممولة بمساعدة من البنك الدولي بقيمة 34 مليون دولار.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :